سعر الذهب اليوم الخميس 2-10-2025 يصل لأعلى مستوى وعيار 21 الآن بالمصنعية    متى يبدأ العمل بالتوقيت الشتوي 2025 رسميًا؟ استعد ل تغيير الساعة في مصر    البيت الأبيض: مناقشات حساسة تجري الآن بشأن خطة غزة    "الاحتلال "يهاجم أسطول الصمود وكولومبيا تطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية ومظاهرات حاشدة بعدة عواصم عالمية..وحماس: نحيي شجاعة النشطاء    85 شهيدًا فلسطينيًا حصيلة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة خلال 24 ساعة    خطة ترامب لغزة.. قراءة تحليلية في وهم السلام وواقع الوصاية    «رحلة إسقاط الكبار مستمرة».. المغرب يضم البرازيل إلى قائمة ضحاياه    «قولاً واحدًا».. خالد الغندور يكشف رحيل فيريرا عن تدريب الزمالك في هذه الحالة    مصرع أمين شرطة وإصابة آخر فى حادث تصادم بالنوبارية    الداخلية: القبض على مدرس اُتهم بالاعتداء على طالب ابتدائي في الهرم    عبدالله مجدي الهواري: «بحب الفن ونفسي أبقى حاجة بعيد عن اسم أمي وأبويا»    مدير مستشفى معهد ناصر: نستقبل مليوني مريض سنويًا في مختلف التخصصات الطبية.    دعاء صلاة الفجر ركن روحي هام في حياة المسلم    4 أهداف.. تعادل مثير يحسم مواجهة يوفنتوس أمام فياريال بدوري أبطال أوروبا    رياضة ½ الليل| هشام يسلف الزمالك.. إيقاف تريزيجيه.. قائمة الخطيب.. والموت يطارد هالاند    زكريا أبوحرام يكتب: الملاك الذي خدعهم    رئيس مجلس المطارات الدولي: مصر شريك استراتيجي في صناعة الطيران بالمنطقة    إصابة 4 عمال في حادث تصادم نقل وميكروباص أمام كارتة ميناء شرق بورسعيد    قرار هام بشأن شخص عثر بحوزته على أقراص منشطات مجهولة المصدر بالجيزة    السيطرة على حريق شب داخل مخلفات بعين شمس    شهادة صحفي على مأساة أفغانستان الممتدة.. جون لي أندرسون يروي أربعة عقود في قلب عواصف كابول    أكاديمية «أخبار اليوم» في ثوبها الجديد.. وفرحة الطلاب ببدء العام الدراسي| صور وفيديو    اللجنه العامة توافق على اعتراض رئيس الجمهورية على مواد الإجراءات الجنائية    نقل الفنان السوري زيناتي قدسية إلى المستشفى بعد أزمة صحية مفاجئة    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 للموظفين والبنوك والمدارس بعد قرار رئيس الوزراء    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    وصول وفد رسمي من وزارة الدفاع السورية إلى موسكو    مرض اليد والقدم والفم (HFMD): عدوى فيروسية سريعة الانتشار بين الأطفال    تحذير لهؤلاء.. هل بذور الرمان تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي؟    أكلة مصرية.. طريقة عمل محشي البصل خطوة بخطوة    الخارجية التركية: اعتداء إسرائيل على "أسطول الصمود" عمل إرهابي    مايولو: سعيد بالتسجيل أمام برشلونة.. نونو مينديش قام بعمل كبير    جوارديولا: لدينا نقطة وسنحصل عليها    «مقتنعوش بيه».. ماجد سامي: كنت أتمنى انتقال نجم الزمالك ل الأهلي    حل 150 مسألة بدون خطأ وتفوق على 1000 متسابق.. الطالب «أحمد» معجزة الفيوم: نفسي أشارك في مسابقات أكبر وأفرح والدي ووالدتي    محافظ الشرقية يكرّم رعاة مهرجان الخيول العربية الأصيلة في دورته ال29.. صور    الجيش الإسرائيلي: إطلاق 5 صواريخ من شمال غزة واعتراض 4 منها دون إصابات    انقطاع مؤقت للاتصالات قرب المتحف المصري الكبير.. فجر الخميس    سعر الذهب اليوم في السودان.. وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الخميس 2 أكتوبر 2025    هيئة مستقلة للمحتوى الرقمي ورقابة بضمانات.. 