نصيحة الفريق عبد رب النبى حافظ: بالقانون تحصل على الواجب.. وبالحب تحصل على المستحيل رسمنا على القلب وجه الوطنْ.. نخيلاً ونيلاً وشعباً أصيلاً وصناكِ يا مصرُ طولَ الزمنْ.. ليبقى شبَابُك جيلاً فجيلا هذه الأبيات الخالدة فى نشيد الجيش المصري، تلخص حال الاحتفال الرائع الذى نظمته الكلية الحربية بمناسبة الاحتفال بانتهاء فترة الإعداد العسكرى لطلبة الكليات والمعاهد العسكرية دفعة نوفمبر 2018، ولوهلة نسيت أننى فى عرض يقدمه طلبة جدد، لم يمض على انضمامهم للكليات العسكرية إلا أقل من شهرين، واعتقدت أننى أمام حفل تخرج الكليات والمعاهد العسكرية، بسبب المستوى الراقى والآداء المتميز.
الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الذى شهد الاحتفال، كان حريصا على أن ينقل تحية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة للطلبة وأسرهم، وهى لفتة تعكس مدى اهتمام الرئيس السيسى بطلبة الكليات والمعاهد العسكرية، ولا ننسى الزيارة التى قام بها الرئيس السيسى وبصحبته الفريق أول زكي، والفريق محمد فريد رئيس الأركان وكبار قادة القوات المسلحة، يوم 16 ديسمبر الماضي، لطلبة الكليات العسكرية، لمتابعة تدريباتهم، بعد نحو شهر من بدء التحاقهم بالكليات العسكرية.
الفريق أول زكى، أبدى سعادته وشكره للطلبة على الجهد الكبير الذى بذلوه فى فترة الإعداد العسكري، وعلى العرض العسكرى الراقى الذى قدموه، كما هنأ القائد العام الطلبة الجدد وأسرهم بنيل شرف الانضمام لصفوف الجيش المصرى العريق بعد انتقائهم من بين شباب مصر لحمل أمانة الدفاع عن الوطن وصون مقدساته وتاريخه الحضارى العريق، وأشاد بما اكتسبوه خلال فترة التدريب الأساسى من المهارات والخبرات والقيم والمبادئ الأصيلة التى تعينهم على استكمال دراستهم التخصصية . كلمة وزير الدفاع تضمنت التأكيد على حرص القوات المسلحة على الاهتمام بالمنظومة التعليمية داخل الكليات والمعاهد العسكرية، باعتبارها ساحة للفكر العسكرى المتطور الذى يتناسب مع سمات العصر ومتطلباته فى إعداد وتأهيل أجيال قادرة على الابتكار والتطوير ومسايرة التطورات التكنولوجية السريعة التى يشهدها العالم. مجموعات من الطلبة المستجدين قدموا عرضاً رياضياً، تضمن عددا من التمرينات ومهارات الاشتباك والدفاع عن النفس، عكست مدى ما اكتسبه الطلبة من مهارات رياضية وبدنية، وقدرة عالية على التحمل، باعتبارها من الركائز الأساسية لبناء الكفاءة البدنية للطالب المقاتل .
واستعرض الطلبة مدى ما اكتسبوه خلال فترة الإعداد العسكرى من المهارات الميدانية المختلفة والتكتيكات الصغرى ومهارات القتال المتلاحم والاشتباك والدفاع عن النفس والسيطرة على الخصم، التى تعد من المهارات الأساسية للفرد المقاتل .
كما أظهرت العروض مدى قدرة الطلبة المستجدين على اجتياز وعبور أصعب الموانع من الثبات والحركة والتعامل بجرأة وفدائية ضد الأهداف المعادية، ومهارات الفك والتركيب للأسلحة والمعدات تحت مختلف الظروف، وتنفيذ الرمايات من الثبات والحركة من أوضاع الرمى المختلفة باستخدام الأسلحة الصغيرة، أظهرت مدى ما يتمتعون به من مهارة فائقة وقدرة على العمل بروح الفريق التى تؤهلهم لتنفيذ مختلف المهام القتالية .
الحفل كان شهادة على أن جيش مصر كان ومازال يحمل نفس القيم والمبادئ، تتوارثها الأجيال، جيلا بعد جيل، وإذا كان جيل أكتوبر العظيم هو صاحب الفخر باعتباره من أحرز النصر العظيم واستعاد الأرض والكرامة، فإن الأجيال الجديدة، تحمل نفس جينات التحدى والإصرار والعزيمة، ولا تقل أبدا بأى حال من الأحوال عن جيل أكتوبر العظيم.
