إلي صاحبة رسالة الهروب إلي الله.. أود أن أحييك علي صبرك ووفائك ومعالجتك لمشكلتك التي بها بعض الشبه مع مشكلتي... وثقي تماما في رحمة الله سبحانه وتعالي واعلمي أن ما أنت فيه نعمة, وأيضا قد يمن الله عليك في يوم من الأيام بالذرية الصالحة, فلا تيأسي من رحمة الله. حبيبتي لقد استوقفتني عبارة في رسالتك أعتبرها خلاصة لمضمونها, وما تودين أن تقوليه أيضا للقراء ولصاحبة رسالة الهروب إلي المجهول.. ألا وهي وإذا بزوجي يعود لي من جديد هذا الشخص الذي احببته, ولم آره منذ ثلاث سنوات لطيفا حنونا يربت علي كتفي ليطمئنني ورأيت زوجي بوجهه الحقيقي وحمدت الله ودعوته أن نظل هكذا, وأن يحفظ علينا هذه النعمة. فعلا الحب والمودة والحياة مع زوج حنون نعمة كبري... وياليت كل الرجال الذين قرأت تعليقاتهم سخرية وتهكما علي صاحبات رسائل الكسل العاطفي والحب علي الطريقة التركية والله أحن عليك.. ليتهم يدركون أن أهم شيء, وأفضل نعمة, وما يصون فعلا الحياة الزوجية هو الحنان والحب.. بالحب والعطف من الزوج.. الزوجة أعتبرت نفسها في قمة السعادة رغم حرمانها من الانجاب الذي هو أمل كل امرأة. هل الآن أدرك كل رجل استخف بمشاعر زوجته كيف لها المشاعر أن تغني المرأة عن أجمل حلم في حياتها؟؟ أنا أصدقك تماما لأني عشت جزءا من تجربتك حين اكتشفت صعوبة الانجاب بسبب زوجي وعشنا خمس سنوات بدون اطفال صدقيني كانت من أجمل أيام العمر, فيما بيننا لم يعكر صفوها سوي كلام واسئلة الناس وقلق الأهل لكن حياتنا أنا, وهو الخاصة قمة في السعادة والود والانطلاق, كأننا عشاق, وكل صيف يتصور المصيفون أننا زوجان في شهر العسل... فعلت مثلك ووقفت بجانب زوجي في عمله, ولم أفصح لاحد من أهلي أو أهله أنه السبب حتي لا أجرح مشاعره ووقتها فعلا أدركت أني في نعمة كبري دعوت الله أن يديمها بالرغم من عدم وجود أطفال, وانشغلت بصلة الرحم والأعمال الخيرية, أيضا وكنت أدعو الله ان يرزقني, وكل ما اقابل شخصا صالحا وامرأة صالحة أطلب الدعاء... وأجريت الحقن المجهري مرتين وفشل, وهي فعلا تجربة مؤلمة نفسيا وجسديا وماديا, ولكن أيضا تقرب بين الزوجين أكثر والحمد لله أكرمني الله في المرة الثالثة بابني الذي هو قرة عيني وقرة عين والده.. حفظه الله لنا.. وبعد أن أتي طفلي ادركت فعلا أن ما فعلته الصواب, استمتعت بحياتي فرحت بزوجي, وهو فرح بي خمس سنوات لم اشتك إلا إلي الله في سجودي, وأيضا اشكره علي نعمة الزوج الصالح, وكنت ادعو دائما إذا كان الانجاب فيه خيرا فليرزقني, وكنت من أعماق قلبي راضية عن حياتي, وفعلا عرفت بعد ذلك أن كثيرا من الزوجات اللاتي عندهن اولاد وينقصهن الحب والمشاعر في بيوتهن كن يحسدنني علي علاقتي بزوجي... وفعلا بعد انجاب طفلي عرفت ان اهتمامي به ابعدني عن زوجي حتي أني اشتاق لجلسة واحدة من جلساتنا في الماضي واتذكر وأتمني من الله أن يحفظ لنا ابننا. أيها الرجال بعد كم الرسائل التي وصلت أتمني من الله أن تهتموا بمشاعر زوجاتكم فهي اساس الاسرة السعيدة المترابطة, وليس المال أو الاولاد...