4 خبراء يضعون روشتة للتعامل مع «البلوجرز» (خاص)    ستاندرد آند بورز: إغلاق الحكومة الأمريكية يفاقم عدم اليقين في التوقعات الاقتصادية    المطبخ المصري في الواجهة.. «السياحة» ترعى فعاليات أسبوع القاهرة للطعام    السكر القاتل.. عميد القلب السابق يوجه نصيحة لأصحاب «الكروش»    اعتراضات على طريقة إدارتك للأمور.. برج الجدي اليوم 2 أكتوبر    أول تعليق من رنا رئيس بعد أزمتها الصحية: «وجودكم فرق معايا أكتر مما تتخيلوا»    ماذا كشفت النيابة في واقعة سرقة الأسورة الأثرية من المتحف المصري؟    الإسكان عن أزمة قرية بحر أبو المير بالفيوم: تحركنا لدراسة الوضع ميدانيا    أحمد موسى يوجه رسالة للمصريين: بلدنا محاطة بالتهديدات.. ثقوا في القيادة السياسية    أولى هجمات أكتوبر.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم: أمطار رعدية تضرب منطقتين    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    إصابة 9 أشخاص في انقلاب ميكروباص على طريق شبرا - بنها    التجربة المصرية في الاستزراع السمكي محور برنامج تدريبي دولي بالإسماعيلية    أرسنال بالعلامة الكاملة في الإمارات ينتصر بثنائية على أولمبياكوس    تسليم 21 ألف جهاز تابلت لطلاب الصف الأول الثانوي في محافظة المنيا    مدير معهد ناصر: اختيار المعهد ليكون مدينة طبية لعدة أسباب ويتمتع بمكانة كبيرة لدى المواطنين    تعرف على مواقيت الصلاه غدا الخميس 2 أكتوبر 2025فى محافظة المنيا    مجلس الدولة يقرر إعادة توزيع اختصاصات دوائر محكمة القضاء الإداري    مجلس حكماء المسلمين: العناية بكبار السن وتقدير عطائهم الممتد واجب ديني ومسؤولية إنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير د‏.‏ السيد أمين شلبي:‏ الثورة أعادت صياغة دور مصر إقليميا وأكسبتها احتراما عالميا
نشر في الأهرام المسائي يوم 22 - 04 - 2011

أكد السفير د‏.‏ السيد أمين شلبي الأمين التنفيذي للمجلس المصري للشئون الخارجية ان سياسة مصر الخارجية بعد الثورة ستقوم علي أساس الندية في التعامل مع الدول الأخري انطلاقا من الاحترام الذي حظيت به مصر بعد الثورة علي المستوي العالمي‏,‏
مشيرا إلي انها ستصبح علاقة أكثر صحية مع الولايات المتحدة الامريكية‏,‏ وسيكون لنا صوت مسموع في القضايا الاقليمية بينما ستصبح علاقتنا مع إسرائيل اكثر حزما إزاء القضية الفلسطينية كما ستشهد تعاونا مع دول حوض النيل وتركيا وإيران مشيرا إلي ضرورة مد جسور التعاون مع الثوار الليبيين‏.‏
حول رؤيته لمستقبل السياسة الخارجية المصرية ازاء العديد من القضايا العربية والدولية في ظل الثورات العربية‏.‏
كان هذا الحوار‏:‏
‏*‏ ما هو تأثير ثورة‏25‏ يناير علي علاقات مصر الإقليمية والدولية؟
