انتهت مباريات كأس العالم "ألمانيا 2006" وبدأت الأنظار تتجه نحو جنوب أفريقيا في انتظار كأس العالم المقبل في عام 2010 أي بعد أربع سنوات من الآن ، وبدأت منتخبات العالم تستعد للمونديال القادم ، وبدأ يلح على ذهني سؤال هو هل ستتأهل مصر الى المونديال القادم في 2010 أم لا؟ واذا كانت استعدادت اتحادات الكرة في مختلف بلدان العالم للمونديال القادم سوف تبدأ من الآن ، إلا أن اتحاد كرة القدم المصري بدأ استعدادته لمونديال 2010 منذ ما يقرب من شهرين تقريبا ، فأنا شخصيا أعتقد أن اتحاد كرة القدم المصري قد وضع خطة "غير معلنة" وسرية استعدادا لتأهل منتخب مصر للمونديال القادم ، ورغم أن هذه الخطة سرية مثل "الخلطة السرية" الخاصة بأحد المطاعم الشهيرة ، إلا أنني ومن خلال متابعتي للأحداث الكروية في السنوات الأخيرة ، ومن خلال قربي من مواقع الأحداث بجوار مسئولي الكرة المصرية ، أزعم أنني قد استشفيت هذه الخطة بل وشممت رائحتها التي تفوح وتزكم أنوف من يقترب من مقر الجبلاية. الخطة التي وضعها اتحاد الكرة المصري ببساطة واختصار هي اعداد وتهيئة المدرب البرتغالي نيلو فينجادا لتولي تدريب منتخب مصر في الفترة المقبلة بحيث يكون بديلا جاهزا لخلافة حسن شحاتة ، وذلك في حالة تعثر الأخير في أي وقت. فالمسئولين في اتحاد كرة القدم المصري بل وبعض الجماهير المصرية أيضا غير مقتنعين بوجود شحاتة على رأس الادارة الفنية لمنتخب مصر ، والبعض يرى أنه مدرب محظوظ وأن الأمور "مشيت معاه" في بطولة كأس الأمم الأفريقية بسبب التواجد الجماهيري الرهيب الذي كان يحرك الصخر وأيضا بسبب دعاء الجماهير المصرية ، والدليل على كلامي هو الهجوم الذي تعرض له شحاتة من بعض مسئولي اتحاد الكرة قبل انطلاق البطولة وادعائهم بأن المجلس السابق المعين هو الذي اختار شحاتة وأنه مفروض عليهم بسبب ضيق الوقت ، بل ووصل الأمر إلى تنصل العديد من مسئولي الاتحاد من نتائج المنتخب في البطولة وذلك بعدما تصوروا ان الفشل سوف يلاحقه ، ولكن وبعدما تحقق الانجاز سارعوا إلى نسب هذا الانجاز إلى أنفسهم.
الخطة التي وضعها اتحاد الكرة المصري ببساطة واختصار هي اعداد وتهيئة المدرب البرتغالي نيلو فينجادا لتولي تدريب منتخب مصر في الفترة المقبلة وحتى بعد فوز منتخب مصر بالبطولة تأخروا كثيرا في التجديد مع شحاتة وماطلوا في هذا الأمر إلى أن أصبح التجديد للمعلم مطلب جماهيري وإعلامي لا يمكن رفضه ، وبالتالي تم التجديد له "على مضض" لمدة عامين فقط وليس أربعة حتى المونديال القادم ، وبات المسئولون متربصين لشحاتة وفي انتظار أول اخفاق له حتى يبعدوه عن هذا المنصب. ثم جاء التعاقد مع فينجادا لتدريب المنتخب الأوليمبي ، وهو مدرب قدير وله رؤية فنية مميزة ، إلا أن الأمور التي شهدها التعاقد مع هذا الرجل تؤكد أن "هناك شىء ما" ، فالموافقة على وجود مساعد برتغالي له وتحمل 25 ألف دولار شهريا لهما يعد شيئا مبالغا فيه بالنسبة للمنتخب الأوليمبي ، واختيار جهاز يضم صلاح حسني ومجدي طلبة وعادل المأمور يبدو وكأن الجهاز كله بقيادة فينجادا أكبر من أن يكون مجرد جهاز لمنتخب أوليمبي ، وأعتقد أن تاريخ فينجادا نفسه ، والذي قاد منتخب السعودية الأول منذ أكثر من ست سنوات ، أكبر من أن يكون مدربا لمنتخب أوليمبي إلا إذا كان حدث اتفاق بينه وبين مسئولي اتحاد الكرة بوعده "بترقية" لتدريب المنتخب الأول قريبا. وفي رأيي الشخصي أن تفكير المسئولين في الاتحاد ينصب في استمرار شحاتة مدربا لمنتخب مصر لمدة عامين وتحديدا حتى نهاية مباريات كأس الأمم الأفريقية ، والتي من الوارد جدا أن يحدث فيها اخفاق لمنتخب مصر ، ووقتها يكون فينجادا قد قضى عامين في تدريب المنتخب الأوليمبي وكون فكرة كاملة عن الكرة المصرية وعن لاعبي مصر ، ومن ثم يتولى تدريب منتخب مصر خلفا لشحاتة استعدادا لمونديال 2010 ، خاصة وأن لاعبي المنتخب الأوليمبي الحاليين سيكونوا هم نواة المنتخب الاول في 2010 وهو ما يدعم فرصة فينجادا في الوصول لهذا المنصب. ملحوظة : كل ما ذكرته في هذه المقالة هو رأيي الشخصي ، وهو مجرد تحليل للصورة التي أراها أمامي وكلها مجرد توقعات ولم ترد إلى اي معلومات من أي شخص مسئول حول هذه الأمور ، كما أود أن أشير إلى أن هذه الخطة السرية تعد جيدة ومفيدة لاعداد مدرب جيد لمنتخب مصر بشرط أن تنفذ هذه الخطة فقط في حالة فشل شحاتة في العامين المقبلين ، وليس مجرد "التلكيك له" أو تطفيشه فقط لأن "دمه تقيل" لأنه في هذه الحالة لن يكون مقبولا بالمرة أن تتم إقالة شحاتة عشان خاطر عيون فينجادا.