بعد أن اعتبرت مجلة تايم الأمريكية ثورة52 يناير واحدة من أهم01 ثورات تأثيرا في العالم علي مدي4 قرون, مازالت ثورات الشباب العربي تهيمن علي الخطاب السياسي الدولي الذي تراوح ما بين إعراب صندوق النقد الدولي عن رغبته في تعزيز علاقات وثيقة مع مصر, إلي اعتبار وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن الربيع العربي يعد فرصة تاريخية لبناء شراكة استراتيجية حقيقية مع الدول العربية, فيما أكد مدير السياسات الوطنية لشبكة الحرم الجامعي بمعهد روزفلت الأمريكي أن الآثار الايجابية لثورة52 يناير لم تتوقف عند الأبعاد السياسية لكن آثارها امتدت لتلهم العالم قيما اجتماعية جديدة. ففي واشنطن, أكد صندوق النقد الدولي أنه يتطلع للحفاظ علي علاقات وثيقة وبناءة مع مصر, بما في ذلك مع الحكومة الجديدة. جاء ذلك علي لسان ديفيد هولي المستشار الأقدم في إدارة العلاقات الخارجية بصندوق النقد الدولي حيث رد علي سؤال بشأن ما إذا كان رفض مصر مؤخرا لقرض من الصندوق هو موقف من الصندوق أم لأن مصر لا تحتاج إلي المال. وأوضح هولي, خلال مؤتمر صحفي, أن الصندوق يرغب في تعزيز علاقاته الاقتصادية مع الحكومة المصرية الجديدة, مشيرا إلي أن هذا هو موقف الصندوق من مصر في السر والعلن علي السواء. وتزامنا مع تصريحات هولي, أكد رييس نيدر مدير السياسات الوطنية لشبكة الحرم الجامعي بمعهد روزفلت الأمريكي في واشنطن أن الآثار الإيجابية لثورة52 يناير في مصر لم تتوقف عند الأبعاد السياسية لتلك الثورة التي صنعتها إرادة المصريين, لكن آثارها امتدت لتلهم المجتمع الأمريكي قيما اجتماعية جديدة. وربط نيدر تحقيق المصرين أهدافهم باتفاق أطياف المجتمع علي أهداف الثورة, وأوضح أن المجتمع المصري لديه فرصة كبيرة لتحقيق النهضة في مجالات مختلفة من خلال التوحد حول أهداف وقيم الثورة, مشيرا إلي أن المباديء والقيم والأهداف التي يتفق عليها المجتمع هي التي ستصنع السياسات التي ستتحقق بها تلك الأهداف بما لا يتعارض مع قيم المجتمع ويحقق طموحات أفراده. وقال نيدر, في كلمته خلال ورشة عمل دور الأفراد في تحقيق الأهداف الاجتماعية أمس, إن قيام المتطوعين بتنظيم ميدان التحرير بعد ثورة52 يناير ألهم العديد من منظمات المجتمع المدني في الولاياتالمتحدة بآليات جديدة بتفعيل مشاركة الأفراد في النهوض بمجتمعاتهم. ووصف الباحث الأمريكي المتطوعين المصريين بأنهم نموذج متميز لدور منظمات المجتمع المدني في العالم, لأنهم قاموا بهذا العمل بدافع حرصهم علي وطنهم وعشقهم للمكان الذي احتضنهم خلال ثورتهم, وقاموا بتنظيم أنفسهم في زمن قياسي وتنظيم الميدان ليؤكدوا للعالم أنهم قاموا بثورة سلمية ومتحضرة. وبالنسبة للموقف الأوروبي من الربيع العربي, اعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن ربيع الثورات العربية يعد فرصة تاريخية لبناء شراكة استراتيجية حقيقية مع الدول العربية وتوجيه سياسات هذا الدول بطريقة مختلفة تماما. وذكر بيان حكومي أن كلام جوبيه جاء لدي اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو أمس للبحث في عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك فضلا عن استعراض الوضع الاقتصادي الأوروبي والعلاقات الثنائية بين البلدين. وأضاف البيان أن الجانبين أبديا اهتماما خاصا بضرورة اتمام التحولات الديمقراطية في البلاد