‏**‏ من الأمور التي أصبحت مستقرة في الأذهان ان مصر قبل‏25‏ يناير لن تكون هي مصر بعد هذا التاريخ وينطبق هذا علي أوضاعها الداخلية ونظامها السياسي مثلما ينطبق علي علاقاتها الإقليمية والدولية وقبل‏25‏ يناير كانت الانتقادات عديدة لأداء السياسة الخارجية المصرية تجاه اقليمها وقضاياه وزاد الحديث عن تراجع دور مصر الاقليمي ومكانتها مما أثر علي النظام العربي ككل إلي جانب بروز قوي تنافس مصر علي التأثير والمكانة ليس فقط من جانب قوي اقليمية مثل تركيا وإيران بل ايضا دول صغيرة مثل قطر حيث اعطتها موارد البترول ثقة في النفس انعكست علي لعب دور مؤثر اقليميا ولعل الغزو العراقي للكويت أوائل التسعينيات نقطة تحول لتغليب العامل القطري والمصلحة القطرية علي العامل القومي والذي انعكس علي النظام الإقليمي العربي ككل ومؤسساته المتمثلة في الجامعة العربية‏.‏
وقد كان المدافعون عن أداء السياسة الخارجية في عهد مبارك يجادلون بأن النظام الاقليمي في الشرق الأوسط قد تغير ولم يعد هوالنظام الإقليمي الذي ساد في حقبتي الخمسينيات والستينيات حيث كانت مصر قبل‏1967‏ لها صوت موجه ومسموع في منطقتها غير أن هناك قوي اقليمية برزت بعد ذلك وأثرت علي دور مصر الإقليمي علي حد قولهم‏.‏
‏*‏ وما أهم الانتقادات التي وجهت للسياسة الخارجية المصرية قبل الثورة؟
‏**‏ رغم التسليم بالمتغيرات الاقليمية وما صاحبته من تغييرات دولية مثل ترسيخ الهيمنة العالمية الامريكية ووجودها في المنطقة فإن مصر كانت تستطيع اتباع سياسة أكثر تأثيرا في منطقتها من خلال سياسات خلاقة ومواقف تتسم بالجرأة وليس الصدام ينفي عنها الانطباع بأنها منكفئة علي نفسها واتبعت سياسة استرضاء الولايات المتحدة وعدم الحزم مع السياسات الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين وسلوكها في المنطقة‏.‏
‏*‏ وما هي أهم ملامح وأولويات السياسة الخارجية المصرية بعد الثورة؟
‏**‏ أتصور أنها سوف تتحرر من حيائها وستصبح اكثر تأكيدا لذاتها والتخلص من بعض المفاهيم التي كانت تضيع سياستها تجاه دولة مثل ايران حيث سيساعد العهد الجديد في مصر علي استعادة العلاقات الطبيعية الكاملة معها وانهاء حالة العداء التي سادت قبل‏25‏ يناير‏,‏ وان كانت ستظل لمصر تحفظاتها علي عدد من السياسات الايرانية خاصة في منطقة الخليج‏,‏ كما أتصور ان مصر ستكون لها علاقات قوية مع تركيا وستشهد هذه العلاقات تنسيقا اكبر علي المستوي الاقليمي ولعل زيارة الرئيس التركي عبدالله جول للقاهرة في‏2‏ مارس الماضي اكبر مؤشر علي ذلك‏.‏
‏*‏ وماذا عن العلاقات المصرية الإسرائيلية؟
‏**‏ السياسة المصرية ستصبح أقل ودا وأكثر حزما تجاه إسرائيل وان كان هذا لا يعني أن مصر ستعود لسياسة الصدام او تخل بمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية‏,‏ واتصور ان تتغير السياسة التي اتبعتها مصر إزاء اسرائيل خلال السنوات الخمس الأخيرة أبرزها التنسيق حول الوضع في غزة واتفاقية الكويز وبيع الغاز المصري لإسرائيل‏.‏
‏*‏ كيف ستتعامل مصر مع الأوضاع المستجدة علي حدودها الغربية والجنوبية؟
