كتب - محمد فتحي : عرف العرب في الجاهلية أنواعا كثيرة من العملة النقدية وكانت العملة الذهبية والفضية ترد إليهم من الممالك الأخري فعرفوا الدراهم الفارسية وعرفوا الدنانير الرومية والذهبية ويوضح ذلك الدكتور عطية القوصي أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة القاهرة قائلا: الدينار لفظ لاتيني الأصل مشتق من كلمةDeni أي عشرة و من كلمة ديناريوس اليونانية وقيمته حوالي12 درهم فضة نقية والدرهم كلمة فارسية وهي من الفضة وتعرف الدراهم النقية منها بالدراهم النقرة كما عرف العرب نقودا نحاسية منها الجتة والدانق. ولقد أقر الرسول صلي الله عليه وسلم وأبو بكر النقود الجاهلية ولكن عمر بن الخطاب لاحظ اختلاف قيمة الدراهم المتداولة بين العرب في الجزيرة والأمصار المفتوحة فالدرهم المغربي ثلاثة دواينق واليمن دانق واحد فرأي عمر توحيد قيمة الدرهم فجعل قيمة الدرهم الإسلامي ستة دوانق. وأضاف أن خالد بن الوليد أول من ضرب النقود بين المسلمين فقد ضرب نقودا في طبرية سنة16,15 هجرية وجعلها علي رسم الدنانير الرومية تماما وقد كتب علي هذه النقود اسم الله والنبي صلي الله عليه وسلم ولا إله إلا الله وحده وضرب عثمان بن عفان دراهم وجعل نقشها( الله أكبر), ولما تولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة كتب إلي والي العراق زياد بن أبيه يقترح عليه ضرب عملة جديدة غير عملة عمر فضرب نقودا ذهبية علي مثال الدينار الفارسي وعليها اسمه ويوجد نماذج لأنواع هذه العملات في متاحف أوروبا ولم يكن في الأمصار الإسلامية في بداية عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مران عملة تعرف بل كان لأمراء الولايات مضارب خاصة يسكون فيها العملة حسب احتياجاتهم ولهذا كانت قيمة النقد غير مستقرة, الأمر الذي يشجع علي التزييف والتلاعب ورغم أن العملة البيزنطية والفارسية كانتا متداولتين بجانب العملة المحلية إلا أنه مع اتساع الدولة الإسلامية وتقدم التجارة أديا إلي وضع ثابت للنقد. وكان عبد الملك بن مروان أول من ضرب السكة الإسلامية وأصبحت النقود في عهده عربية صرفة وكان عبد الملك قد أمر الحجاج بن يوسف الثقفي واليه علي العراق بضرب الدراهم وبعث إليه بالسكة فضرب الحجاج الدراهم في العراق آخر سنة75 ه ثم أمر بضربها في جميع النواحي سنة76 ه و حدد عبد الملك للحجاج وزن الدرهم وأمر بصرف هذه الدراعن في سائر النواحي وكتب عليها: الله أحد الله الصمد وقام بضرب الدراهم للحجاج رجل يهودي يدعي سمير فنسبت الدراهم إليه وعرفت بالدراهم السميرية وكتب علي هذا الدرهم بسم الله وعلي الوجه الآخر الحجاج ثم ضرب بعد سنة دراهم أخري كتب علي أحد وجهها الله أحد الله الصمد فسميت بالدراهم المكروهة وقيل إن سبب ذلك كراهية الفقهاء ذكر اسم الله علي العملة. وبعد أن فرغ الحجاج من السكة بعث بها إلي سائر الأمصار لتضرب الدراهم بها وأمر عماله أن يرفعوا إليه تقريرا شهريا عن مقدار ما يضربونه من دراهم.