المرصد يهدف إلى تتبع جميع الأخبار التى تهتم بالشأن الإسلامى قدم مرصد الأزهر منذ افتتاحه عام 2015 عددا كبيرا من الدراسات البحثية، ومن أهمها دراسة تؤكد انهيار داعش من داخل التنظيم، كما قام بعدد كبير من الحملات التوعوية، وذلك لتحصين الشباب من أفكار الإرهاب المتطرف، وهذا يعتبر الدور الرئيسى الذى من أجله أنشئ المرصد، فهو يتابع عن كثب كل الأحداث السريعة والمتلاحقة التى تحدث فى كل بقاع العالم، كما يتم من خلاله تنظيم قوافل لزيارة المسلمين فى مختلف دول العالم، ومن قبل تم تنظيم أكثر من 12 قافلة، وكان من بينها قافلة ذهبت لبلاد الروهينجا، كما يقوم بالرد على بعض التصريحات الخاطئة لبعض المسئولين، وكان آخرها تصريح وزير الداخلية الألمانى بمنع المسلمين من دخول ألمانيا، فالمهمة شاقة والجهد المبذول كبير، لذلك التقت «الأهرام العربي» بالدكتور محمد عبد الفضيل مدير مركز الأزهر العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية، وكان لنا معه هذا الحوار :
ما الدور الذى يؤديه مرصد الأزهر خلال الشهر الفضيل؟
يتم إصدار فتاوى جديدة تتعلق بالصيام من خلال دار الفتوى، وهذه الفتاوى يضعها المرصد فى قوالب انفوجرافك لتوزيعها على المسلمين الموجودين خارج مصر بلغاتهم التى يتكلمونها.
وما الإستراتيجية التى يقوم عليها المرصد إذن؟
المرصد عبارة عن كيان داخل مؤسسة الأزهر العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية والترجمة، وهو مكون من ثلاثة أضلاع، وهى قسم الفتوى والترجمة، وطبعا المرصد هو أقدمها تم افتتاحه فى عام 2015، وهو يهدف إلى رصد جميع الأخبار التى تهتم بالشأن الإسلامى، وفى مقدمتها الأخبار المتعلقة بالتطرف، وذلك من خلال رصد الأخبار فى شكل تقارير أو مجلات أو صحف أو فيديوهات أصدرتها الجماعات المتطرفة، أو أخبار عن هذه الممارسات، هذا الرصد ترفع به تقارير يومية وأسبوعية وتتمخض عنه تقارير أسبوعية وحملات توعية وندوات ومؤتمرات، وهكذا، وهدفه مكافحة التطرف أولا وأخيرا، وبجانب هذا الهدف يمثل جناح المشيخة فى رصد كل الرحلات التى يقوم بها فضيلة شيخ الأزهر لبعض البلدان، حيث يقدم الأزهر تقارير عن هذه البلدان، ويقدم أيضا تقارير حول أحوال الإسلام والمسلمين فى العالم.
المعروف أن المرصد دوره المنوط مكافحة الإرهاب.. فكيف يتم ذلك وهل دوره مقتصر فقط على الرصد من خلال المجلات العربية، أم أن هناك دورا أهم لا نعرفه؟
المكافحة التى نقصدها تأتى من قرءاة الفكر الإرهابى قراءة عميقة، وهناك الكثير من المؤسسات التى تقوم بهذه المهمة دون أن يكون لدينا علم عميق بمؤسسات مكافحة التطرف انتشارها إصدارها فيديوهاتها، تفسيراتها للدين وقراءاتها للأحاديث، وهذا ما يقوم به المرصد فى مصر، فهو يعتبر أكثر مؤسسة تنفرد بهذا الدور فى الوطن العربي، أما الخطوة الثانية فى المكافحة فهى تهتم بتحصين الشباب من هذا الفكر، وتحصينهم من الوقوع فى براثن أفكارهم المتطرفة.
إذن كيف يتم تحصين الشباب من خلال المرصد هل لديكم آلية معينة لذلك؟!
نقوم بحملات توعوية بشكل مستمرعلى مواقع السوشيال ميديا، قمنا من قبل بحملة طرق الأبواب فى الجامعات المصرية وأخرى فى جامعة عين شمس وجامعة حلوان وجامعة 6 أكتوبر، وهذه الحملات والندوات يهدف المرصد من خلالها تعريف الشباب المصرى بصحيح الدين.
