معظم من يكتبون لك هم من سن عمرية تسمح لهم بالحب والزواج ولكن ماذا عمن من بلغ سن الستين.. نعم الستين هل يسقط حقه في الزواج والحب.. دعني أعرفك بنفسي انا سيدة وارملة بلغت الستين ولكن ماذا عن البداية.. فترة مراهقتي كان بها بعض العلاقات البريئة التي لم تتعد كلمات اعجاب أو ابتسامات.. لم أعش الحب كما سمعت عنه.. ثم ارتبطت بزوجي زواج صالونات وانتظرت أن استمتع بالحب معه وللاسف لم أجد منه طوال 53 سنة هي عمر زواجي سوي الجحود والاستهزاء وعدم التقدير.. صبرت علي وضعي رغم عاطفتي الشديدة والتي وجهتها لاولادي حتي كبروا وتزوجوا.. ثم توفي زوجي.. وأنا الآن اطالب بحقي ان اعيش لحظات الحب التي حرمت منها ولم أشعر بها اطلاقا.. انا شخصية رومانسية جدا اشتاق لكلمة حانية.. للمسة يد.. لمشاعر طيبة اريد أن أفرغ طاقتي مع من يقدرني. ولكن ما الوسيلة؟ فكرت في الزواج ولكن من يفكر في الارتباط بمن هي في سني والبحث دائما يكون عن سيدة صغيرة في السن، واذا نظرت لهذه الفكرة لوجدت انها مستحيلة بالنسبة لاولادي، لا أجرؤ علي مصارحتهم بذلك فلهم أوضاعهم الوظيفية والعائلية التي تستبعد تماما فكرة «زواج ماما»، لا تقل لي اتجهي الي الله والصلاة واكثري من قراءة القرآن فأنا أفعل ذلك كثيرا.. ولكن ماذا عن مشاعري كاسانة لم تعش حياتها كما يجب وتريد ان تجد من يحبها وتحبه ويستمع لها في زمن الكل فيه يتكلم ولا أحد يستمع... هل المطلوب أن اجلس بحجرتي انتظارا للموت دون أي بارقة أمل؟ اليس من حقي لحظات من السعادة تعوضني عن سنوات عمري الضائعة؟ هل ذنبي اني تحليت بالصبر علي أوضاعي الزوجية واستحق ما أنا فيه! هل سن الستين بهذه البشاعة والظلم؟ لاياسيدتي العمر ليس له علاقة بالبشاعة والظلم، فهما مرفوضان في أي مرحلة عمرية، وهما مؤلمان إذا أصابا الإنسان في صغره أو كبره. ولن أقول لك تقربي إلي الله بالصلاة وقراءة القرآن وعمل الخير، فعلي الإنسان أن يفعل ذلك وهو منشغل كما هو في فراغ. أما السعادة سيدتي فهي من حقك في كل الأعمار، حتي لو حرمت منها قهرا، فهذا لا يعني أن يدوم الحرمان. حتما كانت هناك أيام سعادة في حياتك علي الأقل بأولادك. أما الآن فأنت بحاجة إلي رفقة، ونس، شريك للحياة. فليس من العيب أن تتزوجني، المهم أن تجدي هذا الشريك، المناسب في العمر والثقافة حتي يكون مقبولا أمام أولادك. قد يكون الأمر صادما في البداية ولكن بالحوار يمكن قبول الفكرة. وحتما هناك من هو في مثل حالتك، وحيد، انشغل أبناؤه عنه، يريد من تشاركه وحدته، يريد من تشاركه وحدته المهم كيف تلتقيان؟. أعتقد أني سأجد من بين أصدقاء »بريد الجمعة« من يتشابه معك في الظروف أو الاحتياج، فإذا كان هذا الأسلوب يناسبك أرجو أن تحددي لي وسيلة الاتصال بك لعرض ما قد يصل إلي. فإذا كانت الفكرة مستحيلة بالنسبة لك وأنت الأدري بظرفك فعليك البحث عن وسائل أخري للسعادة، فأبوابها متعددة، فلا تغلقي الحياة أمام باب واحد فمازلت صغيرة، وأمامك الكثير كي تستمتعي به، فالستين ليس سجنا ولكنها مرحلة جديدة لحياة مختلفة فلا تفتشي فقط علي ما يسرق رضاك وسعادتك وأكثري من سؤال الله والدعاء لنفسك ليهديك سواء السبيل ويرزقك ما ترغبين وتأملين، فما أحلي الأمل من الكريم الرحمن واهب النعم.