‏**‏ في الجنوب سنواجه التعامل مع السودان المقسم وتداعياته وكذلك التعامل مع أزمة دول حوض النيل اتصالا بمصالح مصر الحيوية في مياه النيل وفي هذا السياق نتوقع ان تعالج مصر هذه القضية في إطار افريقي أوسع حيث الاهتمام بالقارة الافريقية ككل لما تمثله من عهد استراتيجي لمصر ونعي الاهتمامات التنموية لشعوب هذه القارة وقد بدا ذلك في الزيارة التي قام بها د‏.‏ عصام شرف اخيرا للسودان شماله وجنوبه وأتصور ان تتبع ذلك زيارات مصرية لدول افريقية اخري‏,‏ أما علي الحدود الغربية فينبغي ان نواجه احتمالات الوضع المتفجر في ليبيا وانعكاساته علي أوضاع المصريين هناك إلي جانب متابعة انعكاسات الانتفاضات الشعبية في اليمن والبحرين والجزائر والعراق وهو ما ينبئ ببيئة إقليمية تحتاج إلي التكيف معها‏.‏
‏*‏ وهل تري أن مصر الآن عليها أن تبدأ في توطيد علاقتها مع المجلس الانتقالي الليبي؟
‏**‏ في ضوء دقة موقف مصر في علاقتها مع ليبيا خاصة من زاوية حجم العمالة المصرية فيها ينبغي ان نتبع سياسة متوازنة ومن المفيد أن نحتفظ بعلاقات مع الاطراف والقوي الموجودة الآن علي الساحة الليبية باختلافها وأن نقيم جسور اتصال معها وليس هناك ما يمنع ان تكون لنا اتصالات مع الثوار الليبيين للتعرف علي أفكارهم ورؤاهم ونظرتهم لمستقبل ليبيا وأهم ما ينبغي أن تؤكد عليه السياسة المصرية هو معارضة أي تقسيم لأراضي ليبيا والمحافظة علي وحدتها الاقليمية‏.‏
‏*‏ ما رأيك في قرار جامعة الدول العربية الذي دعم الحظر الجوي فوق ليبيا؟
‏**‏ هو قرار غير مسبوق في تاريخ الجامعة فيم يتعلق بأوضاع احدي الدول الأعضاء ولكن نلاحظ انه بعد التدخل العسكري في ليبيا اعتبرت الجامعة انها لم تعن هذا التدخل وان ما دعت اليه هو إقامة منطقة حظر جوي‏,‏ ولكننا لا نتصور انه كان في الامكان لأي منطقة حظر جوي أن تفرض دون ان يتضمن ذلك هجوما ضد الدفاعات الليبية‏.‏
‏*‏ أو لم نصبح بحاجة لثورة علي مستوي مؤسساتنا الاقليمية تتناسب مع الثورات العربية الحالية؟
‏**‏ من أكبر الثغرات في النظام الاقليمي العربي أن مؤسسة مثل الجامعة العربية ليست لديها الآلية التي تمكنها أولا من رصد ومتابعة الصراعات العربية العربية وأن تحول بينها وبين أن يتحول الصراع فيها إلي صراع مفتوح علي مصراعيه وهو ما كان واضحا أيضا خلال غزو صدام حسين للكويت فلو كان النظام العربي يمتلك هذه الآلية كان قد حال دون تطورات مدمرة والتي استدعت التدخل الأجنبي في النهاية وأعطت الفرصة له‏.‏
‏*‏ وما هي معايير وحدود التدخل الدولي لأسباب إنسانية في أي دولة؟
‏**‏ السنوات العشر الأخيرة شهدت تطورات في القانون الإنساني الدولي فيما يسمي بحق التدخل لأسباب انسانية وسمي بعد ذلك بالمسئولية في التدخل ولكن المناقشات التي جرت حول هذا المفهوم قادت لمحاولات لضبط هذا التدخل ووضع المعايير التي تبرره في حالات انتهاك حقوق الانسان منها أن تكون هناك ضرورات واضحة وأن تفشل النظم القائمة في وقتها إلي جانب وجوب وجود توافق إقليمي في المنطقة التي حدثت بها هذه الانتهاكات للتدخل إلي جانب تأييد دولي وبشكل خاص من مجلس الأمن ولو طبقنا هذه المعايير علي الوضع في ليبيا سنجدها منطبقة عليها وساعد علي ذلك سلوك القذافي إزاء الثورة الليبية‏.‏
‏*‏ لماذا لم يلعب الدور نفسه بخصوص حرب إسرائيل علي غزة‏2008‏ ؟
‏**‏ بالطبع سلوك الغرب في ليبيا يمثل ازدواجية في المعايير فخلال الحرب التي شنتها اسرائيل علي غزة‏2008‏ كانت حالة واضحة وصارخة لانتهاك حقوق الانسان وأريد ان أذكر هنا بطلب الجامعة العربية فرض حظر جوي فوق غزة من خلال المجموعة العربية في مجلس الأمن ولكن لم يطبق‏.‏
