ازدادت سخونة السباق الرئاسي الأمريكي أمس مع الكشف عن نتائج مجموعة من استطلاعات الرأي رسمت صورة كئيبة للمعسكر الديمقراطي الذي تراجعت شعبية قائده الرئيس الأمريكي باراك أوباما بينما تحدثت الأرقام عن بزوغ نجم جديد للجمهوريين هو الملياردير دونالد ترامب. فقد كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه شبكة سي.إن.إن الإخبارية الأمريكية عن تراجع ملحوظ في شعبية أوباما الذي اطلق لتوه حملة إعادة انتخابه في 2012 وأوضح الاستطلاع أن48% من الأمريكيين أعربوا عن عدم رضاهم عن أداء الرئيس الديمقراطي, في مقابل45% أعلنوا عكس ذلك. في الوقت نفسه, أظهر استطلاع أجراه معهد ماك كلاتشي- ماريست الأمريكي لدراسات الجمهور أن44% من الناخبين أكدوا عدم رغبتهم في التصويت لأوباما عام2012 تحت أي ظرف في مقابل37% أعلنوا نيتهم التصويت له. وبينما يستمر نزيف النقاط لأوباما, حصد الملياردير دونالد ترامب مزيدا من الأصوات المحتملة, حتي أن عددا من المسئولين الجمهوريين أطلقوا علي ترامب حصان الجمهوريين الأسود فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة راسمونسن الأمريكية أن أوباما سيحصل علي49% من أصوات الناخبين مقابل34% لترامب إذا ما أجريت الانتخابات في الوقت الحالي. وكان ترامب قد تفوق علي كل المرشحين الجمهوريين المحتملين في استطلاعات الرأي التي أجريت لتصفية مرشحي الحزب حيث أظهر استطلاع أجري بين الجمهوريين وحدهم أن ترامب حظي بدعم26% من الأصوات, بينما حصل مايكل هاكابي وهو مرشح اليمين الديني المتطرف علي17%, وحصل ميت رومني حاكم ولاية ماساتشوسيتس الأسبق وأحد كبار مستثمري وول ستريت علي15%, وحصل رئيس مجلس النواب الأسبق نيوت جينجريتش المعروف بمواقفه المحافظة علي11%, وحصلت الجميلة سارة بيلين المرشحة السابقة لشغل موقع نائب الرئيس علي8% فقط. ووصف تفوق ترامب علي كل المرشحين الجمهوريين الآخرين بأنه مفاجأة لم يحسب لها الديمقراطيون أو الجمهوريون أي حساب. ويوجه ترامب حملاته إلي إدارة أوباما من زوايا مختلفة, وعرف بتبنيه مقولات مفرطة في غرابتها وخروجها عن المألوف مثل دعوته للاستيلاء علي حقول البترول الليبية. ويخشي المعلقون علي تطورات الساحة الانتخابية الأمريكية من أن يدخل ترامب الانتخابات كمرشح مستقل ليصبح عنصرا مفسدا لحسابات السباق علي نحو ما كان عليه الحال حين رشح رالف نادر نفسه في سباق عام2000 فانتزع حصة من الأصوات من كفة المرشح الديمقراطي آل جور علي نحو مكن الرئيس السابق جورج بوش من الفوز بفارق ضئيل. وكان ترامب قد ركب موجة المشككين في أحقية أوباما دستوريا لشغل موقع الرئيس بسبب ما يثار عن مكان ولادته وعن كون والده يحمل الجنسية الكينية. وشن المرشح حملة مكثفة علي ما وصفه بالتخبط في تحديد جنسية الرئيس وعجز أوباما عن إظهار الأدلة التي تبرهن علي استحقاقه الدستوري لأن يصبح رئيسا. ورد أوباما علي حملة ترامب بقوله لقد ولدت في هاواي وليست لي قرون تجعلني كائنا غريبا. علي صعيد آخر, أكد الرئيس الأمريكي أوباما أمس أن البحث عن الطاقة المتجددة يعد البديل لأسعار البنزين المرتفعة, وقال في خطابه الإذاعي الأسبوعي: بدلا من الاستثمار في مصادر طاقة الأمس, يجب أن نستثمر في مصادر طاقة الغد, داعيا إلي إنهاء الدعم السنوي الذي يقدر ب4 مليارات دولار لشركات البترول والغاز.