لا أحد يستطيع أن ينفرد بشكل قاطع أن ما يحدث في فرنسا يقف خلفه أطراف دولية مختلفة، ولكن حسب ما بثته القنوات الدولية والعربية من داخل باريس ، يمكن وصفه بأن قطع الملفي الفرنسية الشهيرة المغطاة بطبقات من مربة الورد تحترق بنيران الثورة الرقمية، وهي الثورة التي قدمت لأحفاد ديجول أصحاب ( السترات الصفراء ) وهم جماعة غير محسوبين أو مصنفين علي أي فصيل حزبي من الأحزاب الشهيرة داخل فرنسا وأبرزها اليمين الفرنسي واليسار الفرنسي، وهذا يثبت فشل جهاز الاستخبارت الفرنسي في عدم وجود اجندة أمن سياسي لجميع العناصر الفرنسية باحترافية حتي لو جاءت من العالم الافتراضي كما حدث من قبل في مصر وتونس تحت مسمي الربيع العربي الامريكي والذي تسبب في دمار شامل لعدد من البلدان العربية وهي اليمن وسوريا و ليبيا والعراق ، ونجت مصر بسبب خروج الملايين من الشعب المصري ليعلنوا رفضهم لحكم جماعة الإخوان الإرهابية تحت حماية الجيش المصري العظيم والشرطة المصرية. ولكن سوف أستعرض ما جاء من تحليلات دولية ومصادر خارجية تتهم جهات بعينها في أول عمليات عنف تشهدها باريس عبر تاريخها وهذه الأحداث تختلف مع دول الربيع العربي نظراً لأن طبيعة المجتمع الفرنسي يميل للسلم والحوار كما هو متعارف عليه حتي صار مضرب لنموذج متكامل لأنظمة الحكم في العالم بعد الثورة الفرنسية، حتي استيقظ الفرنسيون صناع الجمال علي مصادمات دامية ونهب ممنهج لمتاجرهم ، ولأول مرة في تاريخ فرنسا نشاهد مدراعات تقف في شوارع باريس تحاول منع نظيف السرقات المتنوعة وهو نفس سيناريو جمعة الغضب في القاهرة، ولكن يبقي السؤال لماذا تحركت السترات الصفراء ما بين باريس وبروكسل في آن واحد ؟ التحرك ليس وليد الصدفة، لأن هناك قاسما مشتركا بين باريس وبروكسل وهو التنظيمات الجهادية المسلحة في إطار مشروع الدولة الجهادية العظمي، بلچيكا وتحديداً في مدينة مولنبيك يقيم فيها 40 ألف من السلفية الجهادية وهي نفس المدينة التي خرج منها مجموعة نجم العشراوي الذي استهدف مطار زڤنتين ببلچيكا في عام 2015 ووقع عدد كبير من القتلي والجرحي، فرنسا يسيطر عليها تشكيلة متنوعة من السلفية الجهادية المعروفة باسم لواء المقاتلين الأجانب برئاسة عبداللاه حميش المغربي الذي خلف صلاح عبدالسلام أمين عام التنظيمات المسلحة في أوروبا الذي تم القبض عليه علي خلفية أحداث مسرح بتكلان بباريس.
وقد تم القبض علي صلاح عبدالسلام في بلچيكا هذه التنظيمات وإن كانت تعلن كذباً مبايعتها لداعش إلا أنها تتبع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان في لندن من حيث التمويل والدعم اللوجستي ويبقي قواسم معلومة للجميع أن فرنسا احتضنت قبل ثلاثة أشهر مؤتمر للمعارضة الإيرانية وحضره عدد ضخم من الشخصيات الدبلوماسية الفرنسية وهذا اغضب حسن روحاني الحليف الوفي للتنظيم الدولي لجماعة الاخوان وإن اختلفت الأيدولوجيات هذا من ناحية من ناحية أخرى تم القبض علي حفيد البنا الدكتور طارق سعيد رمضان نجل سعيد رمضان زوج وفاء حسن البنا علي خلفية قضية مخلة بالشرف فوجب العقاب الروماني علي فرنسا لأنها أصبحت هدف لأطراف مختلفة منها إيران والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، والسلفية الجهادية التي تريد أن تثأر للقيادي صلاح عبدالسلام ، وإن كان البعض قد برر، هذا التحرك علي خلفية رفع سعر المحروقات وهذا سبب ظاهري وكانت النتيجة ان استيقظت المخابرات الفرنسية علي ما يعرف بالسترات الصفراء القادمة من العالم الافتراضي (مواقع التواصل الاجتماعي) دون وجود سبب قوي يجعل الحكومة الفرنسية أن تعول عليه حتي لو كان رفع أسعار المحروقات، أما السبب الرئيسي وهو ما يجب أن تنتبه إليه حكومات العالم وهو الثورات الرقمية التي يتم صنعها ودعمها من خلف الستار لأشخاص موجدين علي الأرض خارج حسابات الأجهزة الاستخبارتية.