الأسئلة التى ركبت رأسى منذ انطلاق كأس العالم فى روسيا فى 14 يونيو الماضي، أين نحن مما يحدث فى العالم؟ أين نحن من التنظيم الرائع، أين نحن من الوجود المشرف فى مثل هذه المنتديات العالمية الرياضية؟ أين نحن من المنافسة الجادة والمؤثرة والمتوافقة مع الرأى العام المصرى الذى يتحسر على حال رياضته عندما يشاهد رياضة العالم؟ أين نحن من الدراسة الحكيمة والشفافة لإمكانية استضافة مثل هذه المنافسات؟ أين نحن من الرغبة الحميمة للنجاح، والحاجة إلى نجاح الجميع من أجل وطن حتى لو كان النجاح فى الرياضة أو الحصول على بطولة أو حتى النجاح فى تنظيم بطولة؟ أين نحن من فكر الحكومة أو بالأدق وزارة شباب ورياضة لا هم لها إلا إتاحة المناخ للموهوبين والمميزين فى المجال لإثبات وجودهم محليا؟ أين نحن من خلق نجم عالمى فى المجال يؤكد وجودنا؟ أين نحن من تطلعات وآمال حكومية وشعبية أن تكتب عبارة “مصر ...كأس العالم” كما يكتب حاليا روسيا كأس العالم ؟ وفى أى سنة ومع أى فكر ستكتب هذه العبارة؟ أين نحن من إدارة لا هم لها سوى النجاح والتفوق والتميز واللعب خارج الضندوق بدلا من استدعاء الماضى الذى لا يناسب أغلبه الحاضر؟ أين نحن من العمل الجماعى القائم على العطاء للبلد دون مقابل ودون ادعاءات ودون مراوغات ودون البحث عن المصالح الفردية؟ أين نحن من الفوز بكأس العالم؟ أين نحن من تنظيم الكأس؟ هذه الأسئلة سيحملها المصرى إلى أصحاب القرار فى بلده، يحملها دون السماح بالمراوغة فى الإجابة أو الهروب منها أو على الأدق خلق شماعات لعدم الإجابة عنها، أتمنى أن أشاهد رئيس الحكومة وهو يشاهد هذا العرس الرياضى الصارخ فى إيجابياته، أتمنى أن أشاهد تعبيرات رئيس الجكومة مع كل لقطة لهذا الإنجاز، نحن لسنا عاجزين عن عمل ذلك لكننا نختلق العجز عن عمل ذلك، نقنع أنفسنا بالهزيمة قبل خوض المباراة، نحن أول من نصنع شماعتنا، من نصنع خسارتنا ، من نصنع عجزنا وقهرنا على الرغم من أننا قادرون، والله العظيم قادرون على فعل الجديد والمبهر لكن تنقصنا الإرادة والثقة بالنفس.