يبدو أن الفلاح المصري علي موعد كل عام مع مشكلة تؤرقه مما يدفع الكثير من المزارعين الي ترك مهنة الزراعة والتوجه للأعمال الأخري ومن أهم المشاكل التي تواجه الفلاح مشكلة الأسمدة التي تطل علينا كل عام حيث يعاني المزارعون بقري القناطر الخيرية من عدم وجود الأسمدة الكيماوية مما يهدد آلاف الأفدنة بانتاج ضعيف جدا وخاصة محصول الذرة.. فيما تحولت الجمعيات الزراعية في القري الي مجرد خرسانات مقامة لا تقوم بالدور الذي أنشئت من أجله في الوقوف بجانب الفلاح وتقديم المساعدات له. فكان لابد من التعرف علي أبعاد المشكلة علي أرض الواقع.. فأكد محمد ابراهيم البرناوي أن السبب في انهيار الزراعة في القري هو تراجع دور الجمعيات الزراعية.. مشيرا إلي أن المقرر من الاسمدة الكيماوية للفدان الواحد6 شكاير والآن يتم صرف2 شيكارة فقط مما يضطر الفلاح الي شراء الباقي من السوق السوداء ويكبده مصاريف عالية في ظل ارتفاع الايجار للفدان الواحد من4 آلاف جنيه الي5 ألاف جنيه. وطالب عبدالخالق عطية بتدخل الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية لإنقاذ الفلاحين من أباطرة الموظفين بالزراعة وكذلك أباطرة تجار السوق السوداء لأن المحاصيل الزراعية أصبحت الآن في حالة إنهيار خاصة أن محصول الذرة الآن ينمو بدون أسمدة كيماوية وبالتالي لا يعطي محصول فكيف يعيش الفلاح في ظل هذه الظروف الصعبة مع ارتفاع الأسعار في كل المجالات من ارتفاع ايجار الأرض الي ارتفاع سعر مستلزمات الانتاج الزراعي ثم المعيشة الصعبة. بينما أكد المهندس محمد رضا وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية أن المشكلة في طريقها للحل وذلك عن طريق طرح مايقرب من10 آلاف طن من الاسمدة الزراعية بجميع أنواعها بمراكز الصرف من خلال الجمعيات الزراعية علي مستوي المحافظة للقضاء علي أزمة الاسمدة. مشيرا الي أن الازمة مفتعلة نظرا لتداخل موسم الزراعة وزراعة الأرز هذه الأيام وسيتم توريد كميات إضافية من الأسمدة الزراعية خلال الفترة القادمة بالتنسيق بين مديري إدارات التعاون والإدارات الزراعية لمراقبة عمليات التوزيع ويتم توزيعها حسب المساحات المزروعة للفلاحين. وأكد أن الوزارة بصدد اطلاق قناة متخصصة زراعيا لمساعدة الفلاحين وتوعيتهم وتقديم الإرشادات المناسبة طوال العام. وفي محتفظة المنوفية نجحت المفاوضات التي قام بها المستشار أشرف هلال محافظ المنوفية مع وزارة الزراعة وشركتي أبو قير والدلتا للأسمدة بتوفير6320 طنا من الأسمدة الأزوتية لانقاذ260 ألف فدان بالمنوفية مزروعة ذرة شامية من التلف. وقرر المحافظ توزيع هذه الأسمدة علي الجمعيات الزراعية بالقري لتحديد حصص المساحات الزراعية من هذه الأسمدة مع الأولوية للمساحات المزروعة أذرة شامية التي تعد من أهم المحاصيل الاستراتيجية والذي يمثل انتاجه20 % من الناتج القومي علي مستوي الجمهورية بالاضافة إلي تميز الناتج والذي يبلغ27 أردبا للفدان. وأضاف المحافظ أن المنوفية تتصدر المركز الأول في زراعة الأذرة الشامية علي مستوي محافظات مصر من حيث المساحة والانتاجية حيث يبلغ الانتاج السنوي6 ملايين و750 ألف أردب سنويا وهو يمثل ما يقرب من ربع انتاج الجمهورية. وأكد وكيل وزارة الزراعة أهمية الجهود التي بذلها المستشار أشرف هلال محافظ المنوفية لتوفير هذه الأسمدة للحفاظ علي محصول الذرة الشامية كناتج يمثل أهم المحاصيل الاستراتيجية وأضاف بأن شركة أبو قير وفرت هذا الشهر4600 طن وشركة الدلتا1720 طنا من الاسمدة يمكن توزيعها علي قري المحافظة حسب الاحتياجات الفنية والفعلية لكل محصول نوعا ومساحة. وأشار وكيل الوزارة الي أن كل الجهود الكبري تأتي أسهاما من محافظ الأقليم في حل أزمة الاسمدة لزيادة انتاجية المحافظة من المحاصيل الزراعية لينعكس ذلك علي زيادة المزارع وزيادة الانتاج الزراعي بالمحافظة.