في مجمل الحالات والشخصيات الرياديه نسمع عن الطموح وكيف كان له الأثر الكبير في نجاح روّاد الأعمال العرب أو العالميين، ونسمع قصص نجاحاتهم في أعمالهم وحياتهم الإداريّة أو التجارية ولايخلوا نجاح من تلك النجاحات من ذكر الطموح وأنّه هو القاعدة التي انطلقوا منها إلى نجاحاتهم التي حققوها والمراتب التي وصلوا إليها. ولكننا هنا نفند ونذكر بالمثال الأنسب ما يلي : هل الإصرار أهم أم تصحيح القرار الخاطئ؟ نقول بأنه من وجهة نظرنا أن تصحيح المسارات الخاطئة والقرارات غير الصائبة هي أهم من الطموح، لأن في تصحيح القرار الخاطئ وتغييره أو تعديله وتصحيحه أقوى وأهم من الطموح الذي يبنى على أساس قد يكون هشا، وفيه أخطاء لا تصحح ويستمر عليها، وقد يكون تصحيح الخطأ من أصعب القرارات وأثقلها كلفة ومكانةً خاصة وإذا كان ذلك الخطأ قد تغلغل. ولنا في صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية وصاحب رؤية المملكة 2030، أكبر دليل على أن تصويب القرارات الخاطئة أصعب وأثقل بكثير، فقد اهتم في تغيير الكثير من القواعد التي يعتبرها سموه أكبر عائق وعقبة في تحقيق طموحه في النهوض بالمملكة العربية السعودية سياسياً واقتصادياً ومجتمعياً، وعلى ذلك قام سموه باتخاذ القرار الأصعب وهو تصحيح وتصويب وتعديل ما كان خطأ وتقوية ودعم ما كان نافعاً ومفيداً ليكون أقوى، فقلب كيانات رأساً على عقب، وجدد قرارات هدماً للخطأ وبناءاً للصواب. مهما كان ثمن تلك التعديلات والتجديدات ليبني سموه قاعدة للمملكة أكبر وأشد صلابة من سابق عهدها ليتحدى بها العالم أجمع ويتجاوز جميع الكيانات الاقتصادية العظمى، وعليه نتج مايلي : ثقل سياسي للمملكة له الوقع الكبير عالمياً، حيث تم وضع المملكة العربية السعودية في مكانتها الحقيقية، ونالت واستحقت قوتها المستحقة وثقلها السياسي الذي يعكس مكانتها وقوتها وتأثيرها العالمي، كذلك تحقق التوسع الاقتصادي للمملكة بما لم يسبق لها أن توسعت في الاقتصاد الصناعي والمعرفي والمالي من قبل، فأصبحنا نرى مملكتنا قد تحولت من دولة مستهلكة فقط إلى دولة منتجة مصنعة. وغير ذلك من النتائج التي تلت قرار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بتعديل وتصحيح الأخطاء إلى أن نتج لنا رؤيته الطموح. هنا نعلم ونتعلم بأنه لا حرج في تعديل وتصويب الخطأ، بل من هنا تنطلق إلى تحقيق طموحك، وهنا تكمن القوة والقدرة والصلابة والرؤية الناجحة. ومن هنا نرجع إلى موضوعنا، أيهما أهم: تصحيح الخطأ أم الطموح؟ نجد أن تصحيح الخطأ أهم لأن من خلال التصويب والإصلاح والتعديل يتحقق طموحك كما تأمل وتتمنى، ولكنك تحتاج للجرأة والدقة في معرفة الخطأ ومكانه وحجمه وتأثيره السلبي، لكي تجتث الخطأ من جذوره وتبنى الصواب بناءً سليماً. وهو الأجدر بكل قيادي وريادي وإليك أيها القيادي أو الريادي، لا تعتقد أن طريق الريادة والنجاح سيأتي إليك أو ستسلكه دون عقبات وانحناءات وأعطال وأخطاء بل سيمتلئ طريقك ومسارك ومسيرتك بكل ذلك ولكن قوتك تكمن في تصحيحها وتعديلها وتصويبها ليتسنى لك أن تتجاوزها إلى طموحك المنشود .. «جرأتك في تصويب أخطائك هي بداية تحقيق طموحك».