في بداية عصر الميجي باليابان منذ نحو051 عاما نشبت في محافظة ناجا أوكا حرب أحرقت الأخضر واليابس وتسببت في انتشار المجاعة بالمنطقة, فما كان من الحكومة المركزية آنذاك إلا أن سارعت بإرسال معونة عاجلة لإغاثة المحتاجين وكانت عبارة عن مائة كيس أرز. تسلم المعونة كوباياشي بالنيابة عن السكان وأخذ يفكر في أحسن الطرق للاستفادة منها, وأول ما تبادر الي ذهنه أنه فكر في الاستفادة من الأموال في بناء مدرسة لأبناء مقاطعته. لم تلق فكرة كوباياشي إجماعا من الناس, خصوصا أنهم في أمس الحاجة الي وجبة طعام, ولكنه اجتمع معهم وحثهم علي قبول فكرته في بناء المدرسة وقال لهم إنهم إذا قاموا بتوزيع المائة كيس أرز وأكلوها انتهي أثرها في التو, ولكنهم إذا استثمروا أموالها في التعليم فإن المائة كيس أرز قد تصبح عشرة آلاف كيس وقد تصبح مليونا.. وهكذا استطاع اقناعهم بفكرته, وفعلا بيعت الأكياس المائة وبني بثمنها مدرسة كابو جوكان. وقد عدت مؤخرا من الصين, حيث توجد هناك ألفا جامعة ومعهد عال حكومي ولم يعد فيها دراسة بالمجان, إذ يدفع الطالب مصروفات سنوية تعادل ألف دولار ويدفع تكلفة إقامته الفعلية في المدن الجامعية, وهناك كانتين في كل جامعة يتناول فيه الطلاب وجباتهم ويدفعون المقابل, علما بأنها الدولة الوحيدة في العالم التي يحكمها منذ عام9491 حزب شيوعي يسمي البلاش. أما في جامعاتنا المصرية فهناك العبث كل العبث, حيث يدفع الطالب خمسين جنيها نظير الإقامة والوجبات اليومية الغذائية الثلاث وتتكلف الدولة في المقابل ألف جنيه شهريا ولا يتبقي شيء بعد ذلك في الموازنة للعملية التعليمية والبحث العلمي. د.منصور حسن عبدالرحمن أستاذ الهندسة الكهربية