مازال الغموض فى شكل العلاقة بين حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين ، هو المتصدر للمشهد السياسى المصرى ، وبرغم تأكيد قيادات بالجماعة والحزب أن الأمر لا يعدو كونه تنسيقا فى المواقف، فإن آخرين ينظرون بعين الريبة لتلك العلاقة، ويشككون فى كل ما يصدر عن الحزب بأنه بأمر من الجماعة. وفى الوقت الذى يطالب فيه البعض بتفرغ الجماعة للعمل الدعوى وترك العمل السياسى للحزب ، يزداد إصرار الإخوان على أنه لا فصل بين الدين والسياسة . د.محمود غزلان المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين أكد أن حزب الحرية والعدالة نشأ حديثا ومعظم أعضاؤه من الجماعة، ومن الطبيعى أن تظل الجماعة ترعى الحزب حتى يقف على قدميه، مشيرا إلى أن الحزب مستقل عن الجماعة ماليا وإداريا. وقال غزلان: إن الحزب يتخذ كل قراراته اليومية دون الرجوع لأحد ، أما إن كانت هناك قرارات مصيرية أو إستراتيجية، مثل الترشح لرئاسة الجمهورية أو للبرلمان أو ما شابه ، فيكون هناك تنسيق بين المسئولين فى الحزب و المسئولين فى الجماعة للخروج بأفضل القرارات. وعن تفرغ الجماعة للعمل الدعوى وترك العمل السياسى للحزب، أشار غزلان إلى أن السياسة جزءان، جزء يتعلق بالسياسة العامة مثل توعية الناس بالمفاهيم السياسية واتخاذ مواقف إزاء الأحداث المتلاحقة فى الخارج والداخل ، وهذا ما تقوم به الجماعة ، وجزء يتعلق بالمنافسة السياسية للحصول على مقاعد فى البرلمان ولتشكيل الحكومة من أجل تنفيذ برنامج معين ، وهذا الجزء التنافسى الحزبى يقوم به الحزب ، والجماعة تشارك فى السياسة العامة لأنها جزء من المفاهيم الإسلامية التى تؤمن بها. ونفى غزلان وجود أى صراع على القيادة داخل الإخوان المسلمين ، مؤكدا أن الأخوة والمحبة داخل الجماعة فى أسمى وأرقى صورها، وأن قيادات الإخوان تنكر ذواتها ولا تتطلع إلى مغانم ومكاسب دنيوية زائلة ، وأن غاية الإخوان هى رضاء الله عز وجل. وأضاف، أن ما يقال فى هذا الشأن هو افتراءات من بعض الإعلاميين ، وأنهم لا يخشون من أى صراع من هذا النوع داخل صفوف الجماعة. ومن جانبه أكد د. أحمد دياب عضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة أن الجميع يعلم أن الحرية والعدالة حزب أسسته جماعة الإخوان المسلمين لكل المصريين ، وبالتالى هناك رؤية وبرنامج للحزب اشترك فى وضعهما أعضاء الحزب من الجماعة ومن غيرها، وعليه فإن هناك رؤية مشتركة بين الحزب والجماعة، والحزب تم تأسيسه للمنافسة السياسية على السلطة ، وأفرز أغلبية فى مجلسى الشعب والشورى، ثم مرشحا للرئاسة، صار رئيسا للجمهورية ، هذا هو العمل الحزبى الذى يتم فيه تنسيق فى المواقف العامة بين الحزب والجماعة. وأضاف أن الجماعة بتاريخها الذى يمتد لأكثر من ثمانين عاما ، هى الظهير الاجتماعى للحزب، وليس صحيحا أن كل قرارات الحزب لابد من الرجوع فيها للجماعة ، مشيرا إلى أن الحزب له آلياته ومؤسساته المنفصلة تماما عن الجماعة ، وأمانات الحزب فى المحافظات والمدن والقرى والوحدات الحزبية القاعدية ، تمارس عملها الحزبى اليومى بشكل مستقل عن الإخوان. وقال دياب: إن الإيجابية الحزبية تستدعى التنسيق مع كل القوى المجتمعية الموجودة، وإذا كنا ننسق ونتعاون مع كل الحركات السياسية، فإذا جاز لنا ذلك ، فلماذا يحرم علينا التنسيق مع الجماعة الأم التى أسست الحزب، مضيفا أن مسألة الدعوى والسياسى والفصل بينهما قضية جدلية قديمة، وأن منهج الإخوان المسلمين الذى أنشئ على أساسه الحزب ،يقوم على أن الإسلام نظام شامل يتناول كل مظاهر الحياة ، والإخوان المسلمين هيئة إسلامية جامعة ، تمارس الإسلام فى كل مجالاته، وبها أقسام للبر والتربية ونشر الدعوة وأقسام للعمال والمهنيين والفلاحين وللأخوات والزهرات والطلبة، ومن ضمنها القسم السياسى . وعن وجود صراع داخل حزب الحرية والعدالة بعد انتقال الدكتور محمد مرسى من رئاسة الحزب إلى رئاسة الجمهورية ، قال دياب: إن من يروجون لهذا ينطلقون من خلفية حزبية وسياسية قائمة على المنافع الخاصة ، ويمارسون العمل الحزبى القائم على المصالح الشخصية ، أما فى حزب الحرية والعدالة فنحن نتعرض للعمل السياسى والحزبى من منطلق المسئولية الوطنية ، والذى يتقدم عندنا للقيادة ولحمل المسئولية، لا يتقدم إليها من باب الوجاهة، وإنما من باب المسئولية الشرعية والوطنية، والمناصب بالنسبة لنا مغارم وليست مغانم، ولهذا لن تجد أبدا صراعا داخل الحزب على أى مناصب.