أقيم مؤخرا بمركز سعد زغلول الثقافي2 شارع سعد زغلول بجوار ضريح سعد معرض بعنوان' منحوتات معاصرة, والمعرض يشارك فيه أربع وأربعون نحاتا مصريا منهم صلاح حماد, مصطفي الرزاز, إيهاب اللبان, حاتم الشافعي, ليلي سليمان, شمس القرنفلي. أحمد قرعلي, أميمه إبراهيم, ساركيس طوسونيان, طارق الكومي, عصام درويش, هاني فيصل, هشام عبد الله, وسامية عبد المنصف. وقد قام الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية بافتتاح المعرض, وهو بشكل عام يقدم رؤية شديدة الرقي والجمال للنحت المصري المعاصر, حيث تنوعت الخامات والأساليب والمدارس الفنية التي ظهرت في هذا المعرض, فنجد في المعرض بعض الخامات النحتية التقليدية مثل الأحجار باختلاف أنواعها والخشب والمعدن والطين والبوليستر, كما يضم خامات أخري جديدة علي النحت المصري مثل الزجاج والشرائح المعدنية والأسلاك المعدنية, أما فيما يخص التشكيلات التي قدمها الفنانون فقد تنوعت بين الأشكال التجريدية التعبيرية والكلاسيكية بالإضافة لبعض الأشكال التراثية. كما تميز المعرض باختلاف أجيال الفنانين المشاركين فيه واختلاف خلفياتهم الثقافية والفنية, حيث للتمثال قيمة لها اعتبارها في المكون الثقافي المصري يشير إلي ذلك اعتماد الشعب المصري تمثال نهضة مصر كرمز لنهوض الشخصية المصرية واكتتاب الأمة لتشييده في النصف الأول من القرن الماضي هذا الحدث يعبر عن مدي ما كان لأطياف الشعب المصري من استنارة واحتفاء بفن النحت واعتراف بقيمة التمثال. فأصبح محمود مختار رمزا يمثل مكانة بارزة في قلب الثقافة المصرية. وهذا الولع ليس وليد هذه الحادثة, فولع المصريين بفن النحت يسبق ذلك فهو يعود إلي عمق التاريخ المصري القديم حيث كان النحت باعتباره نشاطا فنيا, والتمثال باعتباره نتاجا لهذا النشاط وجزءا من العقيدة, وكان له من الرواج والأهمية ما جعله يرتبط بالآلهة والملوك, وصولا إلي اعتباره مسكنا بديلا ومرشدا للروح في حالة فساد الجسد في رحلة الحياة الأخري, فضلا عن ارتباطه بالسحر والاعتقاد في سطوته علي الأعداء واعتباره مع العمارة علامة تطور حضاري. هذه المقدمة كتبها طارق مأمون مدير مركز سعد زغلول الثقافي في تقديمه للمعرض, ولا يسعنا في هذا المقام أن نتعرض لكل الفنانين العارضين ونكتفي بتقديم للفنان د. صلاح حماد.. النحات الفنان صلاح حماد أحد الأعمدة الراسخة التي تقوم عليها حركة النحت المصري المعاصر, فأسلوبه يتميز بصياغاته النحتية الحديثة المتألقة المستلهمة من عناصر الطبيعة والتراث ليكتشف روح الخامة وجوهرها وهو يستمع لأدق همساتها ففي الكتلة النحتية الضخمة التي يتعامل معها في أي خامة مثلا مثل رخام الجلالة فهو يبدع من خلالها تشكيل يغلب عليه التجريد والفكرة الفلسفية في صياغات حديثة متألقة تنساب فيه الخطوط والمنحنيات من أعلي إلي أسفل في رقة ورشاقة مع تأكيد إبراز الملامس وإيقاعاتها مع مراعاة البعد المنظوري والظل والنور في تناغم قوي بين الكتلة والفراغ. وصلاح حماد من مواليد الشرقية حصل علي بكالوريوس كلية التربية الفنية بجامعة حلوان عام1968 م, ودبلوم الدراسات العليا بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان عام1991 م, قام بالتدريس بكلية التربية النوعية ثم تركها للسفر للقيام بجائزة الدولة للإبداع, وهو حاليا نحات متفرغ. أقام الفنان صلاح حماد العديد من المعارض الخاصة منذ1991 م, بالقاعة المستديرة بنقابة الفنانين التشكيليين ومجمع الفنون بالزمالك وأكاديمية الفنون بروما ومدينة اسبيلو بإيطاليا, وبالقاعة المستديرة بمدينة سوليفتيو بالسويد, وبالمركز الثقافي المصري بروما, ومجمع الفنون بالزمالك, وبمدينة ديوربخ المانيا. أما الجوائز الدولية فقد حصل علي جائزة الدولة للإبداع الفني بروما1992, وللفنان مقتنيات خاصة لدي الأفراد بمصر وإيطاليا والسويد وفيتنام وفرنسا والمانيا واليونان وتركيا, أما المقتنيات الرسمية فتوجد في متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة ومتحف فن النحت المفتوح بأسوان( في الهواء الطلق), ومتحف الفن الحديث بمدينة بيتراسانتا إيطاليا, ودار الأوبرا المصرية, وقاعة المؤتمرات, والأكاديمية المصرية بروما, والمركز الثقافي المصري بروما.