دخلت عملية انتخاب بابا جديد للكنسية الكاثوليكية خلفا للبابا بنديكت السادس عشر حيز التنفيذ وذلك بانطلاق مجمع الكرادلة المغلق في كنيسة سيستين. وإذا تصاعد الدخان الأبيض من الفاتيكان فهذا يعني أنه أضحى للكنيسة بابا جديد. بدأ مجمع كرادلة الكنيسة الكاثوليكية اجتماعه المغلق لانتخاب بابا جديد للفاتيكان اليوم الثلاثاء (12 مارس/ آذار 2013). وانطلقت مراسم الاجتماع عقب إخراج كل الكرادلة الذين لا يحق لهم التصويت لاختيار البابا من كنيسة سيستين التي تجرى فيها المراسم. ودخل الكرادلة بالفعل إلى كنيسة سيستين التي تشتهر بلوحات جدارية لميكاييل انجيلو، وبدؤوا بأداء اليمين على الإنجيل 'والقسم على إبقاء كل ما يتعلق بشكل مباشر أو غير مباشر بالأصوات وعمليات الاقتراع لانتخاب الحبر الأعظم، ضمن السرية المطلق'. وكان الكرادلة قد انتقلوا في الساعات الأولى من صباح اليوم إلى بيت القديسة مرتا، حيث سيقيمون إلى حين انتخاب رئيس جديد للكنيسة الكاثوليكية التي تضم نحو مليارين مؤمن. وبعدها حضروا قداسا أحياه صباحا في كاتدرائية القديس بطرس، الكاردينال انغيلو سودانو عميد الكرادلة. وحسب تقليد متوارث من القرون الوسطى توصد الأبواب بالمفتاح لينقطع الكرادلة تماما عن العالم، حيث يرتقب حصول أربعة عمليات تصويت يوميا، اثنان في الصباح واثنان في المساء. وتحرق كل البطاقات في نهاية النهار لمحو أي أثر للتصويت السري الذي لا يسمح للكرادلة بالحديث عنه. وإذا تصاعد الدخان الأسود، فهذا يعني أن البابا لم ينتخب بعد، أما إذا تصاعد الدخان الأبيض فهذا يشير إلى أنه بات للكنيسة الكاثوليكية حبر أعظم جديد. وبحسب الخبراء في شؤون الفاتيكان وفي حال عدم حصول مفاجآت فإنه يرتقب أن تكون مدة المجمع قصيرة، يومان إلى أربعة أيام كحد أقصى. ومن بين الكرادلة الناخبين البالغ عددهم 115 كاردينالا هناك حوالي عشرة أسماء تم التداول بها في الأيام الماضية كمرشحين لترؤس الكنيسة الكاثوليكية. وتناقلت وسائل الإعلام أسماء الإيطالي انجيلو سكولا أو الكندي مارك اوليه والبرازيلي اوديلو شيرر أو النمساوي يوزف شونبورين أو المجري بيتر اردو أو الأميركيين تيموثي دولان وشون اومالي وجميعهم لديهم نقاط مشتركة كثيرة مع يوحنا بولس الثاني أو بنديكت السادس عشر. وهم محافظون جميعا وحريصون على منع ذوبان الدين أكثر من الإصلاحات التي ينتظرها كثيرون لاسيما في الغرب. ومع انتخاب البابا الجديد ينتهي شهر صعب بدأ في 11 شباط/ فبراير مع إعلان بنديكت السادس عشر استقالته بشكل مفاجئ وهو في سن الخامسة والثمانين. وسيكون أول بابا على قيد الحياة يشهد انتخاب خلف له، وسيراقب جوزف راتسينغر هذه العملية عن بعد من مقر كاستيل غاندوفلو على بعد 30 كلم من الفاتيكان حيث أصبح مقر إقامته. ح.ز/ ط.أ (أ.ف.ب، د ب أ)