الشهداء يسكنون , أما نحن فلازلنا نكتوى بنارهذه الحياة .. فمن يحزن على من ؟! انهم هناك بيد خالقهم ينعمون بجنته ورحمته ..واصطفاءه لهم ليصبحوا عنده فى نعيمه بعد لحظة فارقة قدموا أنفسهم خلالها فداءاً لغيرهم ,ومدافعين أيضاًعن أرضهم وشرفهم وكرامتهم .. قدموا "الموت النبيل " على الحياة دون كرامة , أما البعض الآخر منهم فقد اختارهم الله بنفسه ليصبحوا رفقاءاً لهم . فمن اذن يحزن على من ؟! هذا السؤال سألته لنفسى مراراً وتكراراً عندما أرى وأسمع هؤلاء الذين يتحدثون عن دماء الشهداء التى يجب ألا تذهب هباءاً .. وبين طيات هذه الدعوة يطرح فصيل من هؤلاء روءاه وأفكاره , وفى داخلها يبحث عن تحقيق لأهدافه فى معركة تقسيم "تورتة المصالح السياسية " فيما بعد ثورة يناير. للأسف الكثير من هؤلاء لازال ينبش فى قبور الشهداء الذين قدموا دماءهم اما طوعاً ايماناً بقضيتهم أو قدراً باختيار من الله لهم .. ليس حزناً , وكدراً وهماً على سقوط أرواحهم وسيل دماءهم .. ولكن لأغراض سياسية تصل الى حد الشخصية فى بعض الأحيان .. أما مصلحة الوطن والعمل على احتواء محنته الراهنة التى يمر بها فهذا سيأتى فى وقته , ولو استغرق ذلك سنوات وسنوات .. لايهم !! أنى على يقين أن هؤلاء الشهداء الأبرار لو كان بيدهم لتحدثوا الآن ولقالوا لنا : لاتنظروا نحونا أو خلفكم بل الى أمامكم فدماءنا – لاتقلقوا – لم تضع هباءاً شاء البعض أم أبى .. فهانحن الآن فى دار الخلد والأمن بيد الواحد الذى لاظلم عنده ولاهوان .. لامواربة لديه ولاابتزاز .. لو كان بيدهم لقالوا لنا شهداءنا : اعملوا .. شدوا أزركم .. ابنوا بلدكم , ودعوا يد الله عبر " قضاءه "فى الأرض يأخذ ثأركم ممن ظلمكم ..لا تتوقفوا كثيراً عندهم فهم لايستحقون ذلك .. لاتبقوهم ظالمين لكم مثلما كانوا دائماً وهم فى سلطانهم .. ثم لا تجعلوهم أكثر ظلماً لكم عنما تتوقف حياتكم ونماءكم فى انتظار التشفى فيهم و" الفُرجة " عليهم داخل جدران محبسهم ..! لو كان بيد شهداءنا لقالوا لنا : أنتم فى دار الشقاء فاجعلوها بالخير والحب والعمل والتآخى جسراً للوصول الينا هنا فى الجنة الحقيقية .. فهل تسمعوننا ياأهل مصر المزيد من مقالات حسين الزناتى