العمل فريضة وعبادة وقيمة وعزة وشرف والبطالة أحد العوامل المؤثرة في الأزمات, ومن الموجبات الشرعية أن يسعي المسلم لإيجاد فرصة عمل للحصول علي الكسب الطيب لعمارة الأرض ولعبادة الله, وحتي لا يكون عالة علي والديه أو علي المجتمع. وفي هذا الخصوص يقدم الدكتور حسين شحاته أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر- مجموعة من الوصايا الشرعية إلي الباحثين عن العمل من خريجي المدارس والمعاهد والجامعات ونحوها للاسترشاد بها عند الخروج إلي الواقع العملي بحثا عن فرصة عمل حلال, من أهمها: أن يكون البحث عن العمل المشروع الحلال الطيب النافع, حتي يكون الكسب حلالا وطيبا يعين علي عمارة الأرض والمساهمة في التنمية الشاملة. ويضاف إلي ذلك ضرورة تجنب الأعمال غير المشروعة والتي بها شبهات الحرام والخبائث, حتي ولو كان الكسب منها كبيرا, فلا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث, ولابد من تخير الأسباب والأساليب والمسالك المشروعة عند البحث عن العمل, وفقا للقاعدة الشرعية: مشروعية الغاية ومشروعية الوسيلة, فمن اتقي الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. وأضاف أن الباحث عن العمل عليه أن يبادر بإعادة تأهيل نفسه علميا وعمليا ليتناسب مع سوق العمل حتي ولو كان العمل المتوقع بعيدا عن مؤهلك, ولا تقعد انتظارا لفرصة العمل التي تراها مناسبة. وحث الدكتور شحاتة علي المشي في مناكب الأرض بحثا عن فرصة العمل المشروعة الطيبة, فمن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة مع الالتزام بالقيم الإيمانية والمثل الأخلاقية لأن ذلك من موجبات استنزال البركة. ودعا إلي الإقدام والإبداع في العمل, فالمسلم يجب أن يكون في الريادة, ونموذجا عمليا يقتدي به ويكون داعيا إلي الله بعمله, وعليه أيضا أن يحرص علي استخدام أساليب التقنية الحديثة في العمل, فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها, كما أن ذلك من أساليب تجويد الأداء, فإن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملا يتقنه, ومهم أيضا أن يحرص المسلم علي تنمية كفاءته الفنية من خلال اكتساب الخبرة من رؤسائه في العمل, ومن خلال الاشتراك في الدورات التدريبية النافعة فإن هذا من موجبات التطوير والتقدم إلي الأحسن. ولابد من الدوام علي تجديد النية من أن هذا العمل ابتغاء وجه الله, لتطهر ما علق بالعمل من مخالفات شرعية, فالاستغفار من موجبات البركة في الرزق