أستاذ فن النحت الإنجليزي هنري مور يقام له حاليا معرض استعادي لأعماله في متحف النحات الفرنسي رودان, ويضم المعرض150 من المنحوتات النموذجية النادرة, و50 من رسومه الأصلية, كما أعيد في المعرض بناء نسخة طبق الأصل من محترف الفنان البريطاني يضم عناصر مستلهمة من المفاصل الخشبية لجذوع الأشجار وسيقانها والعظام البشرية والحصي النهرية والبحرية. ومعلم النحت البريطاني هنري مور من مواليد كاستيلفورد عام1929, اكتسب شعبية واسعة في بريطانيا في أعقاب الحرب العالمية الأولي وازدادت شعبيته في بينالي فينسيا لدورة عام1948 عندما حصد الجائزة الأولي عالميا في النحت, وصار في عام1967 عضوا في الأكاديمية البريطانية حتي توفي عام1986, وقد انتشرت أعماله النحتية في لندن ونيويورك وهونج كونج, وكانت بداية شهرته مع رسوماته للمترو في لندن, أما تيمته الفنية في النحت فكانت تحفل بالجسد الإنساني وخاصة النساء المضطجعات مع استخدام العناصر الطبيعية مثل حصي الشواطئ وصخور الجبال وعقود الأشجار في استمرار لتكعيبية بيكاسو الذي التفت أجساده الأنثوية والتحمت مع الصخور الساحلية وقمم الجبال, وكان مور يدعو دائما إلي تأمل حصاة الشواطئ التي نحتتها المياه عبر مئات السنين وكأنها أزالت عنها الطبقات السطحية وأظهرت جوهرها الأساسي ولعل هذا ما يفسر احتواء محترفه علي مئات الرسوم والعناصر الطبيعية لحصي متقعر الشكل, وعظام نخرة وكأنه أراد أن يعود إلي رحم الطبيعة وأحضانها ولذلك أيضا كان يعرض أعماله في الهواء الطلق ووسط الطبيعة حتي تحتك بعناصر الطبيعة.