يوم السبت الماضي طرق باب شقتنا المتواضعة صديق لوالدي وطلب الدخول لأمر عاجل وكانت معه قصاصة من صفحة بريد السبت وبالتحديد قصة ملثم للأبد وما إن قرأت هذه القصة حتي أحسست بارتياح كبير. فلقد فتحت لي باب الأمل للحياة من جديد, فأنا فتاة في العشرين من عمري, وأبلغ اضعافه هما وكمدا, فلقد تعرضت وعمري ثمانية أشهر لحادثة في منزلنا, قلبت حياتي رأسا علي عقب, حيث انسكبت علي وجهي مادة كاوية تستعمل في التنظيف عن غير قصد وسالت علي الجزء الأسفل منه, فذابت شفتاي تماما وكذلك اللثة واجزاء من ذقني, واجريت لي في حينها أكثر من اربع عمليات جراحية لم تصلح ما أفسدته المادة الكاوية, وهكذا كبرت وكبرت معي مشكلتي, ومنذ أن عرفت شكلي وأنا علي هذه الحالة, ولم تظهر لي أسنان نهائيا في الفك السفلي والاصعب انني كنت اتناول طعامي عن طريق فتحة في جانب جسدي حتي أجريت لي المزيد من العمليات لاستطيع تناول الطعام عن طريق فمي, ولم استطع الاندماج في المجتمع بسبب مظهري الذي ينفر الناس منه لمجرد رؤيتي, ونتيجة لحالتي النفسية السيئة لم استطع استكمال تعليمي ووقفت سخرية من حولي في طريقي, فخرجت من المدرسة وأنا في المرحلة الابتدائية, وظللت استكمل دراستي وأنا في المنزل ولكنني لم استطع الصمود فانهيت عهدي بالدراسة في امتحانات المرحلة الاعدادية عندما سخر مني الموجودون في لجنة الامتحانات ونظر لي البعض الآخر نظرات شفقة حطمت نفسيتي, وأصبحت أسيرة المنزل, منزوعة المشاعر والاحلام التي تحلم بها كل فتاة في العالم, فحلم الزواج والحب ذهب ولم يعد, وحب الخروج والتنزه انبري تماما من تفكيري, ووجدتني أبتعد عن البشر نهائيا ولا أرغب في أن أري أحدا أو يراني أحد. أما والدي الموظف البسيط فقد حاول بكل جهده اصلاح وجهي, واقترض من أجل ذلك الكثير من المال وباعت والدتي كل ما تملك من ذهب ولكن فشل الاطباء في اصلاح وجهي وافادوني بأن الأمل الوحيد موجود لي في الخارج. لقد اعادت لي رسالة ملثم للأبد الأمل من جديد, وكل ما أرجوه ان يتبني شخص رقيق القلب حالة بنت محرومة من الاحلام ومحرومة من رؤية البشر تعتبر نفسها ميتة وهي علي قيد الحياة. { اعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك فلا تيئسي, ودعي الأمر لله فأينما توجد الحياة يوجد الأمل, وإني علي يقين من أن أبواب الأمل مفتوحة, وأن الله عند ظن عبده به, فأحسني الظن به عز وجل يجعل لك مخرجا ويرزقك من حيث لاتحتسبين.