زعم بسام الشماع، المؤرخ وعالم المصريات والخبير الأثري، أن المصريين القدماء ليسوا أول عرفوا علم التحنيط، مؤكداً أن أقدم مومياوات توجد بمدينة شيلي وتعرف باسم "شينكورور" وترجع إلى حوالي 5000 سنه قبل الميلاد -على حد قوله-. وأضاف الشماع ل «الأهرام العربي»، أن علم التحنيط لم يستأثر به المصري القديم فقط -على حد زعمه- موضحاً أن التحنيط تعارف عليه بحضارات أخرى، مثل اليمن، وشيلي بأمريكا الجنوبية، فالتحنيط بتلك الحضارات لم ترجع أسبابه إلى أسباب دينية مثل الحضارة الفرعونية، فالتحنيط عند القدماء المصريين لأسباب دينية لاعتقادهم أن الإنسان يحيا إلى الأبد. وأوضح عالم المصريات والخبير الأثري، أن هناك نوعين من التحنيط، الأول هو دفن الجثمان فى الرمال الجافة، ليتم تجفيف الجسد عن طريقة التهوية الطبيعية دون أى تدخل كيمائي أو وضع أملاح النطرون عليه أو إزالة الأحشاء ويتم الحفاظ عليه، والأخر هو فتح الجثمان واستخراج الأحشاء والمخ من الجمجمة، في كثير من الأحيان، وكان يوجد اختلاف بين تحنيط الملوك وعامة الشعب، مشيراً إلى أن أقدم موميا مصرية حنطت بطريقة طبيعية. المؤرخ بسام الشماع وتابع الشماع: « التحنيط الملكي يأخذ العناية والإعداد الكامل لكل شيء بداية من لحظة الوفاة وحتى الدفن، وبالتالي تختلف أنواع التحنيط عند كل حضارة، فقد عثر داخل صناديق زجاجية محكمة على 7 مومياوات تم اكتشافها في عام 1983 بمنطقة جرف مصلح في شبام الغراس بواسطة بعثة من جامعة صنعاء، وحينها أهتم المختصون بذلك الاكتشاف الجديد واعتبروه اكتشاف جديد لآثار اليمن، وبعد إخضاع تلك الأجسام المكتشفة للدراسة والبحث في معامل متخصصة بالولايات المتحدةالأمريكية تأكد إنها ترجع إلى حوالي نحو 300 إلى 400 سنة قبل الميلاد» - على حد قوله-. وأوضح عالم المصريات والخبير الأثري، أن الأجسام المكتشفة استخدم في تحنيطها وحفظها مواد متنوعة منها نبات «الراء» المنتشر في اليمن وأوراق شجرة العنب ومواد أخرى ربما يكون من بينها مادة «القار» التي استخدمها المصريون في التحنيط، واعتبر المختصون ذلك الاكتشاف من اقوي الأدلة على أن اليمنيين القدماء عرفوا التحنيط - حسب زعمه-. وتابع الشماع: «عمليه التحنيط تختلف ما بين كل حضارة وأخري وهو ما كان واضح في الموميات المصرية وموميات «الشنكورو» بشمال تشلى، وعند دراسة المومياوات اكتشفوا إنها أقدم مومياوات تصل إلى 5000 قبل الميلاد، حيث تم هذا الاكتشاف فى أكتوبر 1983، على عمق 40 بوصة وهو ما يعتبر عمق ليس بعيد، فتم دراسة هذه القصة، ووجد أنه تم تفريغ الأحشاء الداخلية وأزالوها ووضعوا مكانها قش، كما نجحوا أيضاً في استخراج المخ، وهذا كان يتم عن طريقتين من قاعدة الجمجمة، أو بقطع الجمجمة ليستخرج المخ». وأضاف عالم المصريات والخبير الأثري، أن المومياوات كانت مكساه بالطين الأسود الذي يشبه الطمي، وتم عمل مسح حصري بالتصوير المقطعي والإشعه، عن طريق الاكس ري، مضيفاً أنه تم اكتشاف جسمان له وضع غريب فى مصر عام 1896 على بعد حوالي 25 ميل جنوبالأقصر، على هيئة شخص يأخذ وضع الجنين بالرحم، وتم وضعه بالمتحف البريطاني في عام 1901، وأطلقوا عليه اسم «جينجر» وهو اسم يطلق على الإنسان صاحب الشعر الأحمر، فأصبح شخصية مشهورة ويزوره ملايين البشر، وتم الاحتفاظ بالجسد عن بالأسلوب الثاني للتحنيط وهو التجفيف تحت الأرض، مشيراً إلى أن طريقة العرض أمام الجماهير تعتبر مهينة للغاية ولا تصح، قائلاً : «هل يصح عرض جسمان بشرى عاري؟». وتابع عالم المصريات والخبير الأثري، أن «جينجر» تم نقله مؤخراً إلي مستشفي كرومل بغرب لندن، لعمل أشعة مقطعية، للتعرف عليه، وفى مفاجأة عن حالته تم الكشف عن أنه توفى بين 18 و21 سنه، وسبب الوفاة هو القتل، والضرب بالإله حادة في ظهره بالخلف، أي نتيجة خيانة، وأن النصل تخلل جسده حوالي 5 بوصة ، وتم اكتشافه بمنطقة الجبلين بجنوب طيبة، وعندما قتل تم وضعة بشكل الجنين وكان ذلك مقصوداً ويرجع ذلك إلى الإعتقاد بأن الأرض هي الرحم الثاني بعد الأم، مطالباً بعودة المومياوات إلي مقابرها احتراما لهم.