‏*‏ وبالنسبة للثورات في البحرين واليمن هل تستبعد لعب إيران بورقة الشيعة هناك وأنها مجرد مظاهرات تطالب بالديمقراطية والحرية؟
‏**‏ في البحرين لا أستبعد البعد الشيعي في الاحتجاجات وهو ما كشفت عن التدخلات الايرانية للتعامل مع الوضع هناك ولذا لا يمكن أن نستبعد العنصر الطائفي في هذه الاحتجاجات وهو ما أدي لبروز الاختلافات بين السعودية وإيران إلي جانب تأثير ذلك علي العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي ككل وعلي إيران من خلال تدخل قوات درع الخليج في المنامة‏.‏
‏*‏ وهل يتطور ذلك لمواجهة صريحة بين السعودية وايران؟
‏**‏ كلاهما حريص علي ألا يصل الوضع بينهما للمواجهة أو الصدام وكل المواجهات تتم فقط علي المستوي السياسي والدبلوماسي‏.‏
‏*‏ وعلي المستوي الدولي كيف تتصور شكل العلاقات المصرية الأمريكية في الفترة المقبلة؟
‏**‏ سوف تنطلق من الاحترام الدولي الذي اكتسبته مصر بعد الثورة ومن ثم سيزيد التعامل مع مصر علي مستوي الندية والاستماع للصوت المصري خاصة في القضايا الاقليمية ومع وجود نظام ديمقراطي تتعدد فيه الأحزاب المشاركة في الحكم أتصور ان تصبح العلاقات المصرية الأمريكية أكثر صعوبة وإن كانت واشنطن ستظل حريصة علي مكونين مهمين في علاقتها بمصر وهما المكون العسكري‏.‏
والمكون الاستخباراتي وفي ضوء هذا الاهتمام من التعاون علي هذين المستويين المهمين بين البلدين أتصور ألا تتأثر المساعدات الأمريكية لمصر بل ان واشنطن كما بدا من زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية الاخيرة سوف تكون مستعدة من خلال حزمة مساعدات علي محاولة رفع العبء من علي الاقتصاد المصري نتيجة التطورات الأخيرة وفي رأيي فان العلاقات المصرية الامريكية سوف تؤسس علي أساس صحي أكثر وسوف يغيب العامل الذي كان مصدر توتر وهو الديمقراطية وحقوق الانسان وسوف يكون نموذج هذه العلاقات أقرب لنموذج العلاقات الأمريكية التركية‏.‏
‏*‏ ألا تري أن واشنطن تستغل الثورات العربية لفرض نفوذها علي المنطقة؟
‏**‏ الولايات المتحدة والغرب بصفة عامة معروف انهم كانوا يطالبون النظم العربية بتطبيقات وإصلاحات تتعلق بالديمقراطية وحقوق الانسان لكن كانوا في نفس الوقت يحرصون علي علاقاتهم مع النظم العربية بحثا عن الاستقرار ولضمان تعاونها في مكافحة التطرف والإرهاب ولكن الانتفاضات العربية أوقعت الولايات المتحدة والغرب في مأزق الاختيار بين تأييدهم لاستمرار النظم القائمة وبين تأييد تلك الانتفاضات والمطالبة بالديمقراطية والتغيير ثم حسموا موقفهم بعد ذلك وأيدوا تلك الانتفاضات التي اضعفت النظم الحاكمة في الدول العربية‏.‏
‏*‏ ماذا عن العلاقات المصرية الأوروبية في الفترة المقبلة؟
‏**‏ أوروبا ستكون علي استعداد للتعاون مع مصر الديمقراطية والتنسيق معها من خلال الاحترام الذي اكتسبته بعد ثورة‏25‏ يناير وسوف يختفي أحد العوامل التي كانت مصدرا مؤثرا علي العلاقات المصرية الأوروبية وهو الديمقراطية وحقوق الانسان وقد بدأت دول الاتحاد الأوروبي بالفعل في إعادة صياغة علاقاتها مع دول جنوب المتوسط علي أساس زيادة الدعم والبرامج الانمائية للدول التي تتبني برامج إصلاحية وديمقراطية‏.‏
