أنا سيدة عمري 34 سنة ومتزوجة منذ ما يقرب من سنة, وقد بدأت مشكلتي قبل ثماني سنوات, حيث كنت مثل كل بنت في الدنيا, أحلم بالعريس والاستقرار والأطفال, وكلما تقدم لي شاب طالبا يدي لا يستمر طويلا وينهي الخطبة بلا مقدمات ولا أسباب, وهو ما أثار دهشة من حولي, وهنا كثرت الأقاويل, وقال الجيران والأقارب لأمي: بنتك معمول لها عمل ولابسها شيطان, فمشينا في هذا المشوار طويلا وتعرضنا للنصب, لكننا لم نيأس اعتقادا منا أن هذا هو الطريق الذي سنصل من خلاله إلي راحة البال ولكن سوء الحظ لم يفارقني مع أنني مقبولة ومريحة ولست دميمة, وأعمل في وظيفة مرموقة وأتمتع بكل ما هو مطلوب في زوجة مناسبة ومن عائلة لها اسم مرموق في بلدتنا. المهم أن اليأس والإحباط أوصلاني إلي مرحلة لا أنكر علي الاطلاق أنها أسوأ أيام حياتي, وأنني اذنبت كثيرا, حيث اقمت علاقات كثيرة مع الرجال ولا أدري هل فعلت ذلك بهدف البحث عن عريس أم لمجرد أن أثبت لنفسي أنني أنثي ومرغوب في من الشباب, وللأسف كانت المحصلة حالات من التوهان, فأحيانا أستغفر الله وأتوب إليه, وأتقوي بالإيمان, وأحيانا أخري أنهار وأتوه في بحر الذنوب والمعاصي, وظللت سنوات أتخبط في حياتي, وأري أحلاما مزعجة, وأجدني أسيرة كائنات غريبة حتي وأنا في قمة اليقظة! وحدث أن تعرفت علي زوجي الحالي بنفس الطريقة التي كنت أتعرف بها علي آخرين سعيا وراء الزواج, وأبدي اهتمامه بي, وفي غضون أيام قليلة طلب يدي واتخذ خطوات إيجابية, وتمت إجراءات الخطبة بعد شهر واحد من معرفتنا.. ولم أصدق نفسي أن الحلم تحقق بالرغم من أنه يكبرني بأربعة عشر عاما, كما أن وضعه المادي ووظيفته ومستواه الاجتماعي أقل مني, لكنني أغلقت عيني عن كل هذا وقطعت كل علاقاتي حتي الصداقة العادية, وتبت إلي ربي, وركزت مع خطيبي وخلال اسبوعين توطدت علاقتي به تماما, واطمأننت إليه ثم إذا به يتدخل في كل خصوصياتي, وشيئا فشيئا عرف جانبا كبيرا من علاقاتي السابقة, وواجهني بها فانهرت واعترفت له بكل شيء بمنتهي الأمانة.. لكن الشك ساوره وسوء الظن لازمه.. وهو يدرك أنني حافظت علي نفسي ولم يمسسني أحد بسوء, وأنني ولدت من جديد, وبعدت عن الدنيا كلها, ولم يرضه ذلك فتعرضت معه لمشكلات كثيرة قبل الزواج واكتشفت الكثير من طباعه السيئة, وحذرني أهلي من طباعه ومزاجه المتقلب, ولم أبال بكل الملاحظات التي أبدوها خوفا من فشل زواجي منه, وحدثت نفسي أنني بمرور الوقت سوف أتمكن من تغيير طباعه. وعقدنا القران, وإذا به يكشف عن جزء من شخصيته الغريبة, إذ أصر علي أن يفقدني عذريتي بحجة أنني زوجته أمام الله, وقبلت إرضاء له لكنه بدأ في لي ذراعي وكسر نفسي, وألمح من بعيد بما فعله معي فطلبت منه سرعة الزفاف لكنه ادعي أنه لا يملك المال الذي يؤهله للزواج, فتحملت أعباء مالية كبري وقلت لمن حولي إنه هو الذي يدفع كل شيء ودعوت الله أن يخرجني من هذا الكابوس المزعج, وهذا التخبط الذي جثم فوق صدري. وتنفست الصعداء بعد