يتحمل رئيس اتحاد الكرة سمير زاهر، هذه الأيام ضغوطا نفسية عنيفة بسبب قضية التجديد للمدرب حسن شحاتة مديرا فنيا لمنتخب مصر، بعد نجاحه في قيادة المنتخب للفوز بكأس الأمم الأفريقية، ورغم انتهاء عقد شحاتة رسميا بانتهاء البطولة، إلا أن الفوز بكأس الأمم وضع اتحاد الكرة كمسئول عن إدارة اللعبة في حرج أمام الرأي العام والأجهزة الرسمية الأخري، وبينما يميل زاهر لإرضاء الرأي العام والمسئولين في الهيئات السياسية، إلا أن الموقف داخل مجلس إدارة الاتحاد معقد جدا، وهناك لوبي من أغلبية أعضاء الاتحاد يري أن مهمة شحاتة قد انتهت، وأن المرحلة القادمة تحتاج مدربا عالميا أكثر خبرة! ويري أعضاء هذا اللوبي أن أقصي قدرات حسن شحاتة أن ينافس علي كأس الأمم الأفريقية، وأنه قدم أقصي ما لديه بمعاونة الجمهور المصري حتي فاز بالبطولة الأخيرة، ولكن المرحلة القادمة تهدف إلي التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا والحفاظ علي اللقب الأفريقي في البطولة القادمة في غانا عام 2008، وهذه المهمة المزدوجة تحتاج إلي خبرة أكبر، وقد طرح أصحاب هذا الرأي اسم الفرنسي "لومير" المدير الفني الحالي لمنتخب تونس، ومنتخب فرنسا السابق، والذي أبدي موافقة مبدئية علي تدريب منتخب مصر بعد الانتهاء من مهمته مع تونس عقب المونديال القادم في ألمانيا. ويقول الرافضون لشحاتة إنه لا مبرر للتسرع في التجديد لحسن شحاتة لأن المونديال القادم سوف يفرز نخبة هائلة من المدربين يمكن اختيار أحدهم بعد انتهاء البطولة العالمية، وهذا الاختيار في جميع الأحوال سيكون لمدرب له خبرة بالبطولة العالمية وتصفياتها التي سبق أن شارك فيها منتخب مصر وفشل رغم اقتراب الفرصة أكثر من مرة.. بالتالي يمكن التفاوض مع لومير أو غيره من المدربين أصحاب الخبرة العالمية التي يحتاجها منتخب مصر في المرحلة القادمة، حتي يتحقق الهدف البعيد وهو التأهل للمونديال. أمام هذا التضارب، يحاول سمير زاهر أن يحني رأسه للعاصفة حتي تهدأ الضغوط الشديدة عليه والإسراع بالتجديد للجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة، أو أن يقتنع أعضاء اللوبي داخل مجلس الإدارة بأن مونديال 2010 لا يزال بعيدا، وتصفياته لن تبدأ قبل نهاية عام 2008، أي بعد بطولة الأمم الأفريقية القادمة في غانا مما يعني أن التجديد مع شحاتة أمر مناسب لهذه المرحلة، لتفادي إهدار الإمكانات المالية مع مدرب أجنبي باهظ التكاليف قبل المونديال بأربع سنوات كاملة.