تظاهر نحو 5 آلاف تونسي، اليوم السبت وسط العاصمة تونس للتنديد بتصاعد أعمال عنف منسوبة إلى تيارات سلفية استهدفت في الفترة الأخيرة صحفيين ومحامين ونشطاء حقوقيين وأساتذة جامعيين. وأطلق على المظاهرة التي دعت إليها أحزاب سياسية يسارية وجمعيات حقوقية اسم "مسيرة الدفاع عن الحريات" وشارك فيها على وجه الخصوص سياسيون وصحفيون وفنانون ونقابيون وجامعيون من الجنسين. وردد المتظاهرون الذين رفعوا أعلام تونس، شعارات معادية ل"حركة النهضة" الإسلامية الحاكمة التي اتهمها حقوقيون وصحف محلية أخيرا ب"الصمت" على أعمال عنف منسوبة إلى سلفيين ضد صحفيين ومحامين ونشطاء في المجتمع المدني وب"التواطؤ" معهم. وردد المتظاهرون هتافات من بينها :"يا حكومة..عار..عار... النهضة عملت العار" و"جامعاتنا حرة... والتطرف على بره". كما رددوا شعار "شغل .. حرية .. كرامة وطنية" الذي انطلقت به الثورة التونسية في ديسمبر 2010، الذي يقول مراقبون إنه يختزل المطالب الأساسية التي قامت من أجلها الثورة. ورفع المشاركون في المظاهرة شعارات كتب عليها "العنف سلاح من تعوزه الحجة" و"خبز وماء.. والتطرف لا" و"الدين لله والوطن للجميع" و"خبز وماء...والسلفية لا" و"النقاب (في الجامعات) لفائقات الجمال فقط" و"قبل الثورة كل شيء ممنوع...بعد الثورة كل شيء حرام" و"تونس للأحرار وليست قندهار (الأفغانية)". واتهم المتظاهرون الحكومة بمحاولة السيطرة على الإعلام من خلال شعارات كتب عليها:"السيطرة على الإعلام...رجوع إلى الظلام". من ناحية أخرى، أثار تعيين الحكومة أخيرا رموزًا من نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي على رأس مؤسسات الإعلام الرسمي انتقادات دولية ومحلية كبيرة لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة. يذكر أن جماعات دينية متشددة كثفت من تحركاتها في تونس منذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. ويقول مراقبون: إن هذه الجماعات أصبحت تتحرك بحرية أكثر منذ فوز حركة النهضة الإسلامية بنتائج انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي أجريت يوم 23أكتوبر 2011. واعتدت عناصر "سلفية" في الفترة الأخيرة بالعنف البدني على صحفيين ومحامين ونشطاء حقوقيين وأساتذة جامعيين يوصفون بأنهم "علمانيون". بينما أطلق صفحات على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حملات ضد هؤلاء الذين تم اتهامهم ب"معاداة الإسلام". وخلال الأشهر الأخيرة تعرض أساتذة في جامعات تونسية إلى اعتداءات بالعنف من قبل سلفيين بعد رفض هذه الجامعات السماح لطالبات منتقبات بدخول الجامعة. ونأت حركة النهضة الإسلامية في أكثر من مناسبة بنفسها عن عنف الجماعات السلفية. يذكر أن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة قال في وقت سابق: إن الحركة بصدد "محاورة" جماعات إسلامية تونسية متطرفة "لإقناعها بقبول التعددية والتسامح ورفض العنف وبالتعايش على أساس المواطنة والمساواة وبعيدا عن العنف والتكفير".