الزفاف لكي أحمي صورتي أمام الناس, لكن هيهات له أن يتغير.. فلقد امتدت سيرتنا إلي مقر عملي, وقال لي صاحب العمل إن مشاكلي الشخصية تؤثر علي العمل بشكل واضح.. فآثرت الانسحاب وأسست مشروعا مع أحد معارفنا وهو رجل علي خلق, وهذا المشروع يمدني بمبلغ سنوي, وتجمعنا صلة عائلية مع شريكي وزوجته وأولاده.. لكن زوجي تفنن في أن يفقدني المشروع من باب الشك أيضا. ومرت الأيام, وطباع زوجي تزداد سوءا, ومع ذلك أتحمله من باب أن رضا الزوج من رضا الرب, ولكيلا أهدم بيتي.. وذات يوم استاذنته في الخروج إلي البنك لأسحب مبلغا من حسابي الشخصي ففوجئت به يتهمني بأنني علي علاقة بواحد يبتزني.. وحينها ثرت في وجهه وأفصحت عما في قلبي تجاهه بأنه مريض نفسيا, نشبت مشاجرة عنيفة بيننا انتهت بطردي من البيت, فذهبت إلي منزل العائلة, وطلبه والدي لكي يفهم منه ما حدث, فلم يعره اهتماما.. وبعد ثلاثة أيام طلب مني مقابلته خارج البيت للمناقشة, فقلت له: تعال عندنا.. فهددني وتوعدني بالشوشرة علي كما هي عادته! إنني في حيرة لا أعلم إلي أين ستنتهي بي.. فأنا مصرة علي الطلاق الذي أراه النهاية الطبيعية للحياة التي أعيشها, وأعرف تماما أنه لن يتغير, ومع ذلك فإن شبح المطلقة يرعبني, ومن الصعب علي أن يتهدم بيتي الذي بنيته بجهدي ومالي.. الأمور مضطربة بداخلي ولا أعرف ماذا أفعل, فهل تدلني علي التصرف الصحيح للخروج من الدوامة التي أعيشها؟ لقد سقطت في بئر العلاقات المشبوهة, وصرت هدفا لكل عابث باعترافك, وليس معني أنك لم ترتكبي جريمة الزني ان هذه الافعال التي اقترفتيها طبيعية, فهي مقدمة للهلاك ولا يصح أبدا ان تنزلق أي فتاة إلي هذا المنحدر الخطير.. وإذا كان زوجك قد تغاضي عنها وأتم ارتباطه بك برغم علمه بها, فانه فعل ذلك بهدف استغلالك وابتزازك. هذه هي الحقيقة المؤلمة الي تدركينها, لكنك تتغاضين عنها, وكان أول ابتزاز هو الدخول بك بعد عقد القران وقبل الزفاف بدعوي انك اصبحت زوجته شرعا وقانونا.. ونسي ان للزفاف الطبيعي طعمه وحلاوته, وانه هو المعني الحقيقي للارتباط القائم علي الاشهار. وبهذه الطريقة عرف هدفه منذ البداية وهو الحصول علي اي مكاسب مادية منك ولا يهمه بعد ذلك اذا كنت قد التزمت في حياتك الشخصية ام ان أهواء الماضي مازالت تسيطر عليك.. ومن يفعل ذلك لا يعرف الحب الصادق طريقا اليه.. فهو ينظر إلي الامور نظرة مادية.. وانت تبحثين عن الصدر الحنون والحب المفقود الذي لم تصلي إليه برغم كل التجارب المريرة التي مررت بها. والآن وبعد ان وصلت الأمور بينكما إلي هذا الحد, فإنني أري ان المكاشفة والمصارحة هي الطريق الأمثل للخروج من المأزق الراهن.. فلتكن هناك جلسة عائلية يحضرها أبوك, ويتم فيها وضع الأمور في نصابها الصحيح.. فإذا توصلتما معا إلي خريطة طريق واضحة فلتعد حياتكما إلي التواصل من جديد.. واذا أصر علي موقفه المعاند وشكه الدائم, فليكن الانفصال وليبحث كل منكما عن طريق جديد يواصل به حياته بلا ألم.