المتأمل في حياة شهاب الدين عمر السهروردي( بتشديد السين وسكون الهاء) يجد العجب العجاب فهذا الرجل كان من كبار المتصوفة في زمانه ومن أفقه علماء عصره بأمور الدين والفلسفة والمنطق والحكمة ويسمي مذهبه الذي عرف به( حكمة الإشراق). وله ديوان شعري من أروع ما كتب في العشق الإلهي يكفيه من ذلك قصيدته التي مطلعها( أبدا تحن إليكم الأرواح, ووصالكم ريحانها والراح.. وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم.. وإلي بهاء جمالكم ترتاح).. وفيها البيت الشهير.( فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم.. إن التشبه بالكرام فلاح).. أما العجب العجاب الذي قصدته في البداية فهو أن هذا الإمام الشاعر العالم المتصوف قتل بأمر السلطان صلاح الدين الأيوبي!! لماذا؟.. لأن البعض نسبوا إليه فساد المعتقد ودسوا له عند صلاح الدين فتوهم أنه يفتن ابنه بالكفر والخروج عن الدين فأمر بقتله في قلعة حلب وهذا عقاب من يسبق عصره بأفكار أكبر من آفاق أهل زمانه!!