‏*‏ علي النطاق الدولي الأوسع؟
‏**‏ سوف تواجه السياسة الخارجية المصرية تداعيات التغيير في النظام الدولي وعلاقات القوي فيه واتجاهه إلي الانتقال من الأحادية إلي التعددية القطبية وصعود قوي جديدة مثل الصين والاتحاد الأوروبي والبرازيل وروسيا وهو ما سوف يتطلب يقظة في رصد هذا التحول والتكيف والتعامل معه‏.‏
‏*‏ ما الذي تتطلبه هذه المتغيرات الاقليمية والدولية الواسعة؟
‏**‏ أهم ما يجب الاهتمام به في إدارة السياسة الخارجية المصرية المستقبلية هو ما سبقت الدعوة إليه كثيرا من انشاء مجلس للأمن القومي وتنطلق هذه الحاجة من حقيقة تعقد العلاقات الدولية وطبيعة النظام الدولي الجديد وكذلك تعقيدات الوضع الاقليمي وتداخل قضاياه الأمر الذي يتطلب جهازا مؤسسيا يتابع ويرصد الأحداث والتطورات الدولية والاقليمية ويتشكل هذا المجلس من الوزارات والأجهزة المتصلة بالسياسة الخارجية وكذلك عدد من الخبراء وذوي الخبرة في الشئون العالمية ويقدم الأفكار والبدائل والسيناريوهات للتعامل مع هذه التطورات‏,‏ وإذا كان إنشاء هذا المجلس ضرورة في الماضي فهو اليوم يعد أكثر ضرورة وإلحاحا وقد دعا لإنشائه من قبل الدبلوماسيان السفير عبدالرءوف الريدي ود‏.‏ نبيل العربي قبل أن يصبح وزيرا للخارجية‏.‏
‏*‏ وداخليا ما هو تفسيرك للكلمة الأخيرة التي ألقاها الرئيس السابق حسني مبارك علي قناة العربية والتي أثارت غضبا مصريا واسعا؟
‏**‏ الكلمة كانت محاولة يائسة لاحتواء الغضب الشعبي ضده وضد أسرته واعتبره معظم المصريين محاولة للالتفاف علي المطالبات التي تدعو لمحاسبته هو وأسرته ونتيجة لحجم الفساد الذي تم كشفه بعد الثورة كانت استجابة المصريين لهذا الخطاب حالة من الغضب الشديد والثورة علي أهدافه‏.‏
‏*‏ ما رأيك في قرار محاكمته ونجليه؟
‏**‏ مثل هذا القرار اتخذ بناء علي وقائع وأدلة وصلت إليها جهات التحقيق القضائية المصرية المشهود لها بالعدالة وهي خاضعة للمزيد من التحقيق فيما يتعلق بالشق السياسي أو المادي المتعلق بثروات الرئيس السابق وأسرته وجميعنا لدينا ثقة تامة في القضاء المصري وأحكامه‏.‏
‏*‏ هناك ردود فعل دولية واسعة علي قرار محاكمة مبارك تصفه بأنه غير مسبوق في العالم العربي ما تقييمك لذلك دوليا؟
‏**‏ هذا يعني ان الثورة مصممة علي تحقيق مطالبها وأهدافها للنهاية وتجد تجاوبا من الحكومة والمجلس العسكري في هذا الشأن وهذا الأمر تم منذ ثورة‏25‏ يناير بوضع الرئيس السابق تحت الحراسة ولكن طلبات الثورة وأهدافها تتم في نفس الوقت وفقا لاجراءات القانون وهذا ما سوف يكسب الثورة احتراما أكثر علي المستوي الدولي باعتبارها سلمية وشفافة بل وتحترم القانون وإجراءاته‏.‏
‏*‏ وكيف تري ملامح المستقبل السياسي لمصر وسط المخاوف من الاخوان والسلفيين؟
‏**‏ نحن إزاء ثورة قامت علي أساس تطبيق الديمقراطية وهي تعني في أصولها التعددية الحزبية والسماح باختلاف الرؤي والافكار وعدم الحجر علي أي تيارات سياسية‏.‏
وهذا يعني ان التيارات الدينية سيكون لها مكان في ظل هذا النظام الديمقراطي الجديد ولكن التحفظ الوحيد هو أن تثبت هذه التيارات الدينية أنها تعمل وفقا للقانون والدستور وهما المعيار والمحك اللذان سيقاس بهما سلوك هذه القوي في مستقبل الحياة السياسية المصرية‏.‏
