لنتحدث بصراحة ولو لمرة واحدة.. وكفي ضحك علي أنفسنا وشغلها بما ليس حقيقيا لمجرد أن نجد مايشغلها!..فلسنا مقبلين علي مباراة في كرة القدم ولكن علي مصير وطن.. فلتحسمه بكثير من الجدية والقوة..ولنعد قراءة المشهد الحالي علي الساحة السياسية ولنأخذ من تجارب الآخرين العبرة والعظة! فبداخلي يقين شديد..ان مانراه حاليا ما هو الا مسرحية هزلية أو بمعني آخر أكثر دقة وتهذيبا وربما تفاؤلا مجرد محاولة لإرهاصات ديمقراطية قادمة..ليس في الانتخابات الرئاسية المقبلة مباشرة والذي سيكون الفائز بها وفق توقعاتي مرشح لايتوقعه أحد أو علي الأقل لم يترشح حتي الآن..وإنما للإنتخابات في السنوات المقبلة عندما يشتد عود الاحزاب السياسية الصاعدة بقوة والتي لم تمتلك حتي الآن بسبب تناحرها الدائب والمستمر.. القدرة علي الفوز بثقة الشارع المصري وماأدركم مداها..ويكفي أنها من منحت شباب الثورة الشرعية وقادتهم الي النصر في يوم التنحي العظيم للرئيس وتساقط النظام الفاسد والذي لم يصمد منه سوي الشرفاء الذين آثروا الابتعاد في هدوء وحكمة حتي تكتمل الثورة وتكتشف اعداءها من مريديها.. ومعهم كل الحق فالتاريخ لن يظلم أحدا! وأصدقكم القول ومن غير زعل أنا عاشق مثلا لعمرو موسي وسيجاره الشهير ولكن لا اراه رئيسا لمصر علي الاطلاق بل يزعجني مثل هذا الاتجاه وأندهش من مؤيديه..فلا أراه فقط سوي ملكا متوجا علي عرش الدبلوماسية المصرية وبجدارة, والدكتور البرادعي لاأحد ينكر دوره في مواجهة نظام مبارك ودعوة الشباب الي الصمود في وجه الطغيان ولكن لايتجاوز ترشيحه رئيسا لجامعة أو علي الاكثر وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي والنووي فربما ينقل بلادنا من مصاف الدول النامية في العلم الي دولة متقدمة علميا ونوويا, وقد نجد علي يديه في مصر لأول مرة جامعة مصنفة عالميا ضمن أفضل 500 جامعة في العالم.. أما أيمن نور وهو يعلم ذلك جيدا فمشواره طويل وليس له نهاية ولن يجمع عليه الشارع المصري مطلقا فلقد انتهت الزفة وسقط النظام الغبي الذي صنع منه مرشحا دائما علي منصب الرئيس ولكن من ورق للأسف.. أما الدكتور محمد العوا فهو مفكر اسلامي من العيار الثقيل وفقيه قانوني لايشق له غبار ومن أناديه بأن يعيد تفكيره وان يناي بنفسه وعلمه الغزير عن صراع قد يدان فيه بالتشدد والتعصب.. واخيرا الفريق أحمد شفيق الذي لا أملك سوي أن أقول له كفي بالله عليك لقد فعلت المستحيل وحاولت واجتهدت ولم يساندك أو يصدقك أحد.. فلا تفعلها مرة أخري.. علي الاقل هذه المرة! أنا عن نفسي واقولها بشجاعة وقوة.. كل هؤلاء ممن يملأون حياتنا ضجيجا وتصريحات وتملقا لايصلحون للرئاسة, فلست مقتنعا بأي منهم حتي الآن ولا أجد بينهم من يمتلك مواصفات الرئيس حتي أمنحه بطاقتي الانتخابية وأتحمل عناء الوقوف بين ما لايقل عن 30 مليون ناخب أمام لجنة انتخابية لمنحه صوتي مطمئنا, ومن يخالفني الرزي فاليجادلني بالقول والرأي المقنع وليس بسفاهة الحديث..بل قد لاأملك سوي أن أردد مع العقلاء من أبناء هذا الوطن الشرفاء ممن شاركوا في ثورة 25 يناير المجيدة وغيرهم الكثير من الاغلبية الصامتة حتي الآن وبالتأكيد سيأتي دورها قريبا.. أن المرشح الحقيقي للرئاسة في مصر لم يظهر بعد وربما تحمل لنا الاسابيع المقبلة جديدا..المفاجأة واردة بقوة كي يترشح من ننتظره جميعا رئيسا ملهما وقائدا محنكا والجميع يعلم من أقصد.. فهل يفعلها ويخرج عن صمته ولو لمرة واحدة.. من يعلم؟ المزيد من مقالات محمد غانم