و كيف تعرفون رجع الصدى لهذا الحملات ومردودها؟
بالطبع يتم ذلك من خلال صفحاتنا على السوشيال ميديا ويكون هناك رجع صدى ورسائل على الخاص، والصدى الأكبر من جهات مصرية، كما نقوم بعمل إحصاء شامل، لذلك بجانب الزيارات الرسمية التى تقوم بها الشخصيات الرسمية الدولية إلى المرصد على مستوى الوزارات والمؤسسات البحثية، وهناك مستشارو رئاسة الجمهورية وعدد من الوزراء زارونا، بجانب عشرين سفيرا والزيارة الأهم والأخيرة كانت للجنة مكافحة التطرف فى مجلس الأمن فى نيويورك، التى جاءت لزيارة الأزهر مرتين وكان لهذا صدى كبير.
ماذا كان رد فعلهم؟
طبعا انبهروا جدا بالمرصد وأبدوا إعجابهم الشديد، وأكدوا لنا أنهم يرغبون فى إنشاء مرصد عندهم، وطلبوا كل دراسات المرصد واطلعوا عليها، وذلك للترويج فى بلدانهم.
منذ إنشاء المرصد، حتى اليوم هل استطاع المرصد تحقيق الهدف المنوط به؟
ألخص لك دور المرصد فى جملتين، فلم يكن متوقعا، الهدف بعيد جدا فالإرهاب والتطرف لن ينتهى من العالم، نحن نستهدف الحد من هذه الظاهرة وحماية الشباب المصرى منها، وطبعا المشوار طويل لكن لم يكن يتوقع نجاح المرصد فى الفترة الصغيرة التى عمل بها هذا النجاح الباهر، فلم يكن متوقعا للمرصد أن يكون فى عقول الدبلوماسيين الدوليين، ولم يكن متوقعا له أن يقوم بهذا الرصد الكبير للجماعات المتطرفة.
منذ إنشاء المرصد صدرت دراسة وربما تكون أول دراسة قام بها يتوقع من خلالها انهيار تنظيم داعش من داخل التنظيم، كيف استطعتم توقع هذا، وعلى أى أساس صدر هذا الرأى؟
هذه حكاية طويلة الشرح، نحن نرصد لداعش أكثر من 12 مجلة نشتغل على ثلاث مجلات لها تعمل باللغة العربية و10مجلات أخرى، تصدر بمختلف اللغات منها اللغة الإنجليزية والألمانية والسواحيلية، والفارسية والصينى وما توقعناه من خلال دراسة هذه المصادر، واستطعنا قراءة أفكارهم وخلافاتهم.
لكن ما يكتب أمر، ودراسة الحالة النفسية للشخصية والمؤثرات البيئية والتنشئة الاجتماعية أمر آخر، والطبيعى أن هذا يتطلبالمعايشة الكاملة للأفراد؟
داعش ليست شخصية، قيادات تنظيم داعش لديهم آلة إعلامية متفوقة، عن طريق هذه الآلة استطعنا قراءة أفكارهم، ونضرب مثال على ذلك، لو هناك شخص فى التنظيم فالحالة النفسية له يتم قراءتها وتحليلها من خلال الكتب التى تصدر من خلال أفراد التنظيم، وعندما يكون لدينا 12 كتابا، فتكون لدينا فرصة كبيرة لتحليل أكبر قدر ممكن للشخصية.
وهل وجدتم خلال 12 كتابا التى تم الاطلاع عليها سمات الشخصية واحدة؟
لا طبعا كان هناك هبوط وصعود، وهناك خلافات داخل التنظيم، فضلا عن وجود بيانات صدرت عن بعضهم، وردود وكان هناك بينهم ما يسمى بالتكفير العازل، اختلفت داعش فيما بينها هل نكفر من يتوقف عن التكفير، هذه فكرة اختلفوا فيها.
