يؤكد مجلس إدارة اتحاد الكرة يوما بعد يوم تورطه المستمر في إهدار المال العام, فلم يكتف أعضاؤه بما يثار حول الخسارة التي تسبب فيها لتأخره عاما املا في إجراء مزايدة حقوق رعايته. وإضاعة ما يقارب المائة مليون جنيه علي الكرة المصرية, أو حتي الكلمات الدائرة عن رواتب موظفيه وما يتم دفعه لجلب العناصر المعارضة له للعمل بداخل الاتحاد, وخير دليل علي ذلك ما حدث عند تعيين المدير التنفيذي الحالي للاتحاد, وغيره, بل يصر دائما المسئولون بالاتحاد علي تعمد إهدار المال العام الذي تكشفه الوقائع والأحداث رغم التعتيم الدائم حول ما يفعلونه سرا, لأنه لا يهدف من الأساس للمصلحة العامة!! لقد جاءت خسارة منتخب الناشئين مواليد91 الخميس الماضي أمام السعودية بهدف مقابل لاشيء في بطولة العرب المقامة بالمغرب, وفقدانه فرصته في التأهل للمباراة النهائية, بعد أن كان يكفيه التعادل كي يتأهل أمام فرق حديثة التكوين مقارنة بما أنفق علي هذا الفريق طوال3 سنوات مضت, لتفتح باب التساؤلات والاتهامات لاتحاد الكرة بإهدار المال العام في ظل ما تم صرفه علي هذا المنتخب الذي تم تكوينه منذ عام2008 ولا أحد يعرف ما السبب في هذه البداية المبكرة برغم أن بداية المنافسات الحقيقية والرسمية لهذا المنتخب لن تكون إلا في العام المقبل, وهذا ما يؤكد أن المسئولين في اتحاد الكرة لا يمتلكون أي استراتيجية للعمل, وإنما المسألة تدار بالمجاملات فقط, حيث لعب هذا المنتخب نحو50 مباراة ودية, كلفت الكرة المصرية ملايين الجنيهات بما يتم صرفه علي كل منها من تأجير ملاعب, ونفقات حكام, وانتقالات وخلافه, ناهيك عن مصروفات المعسكرات التي تسبقها, ويعلم الجميع طبيعة الصرف فيها, إلي جانب ما يتقاضاه الجهاز الفني شهريا من رواتب تصل إلي75 ألف جنيه, بخلاف مكافآت الفوز في المباريات الودية البالغة4 آلاف جنيه للفوز علي فريق أجنبي, و2500 جنيه للفوز أمام منافس محلي,.. أليس هذا كله إهدار مال عام علي مدي3 سنوات مضت كفترة طويلة لا نعرف لماذا تم تكوين هذا الفريق خلالها؟! وتزامنت مع أحداث منتخب الناشئين تلك الواقعة الخاصة بسفر مدافع الأهلي ومنتخب الشباب رامي ربيعة إلي كولومبيا مصابا للانضمام لصفوف المنتخب المقبل علي المشاركة بكأس العالم للشباب هناك, في خطأ إداري فادح كلف خزانة اتحاد الكرة كما اتضح أكثر من40 ألف دولار دون فائدة, ما بين حجز تذاكر طيران سافر بها اللاعب إلي كولومبيا, مرورا بمدريد( ترانزيت), واستخراج تأشيرتي مدريد وكولومبيا, وحجز فندق إقامة في مدريد التي استمر بها اللاعب لأكثر من8 ساعات ترانزيت. ولم تتوقف أزمة ربيعة عند هذا الحد من الخسارة المادية, بل كلف اتحاد الكرة10 آلاف دولار إضافية قيمة الغرامة التي دفعها لاستبدال اسم رامي بمحمود علاء لاعب حرس الحدود, أليس هذا إهدارا للمال العام؟! ونأتي لجزئية أخيرة من أشياء كثيرة, وهي تلك المتعلقة بتضحية المسئولين بالاتحاد ب3 ملايين جنيه بسبب الاختلاف علي اختيار مدرب للمنتخب, حيث هناك عرضان للمنتخب للعب مباراتين وديتين بداية الشهر المقبل وخلال توقيت الاجندة الدولية للمباريات الودية, الأولي مع الكويت يوم5 أغسطس بمقابل يتجاوز المليون جنيه بقليل, والعرض الثاني يحمل مبلغا يقارب المليوني جنيه للعب في دورة ودية بالإمارات خلال الفترة من8 حتي12 أغسطس, أي أنه يمكن لاتحاد الكرة أن يجمع نحو3 ملايين جنيه من اللعب بالكويت ثم الإمارات خلال10 أيام فقط, لكن اختلافهم علي اختيار مدرب جديد للمنتخب خلفا لحسن شحاتة يجعلهم لاينظرون لشيء سوي للحرب الدائرة بينهم لإثبات كل منهم قوته للآخر, وأنه هو صاحب القرار في الاختيار, لكن أليس ترك هذا المبلغ والتضحية به تعد إهدارا للمال العام في توقيت تلهث فيه الهيئات الرياضية لتنمية مواردها؟!