من جديد عاد «ديليسبس» ليطارد البورسعيدية في نومهم، ويهدد بشق صفهم وحدوث أزمة كبيرة فيما بينهم نشبت عندما أعلن المهندس عصام الزهيري رئيس لجنة السياحة والإعلام بالمجلس الشعبي المحلي أمام لجنة الثقافة والسياحة والإعلام بمجلس الشعب عن عرض إحدي الجمعيات الفرنسية «جمعية محبي فرديناند ديليسبس» لدفع 50 مليون يورو سنويا مقابل وضع تمثال ديليسبس علي قاعدته في المدخل الشمالي لقناة السويس واقامة حفل سنوي يحضره أوروبيون. هذا العرض لم يكن الأول حيث تكرر طوال العقود السابقة لكنه كان دائما يقابل بالرفض الشعبي لكنه هذه المرة وجد من يؤيده ويقبله في ظل الكساد الاقتصادي الذي يضرب بورسعيد ويجعلها علي شفا غلق أبوابها التجارية. عودة ديليسبس أثارت الخلافات بين مواطني بورسعيد الذين انقسمت مواقفهم ما بين مؤيد ومعارض. ومن المعارضين يرفض «محمد مهران» أحد أبطال معركة الجميل 1956 الفكرة مؤكدا أن ديليسبس أجرم في حق مصر 3 مرات الأولي عندما تسبب في موت 120 ألف مصري كانوا يحفرون القناة والثانية بسرقة القناة لتمليكها لبلده فرنسا ومعهابريطانيا والثالثة عندما غدر بالزعيم أحمد عرابي وأوهمه باستحالة مرور القوات الإنجليزية من القناة. وشدد مهران علي تصديه للمحاولة ومعه أبناء بورسعيد الشرفاء. ويؤكد «إسلام عبدالمجيد» عضو حزب التجمع أنه في حالة وضع التمثال مرة أخري ستنقلب بورسعيد لحروب في الشوارع، وستتم إزالته وتكسيره كما حدث مع تمثال الخديو فؤاد عندما حاول الحي وضعه في ميدان المحكمة بحي بور فؤاد. مستغربا الإلحاح المستمر من جمعية محبي ديليسبس ومقرها فرنسا، وتمثلها في بورسعيد السيدة «فابيان رود ريجس» المستشار الثقافي، والجمعية تمارس ضغوطا علي كل محافظ لبورسعيد وأن الفكرة ليست جديدة وحاول عدد من المحافظين السابقين إعادة وضع التمثال وقوبلت المحاولات برفض شعبي. أما البدري فرغلي عضو مجلس الشعب السابق وهو من أشد المعارضين لاعادة وضع التمثال فيوضح أنه أثناء عضويته في المجلس الشعبي المحلي عام 1979 عرض اللواء السيد سرحان محافظ بورسعيد المشروع ولكن المجلس رفض مضيفا أن المحاولات مستمرة طوال 30 عاما. ولكن أبناء بورسعيد مستعدون للنضال مجددا ضد عودة وضع التمثال الذي يمثل عودة الاستعمار من جديد ولن يسمحوا لنفوذ المستشار الثقافي للجمعية المصرية لنشر الثقافة الفرنسية بالتأثير علي صنع القرار المحلي وسنناضل لوقف هذا التدخل متسائلا :ما معني أن تدفع فرنسا 50 مليون يورو مقابل وضع التمثال؟ وما العائد عليها من ذلك إلا إذا كان هدفها الاستعمار مجددا؟! أما «أحمد عبدالله» أحد المعاصرين لحرب 1956 فيقترح وضع نسخة من التمثال لنصور للعالم كله إن مصر استطاعت تحرير نفسها والنهوض بأبنائها. وعلي العكس من الآراء السابقة يؤيد الدكتور جاسر الشاعر الذي ينتمي للعائلة التي اسقطت التمثال فكرة إعادة وضعه من جديد باعتبار أن كل حقبة تاريخية لها ظروفها وأن عودة التمثال لن تغير شيئا فالميدان أصبح مزارا سياحيا لأهل البلد، والتاريخ لن يمحوه أحد. ويري أن إعادة التمثال ستنعش المدينة اقتصاديا وإعادته لن تعيد الاستعمار مرة أخري. ويري عبدالمنعم الشاعر أحد المناضلين الذين حطموا التمثال بأيديهم أنه كان يرمز للمحتل داخل بلدنا وتحطيمه رد فعل طبيعي لكل ديليسبس موجود في التاريخ شئنا أم أبينا. وإعادته لن تنقص من كرامتنا واستقلالنا، فنحن نريد تجميل البلد وتحسين دخل المواطنين فموقع التمثال الآن تحول إلي موقف لعربات التين الشوكي والذرة فهل هذا أفضل من تحويله لمزار سياحي؟! من جانبه نفي الدكتور مصطفي موسي أمين صندوق الجمعية المصرية لتنمية الثقافة الفرنسية وجود أي صلة للجمعية بالفكرة وأن الفرنسيين أعضاء الجمعية موقفهم واضح، لو كانت إعادة التمثال في صالح بورسعيد فهم يرحبون بذلك مشيرا إلي أن ذلك سيجمل الميدان وينعش السياحة ويجلب مشروعات محيطة به سيعمل بها الكثير من الشباب ويخرجون من طابورالبطالة. وأخيرا يوضح المهندس عادل اللمعي رئيس المجلس المحلي ببورسعيد أن هناك آراء كثيرة مؤيدة لإعادة وضع التمثال وأنه تلقي برقيات عديدة طوال الشهور الثلاثة من مختلف الفئات من أبناء بورسعيد للمطالبة بعودة التمثال، علاوة علي الدعم الإعلامي لإنعاش بورسعيد سياحيا. موضحا أنه جار دراسة المشروع في أروقة المجلس المحلي.