شهدت محافظة شمال سيناء العديد من أعمال العنف خلال الفترات الماضية وكان آخرها الهجوم المسلح علي قسم ثان العريش, فضلا عن التفجيرات المتتالية لخط الغاز وانتشار السلاح وغالبا كل من يقوم بهذه الاعمال يطلق عليهم ملثمون مجهولون,فيما يرفض ابناء القبائل الشرفاء وجود مثل هذه العناصر ومحاربتهم إلا أن وجودهم بالمحافظة غير ملحوظ والأغلب أنهم يحتمون بمناطق جبلية بعيدة عن سيناء. وفي هذا الإطار كان للأهرام لقاء خاص مع السيد عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء للوقوف علي كافة الحقائق والمتغيرات التي تشهدها المحافظة. في البداية طالب المحافظ من جميع الإعلاميين توخي الدقة والحذر في نشر أي معلومة قد تسئ الي أبناء سيناء الشرفاء سألناه: من هم الملثمون المجهولون الذين يطلون علينا يوميا بأعمال عنف؟ هم مجموعة مسلحة يحتمون بالجبال وتساعدهم جهات خارجية وتم تحديد العديد من شخصياتهم, مشيرا الي أن الراية السوداء التي يرفعها الملثمون حين هجومهم علي أي موقع هي شعار للعقاب أو الثأر وبدأت الأجهزة الأمنية تأخذ الاستعدادات لمواجهتهم إلا أن ما منعهم من التعامل معهم داخل شوارع العريش هو وجود المواطنين الأبرياء داخل المنطقة السكنية, وهنا أود أن أناشد جميع المواطنين عند حدوث مثل هذه الأعمال عليهم الالتزام بمنازلهم والابتعاد عن المنطقة لتتمكن أجهزة الأمن من التعامل مع المنحرفين. وأشار المحافظ الي أن مطاردتهم جارية وسيتم القبض عليهم خلال أيام خاصة أن القبائل السيناوية ترفض مثل هذا الأسلوب وهي أيضا ستطاردهم وبالتالي سيتم تضييق الخناق عليهم والإمساك بهم. ما هي حقيقة البيان الصادر ممن يطلقون علي أنفسهم تنظيم القاعدة بشبه جزيرة سيناء؟ ليس هناك تنظيم للقاعدة بشبه جزيرة سيناء ولا أحد يعرف مصدر البيان وأن كان يؤكد أنه من قبل المجموعات الملثمة والتي تنفذ أعمال عنف من حين لآخر. وأضاف المحافظ أن كاتبي البيان لا يعرفون أي حقائق وسوف أفند بنوده كالتالي.. المطالبة بتعديل الاتفاقيات المبرمة خاصة مع إسرائيل.. والحقيقة أن مصر بعد اندلاع ثورة25 يناير ملتزمة بجميع الاتفاقيات المبرمة مع جميع دول العالم وأن ما ذكره البيان من أن سيناء منزوعة السلاح.. ففي اتفاقية السلام عام1979 سيناء مقسمة الي أربع مناطق وهذه المناطق محدد فيها نوع السلاح المستخدم لأن كل منطقة تختلف عن الأخري, أما بالنسبة لما أشار اليه البيان من أننا لا نسيطر علي الحدود خاصة من تهريب المخدرات من إسرائيل الي مصر, أقول إن كل دولة حدودية لا يمكن السيطرة علي حدودها بنسبة100% فحدود سيناء آمنة وهناك جهود للتصدي لأعمال التهريب مثل تهريب الأفارقة الي إسرائيل إن هناك جهودا تجري علي أرض الواقع تخالف ما تردد في هذا البيان ومنها اسقاط الأحكام الغيابية سواء العسكرية أو الجنائية في حق أبناء سيناء والإفراج عن المعتقلين حيث اسقطنا الأحكام الغيابية عن135 شخصا والإفراج عن169 من المعتقلين السياسيين بالإضافة الي31 من الأحكام الجنائية العسكرية والإفراج المشروط لمن امضي نصف المدة, ويجري حاليا بحث الأحكام الغيابية للمحكوم عليهم غيابيا حيث سيتم الافراج عن46 معتقلا من الدفعة الأولي بعد دراسة ملفاتهم الأمنية أما تساؤلهم عن أين خيرات سيناء المنهوبة؟ فإنني أوضح الكلام للمحافظ أن هناك خطة للتنمية بالمحافظة فضلا عن قيام العديد من المستثمرين باستغلال خامات سيناء الطبيعية وتصديرها وأن خيرات سيناء ستكون من خلال استثمار مقوماتها, وبالتنسيق مع رئيس مجلس الوزراء سيتم تفعيل المخطط العام لتنمية سيناء مع وضع آلية جديدة لحق الانتفاع في ملكية الأراضي, مشيرا الي أن المشروع التنموي لسيناء ضمن أولويات الحكومة وبهذا فإن بنود كاتبي هذا البيان لا تدل علي أي وعي لديهم. ما هو دور قبائل سيناء في محاربة هؤلاء الملثمين؟ إن أبناء سيناء والمشهود لهم بحماية حدود مصر الشرقية منذ قديم الأزل يقفون بجانب قواتنا المسلحة لمحاربة كل من هو خارج, فلا تجد أي قرية داخل المحافظة تأوي تنظيما يخالف القانون وأن ما تردد حول قرية القريعة من أنها منبع المخربين هذا الكلام غير صحيح بالمرة فقرية القريعة هي قرية المتعلمين والشرفاء والمجاهدين فهم حماة الحدود الشرقية ولا يوجد بينهم أي متهم, فهذه القرية تتبع مدينة الشيخ زويد وتعتبر علي الطريق الرئيسي وليس داخل الجبال كما أن أهلها يتميزون بالكرم والنخوة والشهامة العربية وينبذون كافة أعمال العنف ولا يوجد بينهم مطارد. وأضاف المحافظ أن هناك العديد من القري بما فيها قرية القريعة تحتاج الي تنمية حقيقية في كافة المجالات, فانا أعترف ان جهود التنمية بهذه المناطق مازالت بطيئة ولكننا مستمرون وهذا البطء يرجع الي عدم استقرار الأوضاع الحالية وخاصة الأمنية والتي تعيق كل تقدم وكل أملنا في شباب القبائل في القضاء علي هؤلاء الخارجين. ماهي الخطة الأمنية القادمة للسيطرة علي المحافظة؟ اجهزة الامن تواصل تحرياتها للكشف عن هوية العناصر التي قدمت دعما للمسلحين الذين قاموا بالاعتداء علي قسم ثان العريش, وتشمل هذه الجهود لقاءات واجتماعات للتنسيق بين قوات الجيش والشرطة لتنفيذ خطة تأمين المدينة وإحكام السيطرة علي المنافذ الرئيسية بالمحافظة وملاحقة العناصر التي نفذت الهجوم وكشف اي اتصالات قد تجريها مع جهات خارجية ووفق هذه الخطة من المتوقع أن تجري خلال الأيام القادمة حملات أمنية مكثفة بمنطقة شرق العريش للقبض عليهم.