‏*‏ وهل تري أن الاخوان المسلمين من اكثر التيارات حاليا قدرة علي الحشد وتنظيم صفوفها؟
‏**‏ كانت هناك مخاوف منذ البداية من ان الفترة التي حددها المجلس العسكري لاجراء انتخابات برلمانية قد لا تسمح للقوي والأحزاب السياسية خاصة انها كانت تعاني حالة ضعف وربما حالة تفكك في صفوفها ولذا فهي تحتاج إلي وقت لتنظيم هذه الصفوف ولتكون قادرة علي خوض انتخابات برلمانية تضمن لها مكانا في البرلمان الجديد‏,‏ وبالطبع فان الاخوان من أكثر التيارات حاليا تنظيما وقدرة علي الحشد وهذه هي المعضلة التي تقابل مستقبل النظام السياسي والبرلماني الجديد في مصر‏.‏
‏*‏ وكيف نواجه مخاطر الثورة المضادة؟
‏**‏ الشواهد بعد‏25‏ يناير خاصة بعد ما تحقق من وحدة الجيش والشعب والإدارة الحكيمة للمجلس الأعلي للقوات المسلحة لهذه المرحلة الانتقالية الدقيقة لم تسعد فلول النظام القديم وقوي الثورة المضادة ومن ثم تسعي لمحاولة افساد هذه العلاقة‏,‏ ولذا ينبغي أن تكون قوي الثورة الحية وفي مقدمتها الشباب علي وعي كامل بهذا المخطط وأن يكونوا علي يقظة كاملة كي لا يسمحوا لعناصر الثورة المضادة بأن تفسد بوجه خاص العلاقة المشرقة التي نسجت في قلب الثورة بين الجيش والشعب المصري‏.‏
‏*‏ وما هو دور المجتمع المدني في نشر الوعي السياسي في هذه المرحلة الدقيقة لمستقبل البلاد؟
‏**‏ سنلاحظ انه في المجتمعات المتقدمة يكون اساس تقدمها وجود مجتمع مدني حي ومشارك بفاعلية في قضايا المجتمعات السياسية داخليا وخارجيا ويتوقف نمو وازدهار المجتمع المدني في أي دولة علي مدي الديمقراطية وطبيعة النظام السياسي الذي يسود بها وبشكل يسمح ولا يعوق نمو عمل هذه المجتمعات المدنية وأتصور أنه في ظل الديمقراطية الجديدة في مصر بعد الثورة فان المجتمع المدني سيكون له مجال اكثر لحرية العمل والمشاركة في عملية البناء الجديد للدولة المصرية وخارجيا سوف يشارك المجتمع المدني ايضا في وضع تصوراته لما ينبغي أن تكون عليه سياسة مصر الخارجية وعلاقتها بالعالم الخارجي وألا نقتصر فقط علي الجانب الرسمي في هذا الشأن‏.‏
‏*‏ وماذا عن دور المجلس المصري للشئون الخارجية في هذا الإطار؟
‏**‏ المجلس أثبت منذ تأسيسه منذ‏11‏ عاما أنه منبر حي للنقاش والحوار حول القضايا السياسية الخارجية والداخلية وأثبت لنفسه مكانة محلية وإقليميه ودولية وأتوقع أن يكون له دور اكبر في المشاركة لخدمة قضايا السياسة الخارجية المصرية مع العالم ومناطقه المختلفة‏.‏
‏*‏ أخيرا ما أهم شيء تحتاج إليه مصر الجديدة حاليا؟
‏**‏ أهم ما تحتاجه هو تحقيق نوع من الوفاق الوطني بين كل القوي والتيارات السياسية المصرية والالتفاف حول الأهداف الأساسية والنهائية للثورة والتي ترتكز علي بناء مصر الفتية المتقدمة الديمقراطية وأود ان أشير إلي أن قانون الأحزاب الجديد رفع كثيرا من القيود والشروط التي كانت تعجيزية بالنسبة لقيام الأحزاب وليس هناك من شك في ان البيئة السياسية الداخلية أصبحت مهيأة لظهور أحزاب نرجو أن تكون متماسكة وقائمة علي أسس سليمة من الديمقراطية والبرامج التي تسهم في مستقبل الحياة السياسية الجديدة في مصر‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.