مؤسسة الدوحة للأفلام هي مؤسسة سينمائية تنمو بسرعة كبيرة, اسستها دولة قطر العام الماضي بمبادرة من الشيخة المياسة ابنة امير قطر بهدف تطوير السينما العربية وربطها بالسينما العالمية, وتحاول المؤسسة ان تكون مركزا شاملا لصناعة الافلام في المنطقة من خلال عدة انشطة اهمها تمويل الافلام العربية او العالمية ذات البعد العربي, وكذلك التعليم بالاضافة لجهد كبير علي الانترنت من خلال عرض افلام ومناقشات سينمائية وتحليل افلام. وطوال الاسابيع الثلاثة الماضية شاركت كمحاضر في ورشتي عمل نظمتهما مؤسسة الدوحة الاولي بمصر والثانية بقطر, مما اتاح لي فرصة تقييم ادائها واختبار مدي فعاليتها. في البداية عرفت ان المؤسسة دخلت في شراكات مع مؤسسات دولية مرموقة مثل مؤسسة السينما العالمية التي اسسها المخرج الامريكي مارتن سكورسيزي والتي تكرس نشاطها لانقاذ التراث السينمائي عبر ترميم الافلام المهمة من جميع انحاء العالم وشراكة اخري مع مجموعة مايشا التي اسستها المخرجة الهندية العالمية ميرا ناير وهي المعنية بتقديم كتاب ومخرجين صاعدين من شرق افريقيا وجنوب آسيا. ثم الشراكة الكبيرة مع مؤسسة ترابيكا السينمائية الامريكية التي اسسها مع آخرين الممثل الامريكي الكبير روبرت دي نيرو, من ثمارها تأسيس مهرجان ترابيكا الدوحة الذي انطلق عام9002 الذي استطاع خلال عام واحد ان يصبح من اهم المنابر لعرض السينما العربية من خلال مسابقة مخصصة للافلام العربية جوائزها تتجاوز المليون دولار, ويتم المجيء بنخبة من سينمائيي العالم لتحكيم الافلام كان من ضمنهم العام الماضي الممثلة العالمية سلمي حايك. كل ذلك بالاضافة الي البرامج التعليمية خاصة التي يتم التركيز فيها علي تطوير امكانات كتاب السيناريوهات والمخرجين في المنطقة في الوقت الذي تحافظ فيه علي انفتاحها العالمي, الورشة التي شاركت في تدريسها بمصر اسمها( حرر حرر) وهو برنامج مجاني اقيم مع الجامعة الامريكية بالقاهرة يمكن الطلاب من تعلم طرق رواية القصص وانتاج افلام دقيقة واحدة( تصوير ومونتاج) والتمثيل والمساعدة في انتاج افلام بعضهم البعض وتم انتاج ثمانية افلام مستمدة افكارها من الثورة المصرية, وقد اشرفت علي ثلاث منها هي( نص العمي) لسمير عشرة( والطرحة) لمحمد سلامة( وحصار) لاحمد زكريا وقد سعدت كثيرا بالافلام الثلاثة وبموهبة المخرجين وقدرتهم علي التعبير عن روح الثورة في دقيقة واحدة. اما اهم انشطة المؤسسة فهي الخاصة بتمويل السينما العربية التي رصد لها مليون دولار سنويا كمرحلة اولي يتم توزيعها علي ما يقرب من خمسة وعشرين فيلما عربيا تسجيليا وروائيا قصيرا وتجريبيا وروائيا طويلا في مراحل التطوير والانتاج والانهاء والدعاية, ان الايجابيات كثيرة لهذه المؤسسة الوليدة, وانها لن تكون مجرد واجهة خليجية متخمة بالمال لكنها قد تصل الي روح الانسان العربي وتساهم في ترقية ذوقه وفكره معا.