الكرامة المصرية هل هناك صلة قرابة بين اللواء أحمد عبد الله محافظ بورسعيد و فرديناند ديليسبس صاحب مشروع حفر قناة السويس ؟! سؤال يتردد في أذهان مثقفي وابناء هذه المدينة المناضلة. نتيجة الحماس غير العادي الذي يبديه المحافظ لإعادة تمثال ديليسبس إلي قاعدته القديمة بمدخل القناة, بعد55 عاما من قيام ابطال بورسعيد بتحطيمه وإزالته دفاعا عن الكرامة المصرية التي لا تسقط بالتقادم ولا تدخل سوق الخصخصة. وقد لا تعرف الأجيال الجديدة قصة إزالة هذا التمثال, التي بدأت مع انسحاب آخر جندي فرنسي وبريطاني من بورسعيد بعد انتصار الإرادة المصرية في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956, عندما فوجئ ابناء المدينة الباسلة بأن المنسحبين قاموا بتغطية التمثال بطبقة من الشحم ولصق العلمين البريطاني والفرنسي علي ذراعه مع وضع بيريه خاص بجنود المظلات الفرنسيين علي رأسه. وتجمع ابناء بورسعيد الذين شعروا بالمهانة من هذا المشهد حول التمثال محاولين اسقاطه لكنهم فشلوا, حتي تدخل بعض ابطال المقاومة الشعبية تحت اشراف قائدهم اليوزباشي سمير غانم ونسفوا قاعدة التمثال بأصابع الديناميت ليسقط آخر شعار للسيطرة الأجنبية في مصر. ومنذ سنوات تحاول بعض الجمعيات الفرنسية إعادة هذا التمثال إلي موقعه في مدخل القناة مرة أخري بزعم أن ذلك سيزيد من تدفق السياحة إلي بورسعيد, وتجاوب مع هذه الدعوة المحافظ الحالي وبعض المنتفعين. وتناسي هؤلاء أن السياحة ترتبط بمجموعة عوامل متشابكة وليس بعودة رموز السيطرة الأجنبية, وإلا فلنعد الأسماء الأجنبية إلي شوارع بورسعيد فنرفع اسم فلسطين ونضع بدلا منه اسم فرانسوا جوزيف, ونزيح اسم مصطفي كامل ليحل محله اسم واجهورن, ونشطب اسم23 يوليو لصالح كتشنر. إن أكثر من120 ألف فلاح مصري ماتوا وهم يحفرون قناة السويس تحت سياط السخرة, وهم أحق بأن نخلد ذكراهم عند مدخل القناة بدلا من هذا الأفاق. المزيد من أعمدة فتحي محمود