الشباب معظمهم من الصومال وكينيا وأوروبا.. والتنظيم يغريهم بالمال أو «الحور العين» إطلاق حملة «طرق الأبواب» لتوعية الشباب بمفهوم المواطنة أكد د.علاء صلاح، منسق عام مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب والتطرف، أن الهدف من مرصد الأزهر هو مكافحة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره، ونشر صحيح الدين، مضيفًا أن المرصد يعمل بإحدى عشرة لغة حول العالم، للرد على الجماعات المتطرفة، علاوة على رصد كل الفتاوى والممارسات التى تخالف تعاليم الدين الإسلامى وتتناقض مع الفطرة الإنسانية، كما يقوم المرصد بترجمة كل المؤلفات والدراسات الجادة التى تكتب فى الخارج عن الإسلام إلى اللغة العربية. واستطرد: «نحن نقوم بالرصد أولًا ثم تفنيد ما قيل والرد عليه بالأدلة والبراهين الشرعية بنفس اللغة التى نشر بها، فاتخذنا السوشيال ميديا ميدانًا لمواجهة أفكار الجماعات الإرهابية، وخاطبنا الكثير من الشباب عن طريق مواجهتهم بالأدلة القاطعة من الكتاب والسُنة لتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم. وأضاف: «على سبيل المثال يقوم تنظيم داعش بإصدار مجلات إلكترونية باللغة العربية وبمختلف اللغات، ومحتوى هذه المجلات يسعى لاستقطاب الشباب لهذا التنظيم الإرهابى الخبيث، أو على الأقل يضمن دعمه والاعتراف به، وعدم محاربته، وهنا يقوم المرصد بتصوير هذه المجلات فورًا لأن الدول التى نشرت منها تقوم بحذفها، ثم نقوم بتفنيد الادعاءات التى استند إليها داعش وتأويله الخاطئ للآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ثم نقوم بنشر هذه الردود باللغة التى نشرت بها المجلة، وبالتالى نحمى الشباب من الانسياق وراء أفكار التنظيم المتطرف». وأشار إلى أن المرصد فند ما نشر فى مجلتى «دابق» و«رومية» اللتين كان يستخدمها داعش فى بث أفكاره المسمومة لأوروبا، بالإضافة لما نشر فى مجلة «دار الإسلام» الصادرة باللغة الفرنسية ومجلة «انكا» الإفريقية الصادرة باللغة السواحلية، ويأتى ذلك لتوعية الشباب بخطورة هذه المجلات، مؤكدًا أن المرصد نجح فى إنقاذ آلاف الشباب من الانضمام لداعش، وصل عددهم لنحو 15 ألف شاب. وأوضح أن هناك ردود أفعال كثيرة من الشباب حول الرد على الشبهات التى يعتمد على التنظيم الإرهابى، ويظهر جليًا من خلال تعليقاتهم على صفحات المرصد على مواقع التواصل، فكل صفحة بلغة مختلفة، هذا بالإضافة لوجود تفاعل من الشباب خاصة الشباب الإفريقى، وتحديدًا من الصومال وكينيا، والذين كانوا متأثرين بالفكر المتطرف ومتشبعين بالمؤثرات الخارجية كالفقر والجهل وكانوا يتحدثون على صفحات المرصد عن عدم تحريم استهداف دور عبادة الأقباط. وقال «صلاح»: «كان من ضمن تعليقاتهم «لا نؤمنهم على عبادتهم لأن عبادتهم كفر بين»، وكانوا يعتمدون فى تعليقاتهم على حديث للنبى الكريم «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله»، واستغرفنا وقتًا طويلًا فى نقاشنا معهم، وقدمنا لهم كل الدلائل التى تؤكد عدم صحة تأويلهم ما بين فيديوهات وتقارير، وأحيانا كنا نقوم بمخاطبتهم بكلام عقلى دون الإسناد للكتاب والسُنة، واستطعنا عن طريق الحوار معهم توضيح الظروف التى قال فيها النبى هذا الحديث، واستطعنا إقناعهم بشكل كبير، ونجحنا فى إنقاذ آلاف الشباب من الانضمام لصفوف «داعش». وأضاف: «المرصد نجح فى منع انضمام شباب أوروبا، الذين أغراهم التنظيم بالمال، ووعدهم بالحور العين، وقد ظهر تشددهم عبر تعليقاتهم على صفحات المرصد الناطقة باللغة الإنجليزية، وقد قدم هؤلاء الشباب الشكر للأزهر وشيخه بعد أن أعادهم لصوابهم، هذا بالإضافة إلى العائدين من جحيم داعش من سوريا وليبيا والعراق، والذين عادوا لرشدهم بعد نجاح المرصد فى تفنيد مزاعم التنظيم». وشدد على دور الأزهر الكبير فى مكافحة التطرف وتفنيد استخدام داعش للقرآن والسُنة فى مواضع غير التى سيقت لها، كما قام بتصحيح المفاهيم المغلوطة عند الشباب، وتعريفهم بصحيح الدين، وتحصينهم من الوقوع فى براثن الجماعات المتطرفة، مضيفًا أن المرصد أصدر عدة دراسات عن طرق استقطاب داعش للشباب بسبع لغات، كما تم إطلاق حملتين للتعريف بمفهوم الجهاد، تستهدف الشباب لحمايتهم من أفكار الجماعات الإرهابية. وتابع منسق عام مرصد الأزهر: المرصد يقوم حاليًا بحملة توعية بعنوان «شركاء الوطن» وذلك لترسيخ مبادئ المواطنة، بالإضافة لإظهار صورة الإسلام الوسطى المعتدل وإبراز تعاليمه السمحة التى شرعها لأتباعه وتفنيد الشبهات التى تثيرها عناصر الجماعات الإرهابية والمتشددون ضد شركاء الوطن من إخواننا الأقباط».