يؤكد المنشد والمبتهل محمد عبد الرسول العوامى، أن من أجمل ما يُمَيِّزُ الصعيد المصرى الطيب الاهتمام بالحفلات القرآنية والسهرات الإنشادية، حتى إحياء حفلات الزواج يكون بالقرآن والابتهال والإنشاد، وفى الصعيد يَتِمُّ إحياءُ الليالى الرمضانية بقراءة القرآن الكريم والابتهالات الدينية. وأنه لم يَعُدْ لدينا نجوم فى هذا الفن لأن الكثير من المنشدين والمبتهلين لجأوا للتقليد، ولا يهتمون بتطوير أنفسهم. بداية. نود إعطاءنا نبذة عن نشأتك، ومؤهلاتك وبداية رحلتك مع القرآن وعالم الابتهالات؟
فى مطلع شهر مايو 1976 كان مولدى فى قرية “العَوَّامِيَّة” بمحافظة الأقصر، ونشأتُ بين أسرة متدينة بطبعِها يملأُها الحبُّ والسعادة والحمد لله. أما عن مؤهلاتى العلمية فقد حصلتُ (بفضل الله) على دبلوم صنايع قسم زخرفة؛ لصَقْلِ موهبتى فى الرسم والخط. أمَّا عن تخصصى فى مجال القرآن، فقد حصلتُ على شهادة التجويد، ثم شهادة العالية، ثم شهادة التخصص من معهد قراءات الأقصر الأزهري، ولم أَكْتَفِ بذلك (برغم ظروفى الخاصة المتمثِّلة فى الإصابة بشَلَلِ الأطفال فى القدم اليمنى)؛ فقد الْتَحَقْتُ بكُلِّيَّةِ القرآن الكريم بطنطا، وحصلتُ (بفضل الله) على درجة الليسانس فى القراءات وعلومها. وبدأت رحلتى مع القرآن الكريم منذ الصِّغَرِ؛ وشاركتُ فى الكثير من المسابقات الدينية بالشباب والرياضة والثقافة والأوقاف ومجلس المحافظة، وقمتُ بإحياء الأُمْسِيَاتِ الرمضانية والمناسبات الدينية بتلاوة القرآن وإلقاء الابتهالات والمدائح النبوية.
هل البيئة الدينية التى نشأت فيها ساعدتك على الإنشاد؟
البيئة التى نشأتُ بها ساعدتنى كثيرًا على الإنشاد؛ لأنها بطبيعتها مُحِبَّةٌ وعاشقة لرسول الله وآل بيته، وبالتالى تعشق المديحَ النبوي، والفضل بعد فضل الله لعلماء ومشايخ وأهل بلدتى فى تشجيعى وتقديمى للإمامة واعتلاءِ “دِكَّةِ التلاوة” وإبرازى للناس على هذه الصورة.
من الذين تأثرت بهم من المشايخ والمبتهلين القدامى والحاليين؟
من طبيعتى أن أَسْمَعَ جميعَ القراءِ والمُبْتَهِلِينَ، القُدَامَى والحاليين؛ لأَتَعَلَّمَ منهم، ولكن تأثرتُ كثيرًا بالشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ نصر الدين طوبار، والشيخ محمد عمران.
ما شروط القارئ والمبتهل الناجح من وجهة نظرك؟
من وجهة نظرى حول شروط القارئ والمبتهل الناجح أنه بالنسبة للقارئ يجب الحفظُ الجيد للقرآن، وتعلُّمُ أحكامه وعلومه، وبالنسبة للمبتهل تجب سلامةُ النطق واختيارُ النص المناسب. والشروط التى تخدم القارئ والمبتهل هو الصوت الجميل القوى، والإخلاص والخشوع، والتَّخَلُّقُ بخُلُقِ القرآن، والمظهر الحسن، والأداء الجيد، وتعلُّمُ المقامات الصوتية ويا حَبَّذَا أن تكون هناك ثقافة حقيقية.
من الذى يعجبك من الجيل الجديد من القراء والمبتهلين بالإذاعة؟
يعجبنى من الجيل الجديد من القراء فضيلة القارئ طه النعمانى، والقارئ حجاج هنداوى، ومن المبتهلين فضيلة القارئ محمد السوهاجي، حيث أرى فيه رائحة الزمن الجميل من المبتهلين.
هل للإنشاد الدينى دور فى مواجهة التشدد والأفكار المتطرفة؟
للإنشاد دور كبير فى محاربة التشدد عند اختيار النص المناسب الذى يُبَيِّنُ سماحةَ وعَظَمَةَ هذا الدين، ويوصِّله المؤدِّى لمستمعيه بأسلوبه وأدائه.
كيف ترى مستقبل الإنشاد الدينى فى مصر؟
بإذن الله تعالى ومشيئته، للإنشاد الدينى فى مصر مستقبلٌ باهر وزَاهٍ بما أننى عضو فى نقابة القراء والمبتهلين ونقابة الإنشاد الديني، وهذا الفن يَلْقَى رعايةً واضحة من خلال أنشطة النقابة، حيث يتمُّ اكتشافُ المواهب من خلال مدرسة الإنشاد الدينى بالنقابة، وتخريج دفعاتٍ مُشَرِّفَةٍ لمستقبل الإنشاد الدينى فى مصر أكثرها من الشباب، ومصر وَلَّادَة.
لماذا لم يعد لدينا نجوم فى عالم الابتهال؟ وما رؤيتك لتطوير هذا الفن؟
لم يَعُدْ لدينا نجوم فى هذا الفن لأن الكثير من المنشدين والمبتهلين لجأوا للتقليد، ولا يهتمون بتطوير أنفسهم، والمقلِّد يضع نفسه فى دائرة ضيقة لا يستطيع الخروج منها إلا بصعوبة، ورؤيتى لتطوير هذا الفن تتمثل فى إنشاء مدارس للإنشاد الدينى فى كل محافظة لإحياء ورعاية هذا التراث.
هل أنت مع من يقول إننا فقدنا الريادة فى هذا الفن؟
لن نَفْقِدَ الريادةَ فى هذا الفن طالما أن هناك اهتمامًا بالأصوات الجميلةِ، وقلتُ إن مصر وَلَّادَة. ابْحَثُوا تَجِدُوا الكثير.
كم من الحفلات الإنشادية التى أحييتها فى مصر وخارج مصر؟
أحييتُ الكثير من الحفلات فى الكثير من محافظات مصر، ودُعِيتُ لإحياء بعض الحفلات فى الخارج، ولكن ظروفى الخاصة حَالَتْ بينى وبين ذلك، والحمد لله فى كل حال.
هل ترى أن هناك فرقًا بين الغناء الدينى والإنشاد الديني؟
النشيد فى جوهره غناء، والمنشد هو مغنٍّ يتغنَّى بالكلمات.
رسالة توجِّهها لحَمَلَةِ القرآن، ماذا تقول لهم؟
أُذَكِّرُ نفسى وإياهم بتقوى الله فى القرآن، والحفاظ على جلال القرآن، وأن يكونوا قدوة حسنة لغيرهم، وأحَذِّرُهُم السَّلْبَ بعد العطاءِ؛ فالخيرُ كلُّ الخيرِ فى القرآن.