حسن خلف الله يبدو ان المسئولين في اتحاد الكرة غير مدركين لأهمية السرعة في اختيار مدرب للمنتخب الوطني خلفا لحسن شحاتة, ويلقي بعضهم بتصريحات غريبة تحمل في مضمونها ان الوقت ما زال به متسعا, والهدف هو التأهل الي مونديال2014, فلماذا التعجل والتسرع, وكأنهم يرون أو يعتقدون أن الرأي العام يمكن مغافلته بهذه التصريحات عن الحقائق المريرة التي تؤكد خلافاتهم حول هوية المدرب القادم, ومايترتب عليها من خسائر مادية تصل قيمتها الي3 ملايين من الجنيهات يمكن ان تستفيد بها خزينة الاتحاد في10 ايام فقط من الشهر المقبل بدلا من التضحية بها, ومتجاهلين أن هناك تصفيات لكأس الأمم الافريقية2013 ستبدأ في يناير المقبل وتحتاج الي استغلال المرحلة الحالية للتجهيز لها.. الا اذا كانوا لا يريدون التأهل اليها أيضا!! الحكاية باختصار ودون حتي المقارنة بما فعلته الجزائر سريعا في التعاقد مع الصربي خليلو خلفا لبن شيخة, أن هناك حربا دائرة بين المسئولين داخل مجلس الادارة, فكل منهم ينتقد الاخر من خلال بعض الوسائل الاعلامية ليفشل رغبته لاختيار اسم معين, ولا يهتم أي منهم سوي بالتأكيد من خلال الاعلام بانه الاقوي, وانه هو من سيأتي بالمدرب الجديد لمنتخب مصر, دون التوقف ولو لبرهة أمام الصالح العام أو علي الأقل الحديث عن معايير منطقية لاختيار مدرب لمنتخب الوطن. من المفترض ان يتم اتفاقهم سريعا علي مدير فني لمنتخب مصر, علي العكس من تصريحاتهم الجوفاء والمهلهلة حول التفاوض مع مدرب خلال كأس العالم للشباب المقررة بكولومبيا, فهذا كله كلام يؤكد انهم لا يمتلكون اي استيراتيجية للاختيار, وليس عندهم عشرات السير الذاتية لمدربين كما يعلنون, والا لما تطرقوا للحديث عن مارشيلو ليبي الذي ترك التدريب منذ فترة ومتقاعد حاليا عن هذه المهنه, ولا سيما ان احاديثهم تتركز علي مباراتي سيراليون والنيجر فقط, متغافلين أهميتهما في أمور أخري بعيدا عن حسابات التأهل لكأس الأمم2013, دون التطرق الي وجود مباراة قريبة ضمن أجندة الفيفا للمباريات الودية الدولية, وتحديدا في11 أغسطس المقبل وهناك عرضين لمنتخب مصر للعب وقتها اما مع الصين مقابل مليون جنيه وتذاكر سفر واقامة واشياء أخري مجانية, والعرض الثاني يحمل مبلغا يقارب المليوني جنيه للعب في دورة ودية بالامارات خلال الفترة من8 حتي12 أغسطس, وهو الأقرب للموافقة عليه لأنهم يحبون السفر الي دبي, الي جانب تلك الدعوة للعب وديا مع الكويت قبلها وتحديدا يوم5 أغسطس بمقابل يتجاوز المليون جنيه بقليل, أي انه يمكن لاتحاد الكرة ان يجمع حوالي3 ملايين جنيه من اللعب بالكويت ثم الامارات خلال10 أيام فقط.. أليس ترك هذا المبلغ والتضحية به يعد اهدارا للمال العام في توقيت تلهث فيه كل الهيئات الرياضية لتنمية مواردها!! الحديث عن سرعة اختيار مدير فني للمنتخب الوطني يحمل أسانيدا منطقية أخري في مقدمتها أن الاجندة الدولية في أغسطس الي جانب مباراتي سيراليون والنيجر, بالاضافة الي مباراة أخري ودية دولية في نوفمبر, تعد فرصة جيدة للحكم علي فكر المدرب الجديد لانه سيعمل خلال هذه الفترة دون أية ضغوط عصبية أو حسابات للنقاط وغيرها, بل ويمكنه من التجهيز بشكل جيد وحقيقي يتم خلاله الكثير من التجارب للاعبين قبل الانزلاق في تصفيات كأس الامم في يناير والتي نعلم جميعا أن ظروفها لن تكون سهلة علي الجميع.