انسحبت سحابة ثورة يناير الماضى على الفن كما انسحبت ظلالها على كل نواحى الحياة فى مصر.. و لكنه و للاسف ظلال سوداء تكاد تهدد صناعة الفن فى مصر.. تلك الصناعة التى تصنع عناصر القوة الناعمة المصرية و التى تاثرت بها كل انواع الفنون فى العالم العربى.. فبعد نجاح الثورة أطلق مجموعة من الشباب المشارك والمؤيد لثورة 25 يناير حملة على موقع "فيس بوك" والمنتديات الأخرى، تدعو لمقاطعة الفنانين الذين أدانوا الثورة أو لم يعلنوا احترامهم لحق الشعب المصري في التظاهر. وتطالب الدعوة الشعب المصري والعربي مقاطعة أعمال هؤلاء الفنانين مدى الحياة، وتأتي رداً على تصريحات وصفها القائمون على الحملة بالمستفزة أدانت التظاهر السلمي، وانحازت بشكل واضح للنظام الحاكم. وكما كان هناك عدد من الفنانين قد شاركوا في التظاهرات ورحّبوا بها، وتضامنوا مع مطالبها منذ اليوم الأول للثورة الشعبية التي انطلقت يوم 25 يناير من ميدان مصطفى محمود، وكان يقف في مقدمة تلك الصفوف مجموعة من الفنانين، رفضوا أن يظلوا في بيوتهم تاركين الشباب يواجهون مصيراً مجهولاً، هؤلاء أتوا للمشاركة في صنع تلك اللحظات المصيرية، كان بينهم خالد الصاوي، وخالد النبوي، وعمرو واكد، واخرون ، هؤلاء شاركوا مع شباب ثورة الغضب ليس بصفتهم نجوما أو فنانين، ولكن بصفتهم مواطنين مصريين, لهم نفس مطالب الشباب، يهتفون نفس الهتافات التي تطالب بضرورة التغيير.... وعلى الجانب الاخر كان هناك عدد اخر من الفنانين يهتفون للرئيس مبارك و يطالبونه بعدم التنحى و هذا حقهم . المشكلة الحقيقية ليست فى تصنيف المواقف السياسية للفنانين فالفن هو احد اجنحة الديمقراطية و الحرية و لكن المسكلة هى الركود الذى اصاب و سوف يصيب و بعنف العملية الفنية بكل اطرافها من مبدعين و نقاد بل وجمهور فالتحدى الاكبر امام المبدعين الان هو كيفية استعادة المزاج العام للجماهير التى باتت عازفة عن متابعة الاعمال الفنية و انصب اهتمامها على متابعة البرامج الاخبارية التى تقدم لهم دراما سياسية طازجة على مدار الاربع و عشرين ساعة.. هذا بالاضافة الى ان نجومية مذيعى برامج التوك شو اصبحت تنافس و بشدة نجومية اهل الفن و قد بات ذلك واضحا من خلال الحزن العميق الذى اصاب مشاهدى التليفزيون بعد اختفاء محمود سعد و خيرى رمضان من على الشاشة . ان التحدى امام اهل الفن رهيب و كبير و يفرض عليهم ان يتجاوزا خلافاتهم السياسية و يتركوها لاهل السياسة... عليهم ان يقدموا افضل ما لديهم حتى يستعيدوا الجمهور مرة اخرى... عليهم ان يذكروا الجمهور بان الفن الهادف كان احد اسباب انطلاق ثورة يناير المباركة... من ينسى ابداعات وحيد حامد عن الفساد بداية من اللعب مع الكبار و حتى طيور الظلام... من ينسى تشريح الفساد السياسى فى فيلم معالى الوزير هذا هو التحدى الكبير... الا ينسى اهل الفن انهم فنانين المزيد من مقالات وسام أبوالعطا