تلاقي ثلاثة أجيال من نحاتي مصر الذين أسهموا في تطور فن النحت المصري المعاصر في معرض بعنوان "ثلاثية الأبعاد" بقاعة (الأيام) بمتحف طه حسين، ثلاثة أجيال باختلاف ثقافتهم وخبراتهم وتقنياتهم، مما جعل المعرض اشبه بحاله حوار فني بين الأجيال وتبادل للخبرات سواء كانت حوارية أو بصرية، حيث جيل الأساتذة وجيل الوسط اللذين كانا من الأسباب الرئيسية لانتعاش فن النحت في السنوات العشر الأخيرة، بأفكارهم وأساليبهم وتقنياتهم الجديدة، والذين أطلق عليهم "جيل الحجر والسمبوزيومات"، هؤلاء الفنانون قد تجلوا بأفكارهم وعروضهم بقوة في دول كثيرة من العالم من خلال السمبوزيومات التي شاركوا فيها وأثبتوا أنهم جديرون بالاحترام والتقدير، بالإضافة إلي جيل الشباب الذي يحمل علي عاتقه راية فن النحت في المستقبل، ضم المعرض "46" عملاً نحتياً من خامتي الحجر والبرونز»ل"23" نحاتاً، هم نخبة منتقاة من النحاتين المبدعين والمعروفين في الوسط الفني بتميزهم ومحاولاتهم اللامنتهية في التعامل مع الخامات المختلفة، حيث يتميز كل نحات بفكره وتقنيته الخاصة التي تميزه، وأسلوبه الذي عرف به، ومنهم: جابر حجازي طارق زبادي صلاح حماد سعيد بدر عصام درويش حسن كامل ساركيس طوسنياس هشام عبدالله محمد عمر طوسون احمد عبدالفتاح أمير الليثي حاتم الشافعي فيفيان البتانوني حنان الزيني شمس القرنفلي. يقول الفنان محمد اللبان مدير قاعة (الأيام ): كل فنان يقدم أعمالاً جديدة تعرض لأول مرة، وهذا ما نسعي إليه دائما،ً حيث نختار الفنانين والأعمال المعروضة بعناية شديدة حتي لا يكون المعرض من المعارض النمطية التي لا تضيف شيء للمتلقي ومتذوقي الفن، حتي يأخذ المتلقي في النهاية وجبة فنية متنوعة وغير نمطية، خصوصاً وأننا في مصر نملك كل المقومات الفنية من فنانين كبار ومستوي فني متميز يمكننا من القيام بهذا الدور. وأضاف اللبان: أري أن مثل هذا الحوار الفني سيؤدي إلي إزالة أي فجوه بين جيل الشباب والأجيال التي سبقته، كما سيؤدي إلي الارتقاء بالمستوي الثقافي والتقني والفكري في كل مجالات الفن بصفة عامة، وفي مجال النحت بصفة خاصة، بالاضافة إلي أن القاعة قامت في هذا المعرض بتجربة جديدة، حيث عرضت أعمالا كبيرة خارجها، والذي يعتبر أول تنسيق لعرض الأعمال داخل القاعة وخارجها، وذلك لكسر طريقة العرض النمطي.