النجاح الذى حققته البعثة المصرية فى منافسات دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط فى نسختها ال18، التى أقيمت أخيرا بمدينة تراجوانا بإسبانيا، برصيد 45 ميدالية متنوعة بواقع 18 ذهبية و 11 فضية و 16 برونزية، يعد إنجازا رفيع المستوى، خصوصًا أنه جعلنا بين ال5 الكبار فى البطولة التى تعد من الدورات الرياضية الدولية المهمة التى تحظى بمشاركة كبيرة لدول حوض المتوسط ال26 فى القارات الثلاثة، أوروبا وآسيا وإفريقيا، لكن هذا الإنجاز يعد فرصة ذهبية لإعادة فتح ملف صناعة البطل الرياضى بآلية عمل وخطط وإستراتيجيات مدروسة تتكفل برعاية ودعم الموهوبين، حتى لا نقع فى أخطاء الماضي، ونتوهم أننا أصبحنا قادرين على تحقيق العديد من الميداليات فى الدورات الأوليمبية بنفس المستوى، وأنه بداية الطريق للوصول للنجاح الكبير، ولكن هذا لا يمنع أن نمنى أنفسنا أننا نمتلك العديد من النجوم القادرين على تحقيق ميداليات أوليمبية فى طوكيو 2020. يؤكد خبراء الرياضة أن صناعة البطل ليست مجرد إجراءات روتينية تتخذها الدولة قد تنجح أو تفشل، إنما هى علم قائم بذاته يتمثل فى حزمة من البرامج تبدأ بالانتقاء المبكر لأصحاب المواهب فى المدارس، وزيادة عدد ممارسى الألعاب، المختلفة، وكذلك صياغة وإنشاء برامج النظام العام للاعب وبالطبع يحتاج الأمر إلى دعم مالى كبير، فالتاريخ الأوليمبى يقول: إننا نمتلك 31 ميدالية متنوعة عبر 88 عامًا، بواقع 7 ميداليات ذهبية و11 ميدالية فضية، و13 ميدالية برونزية، فى ظل تحقيقنا للعديد من الميداليات فى دورة البحر المتوسط أو فى دورة الألعاب الإفريقية، فلم يكن الفوز بهذا العدد من الميداليات فى البحر المتوسط هو الأبرز والأهم خلال مشاركتنا خلال البطولة، فقد استطعنا من قبل من تحقيق 530 ميدالية بواقع 126 ذهب و185 فضة و219 برونز، خلال 17 بطولة سابقة آخرها بطولة مرسين 2013.
وقد شاركت مصر فى البطولة ببعثة ضمت 285 فردًا، من بينهم 155 لاعبًا ولاعبة من إجمالى 24 اتحادًا رياضيًّا، وقد تصدرت إيطاليا الترتيب برصيد 152 ميدالية، تلتها إسبانيا فى المركز الثانى برصيد 117 ميدالية، ثم تركيا فى المركز الثالث برصيد 92 ميدالية، وفرنسا فى المركز الرابع برصيد 95 ميدالية، لكن برصيد أقل من الميداليات الذهبية، وعندما ننظر لفارق الميداليات بين بعثتنا، وبين فرنسا صاحبة المركز الرابع، نجد أن الفروق ما زالت بعيدة وكبيرة، لكن يجب علينا أن نؤمن بأننا نمتلك أبطالا قادرين على تحقيق الذهب والوصول لمنصات التتويج، مثل الفراشة الذهبية فريدة عثمان صاحبة الميدالية الذهبية فى بطولة العالم الأخيرة فى سباق ال50 مترا حرة، وكذلك الرباع العالمى محمد إيهاب صاحب برونزية منافسات وزن 77 كجم فى دورة الألعاب الأوليمبية فى أوليمبياد ريو دى جانيرو 2016، وكذلك سارة سمير صاحبة الميدالية الذهبية لأوليمبياد الشباب، وبرونزية رفع الأثقال وزن 69 كيلوجراماً فى رى دى جانيرو، لتصبح أول مصرية وعربية تحقق هذا الإنجاز فى الأوليمبياد.
فى تصريح خاص ل "الأهرام العربي" قال مصدر رفيع المستوى بوزارة الشباب والرياضة: إن ما تحقق أخيرًا فى إسبانيا يرجع لعدة عوامل أهمها تفوقنا فى تلك الألعاب فى الفترة الأخيرة، وقلة عدد المنافسين فى البطولة، فليست كل دول البحر المتوسط تتمتع بالقوة فى كل الألعاب التى تشارك فيها، فالمشاركة لا تأتى من تصفيات قوية مثلما يحدث فى البطولات الدولية والأوليمبياد، كذلك حرص الدول الأوروبية على عدم مشاركة الصف الأول من النجوم فى تلك البطولات للحفاظ عليهم من الإصابة وعدم الالتحامات، وأضاف المصدر أنه دائما وأبدًا تتحقق النجاحات لدينا فى الألعاب الذى تعتمد على المبارزة مع الخصوم مثل التايكوندو والكاراتيه والجودو والمصارعة، وكذلك رفع الأثقال، لأنها تعتمد على القوة أيضا والمنافسة الأحادية، على عكس الألعاب الذى تحتاج منا تركيزا كبيرا وحسابات زمانية مثل السباحة، والخيل وسباق السيارات، وكذلك الألعاب الجماعية التى تعتمد على الخطط ومعدلات اللياقة البدنية العالية.
وترى فريدة عثمان، صاحبة الميدالية البرونزية فى بطولة العالم، أن البطولة كانت فرصة رائعة للاستعداد لطوكيو 2020، وأنها سعيدة بالنتائج التى حققتها خلال مشاركتها فى دورة ألعاب البحر المتوسط.، بفوزها بالميدالية الذهبية فى سباق 50 مترا سباحة حرة، والميدالية الذهبية فى سباق 50 مترا فراشة، والميدالية الفضية فى سباق 100 متر فراشة، وهو ما يؤكد أنها تسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق حلمها بحصد ميدالية أوليمبية كأول مصرية فى التاريخ تحصد ميدالية فى السباحة، كما سبق ودخلت التاريخ بفوزها بميدالية فى بطولة العالم السابقة، وهو إنجاز لم يحدث من قبل فى تاريخ السباحة المصرية منذ إنشاء الاتحاد عام 1910.
كما يقول محمد إيهاب بطل رفع الأثقال إن تحقيقه لذهبيتى الخطف والنطر فى دورة ألعاب البحر المتوسط دافع قوى لحصد ذهبية فى أوليمبياد طوكيو 2020، كما Bشار البطل الأوليمبى إلى أنه يسعى خلال الفترة المقبلة، إلى تنفيذ خطة إعداده للمشاركة فى الأوليمبياد المقبلة, لمواصلة الإنجازات التى تحققها لعبة رفع الأثقال خلال الفترة الحالية، وأن عينه على الذهب فقط لا غير فى الأوليمبياد، وهذا هو ما يتمناه فى ظل المساندة القوية له من المؤسسة العسكرية.