مع ارتفاع وتيرة الانتفاضة في سوريا, واتهام المعارضة( قوي14 آذار) للحكومة برئاسة نجيب ميقاتي, المتهمة بأنها حكومة سوريا وحزب الله بالتواطؤ علي العدالة الدولية. , وكشف الحقيقة في جريمة اغتيال رفيق الحريري, ارتفعت حدة الهجوم علي الحكومة لجهة إعلان العمل علي إسقاطها أيضا. فقد جاء إعلان المعارضة عن خطة لتحركها في موضوع المحكمة الدولية بمثابة إعلان الحرب رسميا علي الحكومة, بعدها هددت بطلب المساعدة من المجتمع الدولي وتشكيل لجنة طوارئ للمتابعة, غير أن الفريق الآخر( قوي8 آذار) دعاها الي التعامل بروح وطنية, وعدم الطلب من ميقاتي ما قبل رئيس الحكومة السابقة وزعيم قوي14 آذار سعد الحريري أن يتخلي عنه( المحكمة) ضمن جهود الوساطة القطرية لإنهاء الأزمة السياسية التي آلت الي سقوط حكومته في يناير الماضي, وبأن تقبل من ميقاتي ما قبله الحريري. وفيما تعتبر الأكثرية أن حكومتها تشكل عناصر وأد مشروع الفتنة المذهبية السنية الشيعية لأنها حكومة مسئولة وتتعامل بروح وطنية, ولم تكن جزءا من الحرب الدائرة علي لبنان, اعتبرتها المعارضة حكومة انقلاب علي القرارات الدولية1559 و171, والديمقراطية وتتنكر للعدالة الدولية, وخطورتها أنها ليس فقط تستعدي ذوي الشهداء بل تدفع لبنان نحو نموذج الدولة المارقة أو الفاشلة. وفيما يعد لهجة تحد, سألت الأكثرية المعارضة: هل لو كان القرار الاتهامي وطلب اعتقال المتهمين المزعومين صدر خلال رئاسة سعد الحريري للحكومة هل كنتم تستطيعون تنفيذه؟.. معتبرة ارتفاع نبرة الهجوم يرجع الي نجاح حكومة ميقاتي. ويصف النائب الدكتور علي فياض من كتلة الوفاء للمقاومة النيابية الحملة علي حكومة ميقاتي والرهان علي انهيارها بأنه نوع من الصخب السياسي ليس له وظيفة ولا أثر سوي تعكير مناخ الاستقرار السياسي الذي يحتاجه لبنان, ويصف أصحاب هذه الرهانات بأنهم عاجزون عن استيعاب التحولات السياسية والاجتماعية وغير قادرين علي التكيف مع الحقائق الاستراتيجية, كالمقاومة والتوازن في المشاركة والوحدة الوطنية كخيار نهائي والعداء لإسرائيل, كما اعتبرهم يستندون الي رهانات خارجية مصطنعة, داعيا الي عدم إدخال لبنان الي صراعات ورهانات خاسرة ومعالجة مشكلات الناس وحماية الوطن وإعادة ثقة المواطن في الدولة.. مشددا علي أن حكومة ميقاتي لن تنهار وأن الأكثرية النيابية حاليا( قوي8 آذار) لن تتغير وأنه لا تراجع عن معادلة الجيش والشعب والمقاومة. أما النائب حسن فضل الله, فاعتبر أن من مزايا النظام السياسي اللبناني, برغم ترهله ومشكلاته أن يري الناس علي مقاعد النواب من كان بالأمس وزيرا والعكس, ومن المعارضين من كان للحكومة بالأمس رئيسا, لكن البعض كما يقول يتوهم أنها آلت إليه ولن تؤول الي غيره ويتجرع مبدأ تداول السلطة وكأنه سم زعاف, وتلك هي المشكلة لدي البعض الذي وصل به الأمر إلي تحريض حكومات عربية والغرب ضد هذه الحكومة الوطنية التي تشكلت بارادة لبنانية بعيدا عن أي قوي خارجية اعتادت أن تمتد يدها الي التأليف وتوزيع الحصص وتسمية الوزراء! ويعتبر فضل الله أن مهاجمي الحكومة يعبرون عن خيبة أمل أمريكية, داعيا الي التحلي بالروح الرياضية في تقبل ارادة الشعب بدل تسلية النفس بالحديث عن ضغوط وترهيب ضد شخصيات وطنية تصوب القرار الوطني وتحمي الوحدة والتنوع. مع تطورات الأوضاع في سوريا, وتصعيد كل الأطراف لهجتها وضغوطها وتهديداتها.. يبقي مصير حكومة ميقاتي رهنا بالتطورات الداخلية والإقليمية, حتي بات تفكيك حكومة ميقاتي وجعلها حكومة تصريف أعمال لتجنب اتخاذ قرارات مصيرية خيارا مطروحا ضمن خيارات قوي8 آذار ذاتها؟! بل مطلوبا لتفادي المزيد من الخسائر, فالحكومة تتعرض لهجوم حتي بين جمهورها, ففي عهد هذه الحكومة الذي لم يتجاوز شهرين تتعرض سوريا وحزب الله لهجوم عنيف لم يتعرض له الطرفان في عهد الحكومة السابقة لقوي14 آذار بزعامة سعد الحريري!؟