العربية بشكل صحيح وملائم, معتبرين أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يسخر الوسائل المالية والسياسية لتعزيز تلك العمليات. وفي هذه الأثناء عرض لامبرتو زانيير الرئيس الجديد لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تقديم مساعدات لدول الربيع العربي للمساهمة في بناء مؤسسات الديمقراطية. وأضاف زانيير, في تصريحات للصحفيين في فيينا حيث مقر المنظمة, أنه بعد الثورات التي قادت إلي تغيير النظام في تونس ومصر وإصلاحات في المغرب, أجرت المنظمة اتصالات بالدول الثلاث, موضحا أن المنظمة لديها الأدوات التي تمكنها من القيام بهذا. وتزامن هذا مع تحقيق نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية أكدت فيه أن السعودية بذلت جهودا ضخمة للقضاء علي موجة الاحتجاجات الخفيفة, التي ظهرت بالتزامن مع إشراق الربيع العربي, ولكنها الآن تواجه مشكلة لا تقل خطورة ربما تؤجج احتجاجاتها مرة أخري, وهي انتشار البطالة وزيادة معدلاتها بين الشباب السعودي بشكل لا يوجد له نظير في العالم. واعتبرت المجلة في التحقيق الذي جاء تحت عنوان خمول الملكية.. مشاكل البطالة في المملكة العربية السعودية الشباب تزداد عمقا وتعقيدا أكثر من أي توقع, أن تفشي البطالة علي هذا النحو بين الشباب السعودي, سار بالمملكة إلي ما لا يحمد عقباه, وربما يتحول الربيع العربي الدامي في عدد من الدول- في إشارة إلي ليبيا وسوريا واليمن- إلي صيف سلمي حار جدا علي السعودية. وأضافت إلين كينيكمير مديرة مكتب المجلة في القاهرة وبغداد أنه في حين تفخر المدارس الثانوية والكليات الجامعية بتخريج نصف مليون شاب سنويا, فإن هؤلاء الآلاف من حديثي التخرج ينضمون إلي طابور طويل من البطالة, في ظل انغلاق سوق العمل في وجوههم, مشيرة إلي أن معدلات البطالة باتت مثل القنبلة الموقوتة التي ستفجر الوضع السعودي في حالة استمرارها في الارتفاع. وأوضحت إلين أن الزيادة الكبيرة في نسب البطالة وصلت لمعدلات غير مسبوقة, حيث يتجاوز معدل البطالة بالمملكة نظيره في المنطقة العربية بنسبة04% علي الأقل, وخاصة بين النساء السعوديات في مختلف الأعمار, التي يعاني03% منهن من البحث دون جدوي عن وظيفة, كما أن87% من النساء اللاتي تبحثن عن عمل يحملن شهادات جامعية. وأضافت أن الموقف ليس أفضل حالا بالنسبة للشباب, فإن شركات العمالة الوطنية غارقة في استجلاب العمالة الآسيوية الرخيصة, ولذلك فإن الشباب السعودي في الطبقة المتوسطة بات يعاني اليأس من الحصول علي وظيفة براتب كاف حتي يستطيع أن يتزوج. وأكدت فورين بوليسي أن الأوضاع بالسعودية هادئة ولكن هذا لا يعني أن كل شيء علي ما يرام, فالإحباط يهيمن علي نسبة كبيرة من الشباب خاصة في ظل التهافت والتكدس بسوق العمل, فضلا عن توافد عشرات الملايين من العمال الأجانب علي نحو لا يتوقع توقفه قبل عام0502, إضافة إلي أن الحكومات العربية بالمنطقة, تسعي باستمرار إلي إرسال مواطنيها إلي دول الخليج, لحفظ الاستقرار ببلادها, وتوفير فرص العمل لهم. واختتمت ألين تحقيقها بالقول إن السعودية ينتظرها صيف شديد السخونة علي الرغم من المكافآت التي صرفها العاهل السعودي لكل مواطن, في صفقة عقدها النظام والقطاع الخاص لإطفاء نيران الاحتجاج في صدور السعوديين, ولكن نسب البطالة المرتفعة في هذا المجتمع ستكون الوقود الذي يغذي هذه النيران.