اشرقت شمس شهر أغسطس من عام1945 علي سيتسوكو تاكاهاشي وهي مازالت بعد طفلة في الحادية عشرة من عمرها تعيش في اطراف مدينة هيروشيما اليابانية, أما نابورو تاساكي من مدينة ناجاساكيفكان طفلا لم يتعد عمره العام ونصف العام فقط.لم تمر سوي ايام قليلة حتي تحولا الي معجزتين تمشيان علي الأرض, فقد كانا من ال'هيباكوشا'أي المحظوظين الذين نجوا من القنبلتين الذريتين اللتين ألقتهما الولاياتالمتحدة علي المدينتين اليابانيتين في نهايات الحرب العالمية الثانية. ومؤخرا جاءا مع7 من زملائهم ووقفوا في احدي القاعات بجوار ميدان التحرير لعرض تجربتهم الأليمة, محذرين من خطورة السلاح النووي في العالم بوجه عام وفي الشرق الأوسط علي وجه الخصوص,وموجهين دعوة لإنجاح المؤتمر الخاص بإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط والمأمول عقده في عام.2012 وكان المجلس المصري للشئون الخارجية وجمعية الباجواش المصري برئاسة السفير محمد شاكر وبالتعاون مع السفير نبيل فهمي عميد كلية الشئون الدولية بالجامعة الأمريكية, قد استضافا9 من ال'هيباكوشا'الذين اتوا في زيارة لمصر في اطار جولة عالمية يقومون بها علي متن سفينة السلام حاملين شعار إبحار عالمي من أجل عالم خال من السلاح النووي. وقد اثارت سيتسوكو تاكاهاشي شجون الحضور في ظل روايتها لما شهدته وما مرت به من أحداث عند قصف مدينة هيروشيما بالقنبلة الذرية في صباح يوم6 أغسطس عام1945 وخلال الأيام التالية. فعلي الرغم من وجودها في منزل يبعد مسافة10 كيلومترات عن قلب الانفجار فإنها شاهدت ضوءا شديدا مبهرا تحول الي اللون الأحمر المتوهج قبل ان تجتاح المكان رياح حارة شديدة مصحوبة بارتجاجة قوية في الهواء دفعت بجسدها الصغير نحو الحائط قبل ان يحل ظلام جراء انتشار دخان شديد السواد في الجو ثم شاهدت ومضة ضوء مبهرة وسط الدخان قبل ان ينتهي كل شئ. ثم روت ما شهدته في المساء عندما ظل ضوء النيران المشتعلة في مباني المدينة يشق ظلمة الليل وكيف وجدت صفا طويلا من ابناء المدينة وهم يغادرونها سيرا علي الأقدام لايستر اجسادهم المحترقة سوي اثمال محترقة بالية وبدت وجوههم الذاهلة الصامتة مثل وجوه الأشباح.وروت في حزن كيف ظلت تتابع لشهر كامل صفوفا من سيارات النقل وهي تنقل أكوام من الجثث المحترقة خارج المدينة!! وفي النهاية أكدت سيتسوكو تاكاهاشي ان استمرار الخطر النووي يمكن ان يقضي علي البشرية وأن الأمل في النجاة معقود علي جهود المنظمات غير الحكومية. أما نابورو تاساكي أحد الناجين من قصف مدينة ناجاساكي بالقنبلة الذرية فقد أشار الي ان القنبلة الذرية قضت علي150 الف شخص في هيروشيما وعلي70 الف في ناجاساكي منبها الي آثار الإشعاع المستمرة حتي اليوم والتي تتسبب في وفاة الكثيرين جراء الإصابة بالأورام السرطانية. وأشار نابورو الي أهمية إقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط أسوة بخمس مناطق خالية من السلاح النووي في العالم..'انه الحل الوحيد لأن تعيش شعوب تلك المنطقة في سلام دائم'. ووجه نابورو دعوة الي كل من اسرائيل وايران بالتوقف عن الاستمرار في أي برامج تتعلق بالتسلح النووي منوها الي اهمية وضع نظام للرقابة والتفتيش الذي يعد دعامة أساسية لأي منطقة خالية من السلاح النووي..'فمطالبة إسرائيل بنزع السلاح النووي تعد مدخلا من المداخل,ولكن لنزع سلاح نووي من دولة مثل إسرائيل يجب ان تكون هناك خطوات سلمية مصاحبة لتجعلها في غير حاجة للسلاح النووي'. وقال تعليقا علي حادث فوكوشيما النووي:'علينا البحث عن وسائل آمنة بديلة لتوليد الطاقة بدلا من الطاقة النووية'. أما كاواساكي أكيرا من اللجنة التنفيذية للرحلة فتحدث عن المشروع الذي يرتكز علي تقديم الناجين من القنبلة الذرية شهادتهم وهي شهادة مجرب لشعوب العالم عن بشاعة استخدام السلاح النووي والمطالبة بمنع انتشار اسلحة الدمار الشامل. وأكد اكيرا ان سفينة السلام ومن خلال ابحارها في الشرق الأوسط وتوقفها بكل من اليونان وتركيا قبل رسوها في مصر شهدت نقاشات جادة بين خبراء من مصر ولبنان والأردن وسويسرا واليونان وإسرائيل واليابان بالإضافة لممثل عن الأممالمتحدة. وتوصل الجميع الي أهمية مشاركة كل من اسرائيل وايران وتحملهما مسئوليتهما فيالمؤتمر الخاص بإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط والمأمول عقده في عام.2012 كما توصلوا الي أهمية وضع تعريف دقيق للمنطقة الخالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وسبل تأمين الدول المشاركة في تلك المنطقة وسبل مراقبة ومتابعة والتفتيش علي المواد الخطرة. السفير محمد شاكر اشار الي محاولات إسرائيل للمراوغة والتهرب من مسئوليتها تجاه قضية السلاح النووي في المنطقة في ظل تمسكها بعدم الانضمام لمعاهدة عدم انتشار السلاح النووي. السفير نبيل فهمي اشار الي ان مسئولية إقامة منطقة خالية من السلاح النووي بالشرق الأوسط لا تنحصر في اسرائيل وايران فقط بل هي مسئولية كافة الأطراف الدولية الموقعة علي معاهدة عدم انتشار السلاح النووي وحذر من تأخر الأداء فيما يتعلق بالإعداد للمؤتمر علي مستوي الدولة.