وهل هذا كاف لمعرفة طبيعة الشخصية الداعشية فى رأيك؟
هناك معلومات ساعدتنا وأكدت لنا أن التنظيم ينهار من الداخل فكانت هناك معلومات تقول إن هذا التنظيم يمارس ممارسات إرهابية شنيعة لذلك عولنا على مناظر الذبح وعلمنا أن هناك أشخاصا من داخل داعش لا يطيقون هذه الممارسات، وبالفعل رصدنا مجموعات كبيرة جدا عائدة من داعش وأوروبا، وأصدرنا كتيبا صغيراً عن العائدين من داعش وحكاياتهم داخل التنظيم هناك مؤسسات عالمية جلسوا أمامهم وحكوا خلالهم ما حدث داخل التنظيم، وهذا ساعدنا كثيرا فى رصد شخصيات أفراد داعش وتحديد هويتهم.
فى المرصد تؤكدون أهمية استخدام الوسائط الرقمية فى التواصل مع الشباب؟
نعم نتواصل مع الشباب عن طريق مواقع الإنترنت والسوشيال ميديا.
هناك من يتساءل.. هل يعمل المرصد لتصحيح صورة المؤسسة الدينية أم لمواجهة التطرف؟
نحن لا نحسن صورة المؤسسة الدينية، فهى التى أنشأت المرصد ليكافح التطرف، فكيف يكون المرصد وسيلة لتحسين الصورة؟! فالهدف أنبل من ذلك بكثير، المؤسسة الدينية مؤسسة كبرى لديها أربعة قطاعات، كل قطاع يوازى وزارة من وزارات الدولة، الأزهر فيه أكثر من 40 ألف طالب أجنبى، هذه المؤسسات الأربع تعمل بشكل دؤوب لتصحيح المفاهيم وتوضيح أمور الدين على المستوى التعليمى والمؤسسى والتربوى.
شيخ الأزهر د. أحمد الطيب عند افتتاحه للمرصد وصفه بأنه عين الأزهر على العالم؟
نعم فهو يعمل ب11 لغة حتى الآن، وهو عيون المشيخة على العالم كله، فمن خلاله نقرأ ما يحدث من أحداث على مستوى العالم وتقوم بتصديره للداخل لتكون المؤسسة الدينية على علم حديث، بما يحدث فى العالم كله وما يحتاجه المسلمون فى العالم.
فالمرصد شارك فى اللجنة التى ذهبت إلى الروهينجا، حيث خاف الجميع أن يذهب والتقينا مع الفارين من بورما على حدود بنجلاديش، كما ساعد فى عمليات الصلح الكبيرة التى تمت بين بعض القبائل فى إفريقيا الوسطى، فهو يقوم بدور دولى.
مصطلح التفجير قلتم إنه يستخدم للبناء وليس للهدم.. نريد التوضيح؟
القرآن عندما استخدم كلمة "فجر" استخدمها فى سياقات إيجابية قد تتفجر منه الأنهار، واستخدمها لكى تتفجر الصخور على الماء، كنا نقدم مصطلحا استخدمه الإسلام استخداما جماليا اليوم أصبح يستخدم فى الهدم وبشكل سلبى.
أصدرتم إصدارا مرئيا باللغة السواحيلية للرد على مزاعم شباب الصومال.. فماذا عنه؟
هذا الإصدار عبارة عن فيديوهات باللغة السواحلية، ويعالج من خلاله مشاكل قارة إفريقيا، فلدينا حركة الشباب الصومالى التى بايعت داعش وتقوم بقتل وحرق الناس، طبعا هم أصدروا فيديو ونحن نقوم بالرد عليه فى شكل مكتوب، إلى فيديو ناطق، ونحن نقوم بالرد عليهم، فهم يتهموننا بأننا لا نقرأ الدين قراءة صحيحة وأن الآثار أصنام.
وزير الداخلية الألمانى قال:"الإسلام لن يدخل ألمانيا" كيف تعامل المرصد مع هذا التصريح؟
بمجرد إطلاق هذا التصريح، قمنا بالرد عليه ونشرنا على مواقع السوشيال ميديا، وبعدها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنكرت عليه ذلك، وكثير من الوزراء فى ألمانيا قالوا "إن المسلمين جزء من ألمانيا، وبالتالى ثقافتهم هى جزء من ألمانيا، ونحن علقنا على ذلك، وخاطبنا الكثير من الوزراء فى ألمانيا وأنكروا عليه هذه الكلمة، وكتبنا تقريرا وأكدنا فيه أنه قال هذا التصريح فى إطار حملته الانتخابية كرئيس للحكومة الموجودة فى ولاية باور.