حيث كان من الواضح أن الأجيال الجديدة تستحق أن تكون خير خلف لأجيال العظماء فى حرب الكرامة، فقد تضمن الاحتفال العديد من الملامح، التى رسخت ذلك فى وجداني، كان فى مقدمتها أن الدفعة الجديدة من الكليات العسكرية تحمل اسم أحد أبرز قادة حرب أكتوبر المجيدة، وهو الفريق عبد رب النبى حافظ، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، أحد القادة العظام فى حرب أكتوبر، وقائد الفرقة 16 التى سطرت بطولات ضخمة، وسجل التاريخ العسكرى انتصاراتها على العدو، وتنفيذ أبطالها لبطولات نادرة. ويأتى إطلاق اسم الفريق عبد رب النبى حافظ على الدفعة الجديدة من الكليات العسكرية، لترسيخ قيمة أبطال أكتوبر، وقيمة وأهمية ذلك النصر العظيم، الذى حرر سيناء الغالية من الاحتلال، للتأكيد على واجب الحفاظ على سيناء وتطهيرها من الإرهاب، وهى المعركة التى تخوضها قواتنا المسلحة، محرزة انتصارات مبهرة، لتعيد تحرير سيناء من جديد، وإذا كانت إسرائيل لم تهزم إلا من أبطال مصر فى أكتوبر 1973، فإن أحفادهم اليوم هم أيضا كانوا الوحيدين الذين استطاعوا أن يهزموا الإرهاب ويقهروه، بينما نجح الإرهاب فى دول أخرى فى هدم الدولة.
الملمح الثانى الذى أكد أن الجيل الجديد من طلبة الكليات العسكرية هو أحفاد جيل النصر، هو صيحات «الله أكبر» التى رددها الطلبة بكل قوة خلال آداء عروضهم المبهرة، مستعيدين هتاف آبائهم أبطال نصر أكتوبر فى معركة العبور العظيم وفى معارك تحرير سيناء، فى ترسيخ لإيمان الشعب المصرى وأبطاله فى القوات المسلحة، قديما وحديثا، بأن قدرة الله سبحانه وتعالى أكبر من أى تحد، ومن أى عدو، وأنه بالاستعداد والإيمان بالله، تستطيع مصر أن تنتصر على أى عدو.
إدارة الشئون المعنوية نجحت كعادتها دائما فى إضفاء لمسات رائعة على الاحتفال، حيث قدمت فيلما عن الفريق عبد رب النبى حافظ، الذى أعطى الجميع درسا رائعا، فى كيفية الإدارة، سيظل محفورا فى ذاكرة الجميع، خصوصا أنه من أحد أبطال نصر أكتوبر العظيم، حينما قال: «بالقانون تستطيع أن تحصل على الواجب.. وبالحب تستطيع أن تحصل على المستحيل»، معادلة بسيطة تلخص كيف استطاع قادة الجيش المصرى أن يحولوا الجنود والضباط إلى أبطال خارقين لكل المعايير والمقاييس، لينجحوا فى النصر على من كان يعتبرون أنفسهم بأنهم: «الجيش الذى لا يهزم»، فالحب الذى زرعه قادة أكتوبر فى قلوب الضباط والجنود، كان كلمة السر فى قهر المستحيل.
اللواء أ.ح أشرف فارس مدير الكلية الحربية ألقى كلمة خلال الاحتفال، أكد فيها أن الكلية الحربية ستظل أحد الروافد الأساسية التى تمد مصر بنخبة من خيرة أبنائها الأوفياء ورجالها المخلصين، وقادتها العظام الذين أرسوا أسس وقواعد العمل والعطاء والتضحية والإخلاص لمصر وشعبها العظيم. الإحتفال حضره الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وكبار قادة القوات المسلحة، كما حضره قدامى مديرى الكلية الحربية، الذين نالوا كل التقدير والاحترام، كما حضره عدد من الملحقين العسكريين المعتمدين بمصر، وعدد من رؤساء وطلبة الجامعات وأسر الطلبة المستجدين.
من قلب الاحتفال - جنبات الكلية الحربية تزينت بصور قامات مصر وقادتها العظام فى السياسة والاقتصاد والقوات المسلحة، وفى مقدمتهم الزعيم أحمد عرابي، والزعيم محمد فريد، والزعيم طلعت حرب، فى تأكيد أن قوة الدولة لا تكون فقط بالقوة العسكرية، لكن بقوتها فى جميع المجالات خصوصا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبالطبع العسكرية والأمنية. - الدفعة الجديدة تضم طلبة من بعض الدول العربية والإسلامية والإفريقية الصديقة والشقيقة، فى تأكيد دور مصر الريادي، وترسيخ للقوة الناعمة المصرية، حيث تضم دارسين من المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، وجمهورية السودان، والجمهورية اليمنية، ودولة فلسطين، وجمهورية الصومال الديمقراطية، وجمهورية غينيا، وجمهورية تنزانياالمتحدة، وجمهورية جنوب السودان. - الدفعات الجديدة هى (115) للكلية الحربية دفعة الفريق / عبد رب النبى حافظ، و(73) بالكلية البحرية دفعة الفريق / محمد شريف محمد الصادق، و(88) بالكلية الجوية دفعة اللواء طيار / محمد نبيه المسيرى، و(60) فنية عسكرية دفعة العقيد شهيد / حسام حمزة عبد العزيز، و(50) كلية الدفاع الجوى دفعة الفريق / السيد حمدى حسن حمدى، و(50) المعهد الفنى للقوات المسلحة دفعة اللواء بحرى / حسن حسين عزو. - الوفاء للشهداء ملمح أساسى فى الاحتفال، ففى ختام طابور العرض العسكرى عزفت الموسيقات العسكرية سلام الشهيد، تحية لشهداء الوطن الذين ضحوا بالغالى والنفيس من أجل رفعة الوطن.