برغم أن لجنة تقصي الحقائق حول ضحايا ثورة25 يناير رصدت أعداد الشهداء والمصابين بنحو685 شهيدا و5500 مصاب ومن المنتظر زيادة العدد لوجود نحو500 مفقود, لكن التقرير الذي أعدته اللجنة المشكلة من المنظمة المصرية ومجلس حقوق الانسان. لا يكفي لحصول أهالي الشهداء أو أحد من المصابين علي التعويضات التي أعلنتها وزارة المالية وحددت لها7 شروط منها تحرير شهادة الوفاة أو الإصابة بمعرفة سكرتير التحقيق وتحت إشراف رئيس العلم الجنائي بالنيابة, لكن حتي الآن ووفق ما صرح به د.محمد معيط مساعد وزير المالية فإنه لم يتلق من النيابة العامة أيا من هذه الشهادات وبمجرد تلقيها سوف يصرف لذوي الشأن المعاش الاستثنائي1500 جنيه للورثة الشرعيين وهم بالترتيب الأبناء والوالدين والاخوة الاشقاء وتصرف مكافأة قدرها الف جنيه في حالة عدم وجود مستحقين. والمطلوب الآن لحل هذه المشكلة هو انشاء صندوق وطني للتعويضات بأمر من النائب العام يقوم عليه مجموعة من شيوخ القضاء وشخصيات عامة ويمول من أحد الحسابات التي تنكشف كل يوم بملايين الدولارات والجنيهات ويصرف لهؤلاء المتضررين ما يعينهم علي مصيبة الموت وكارثة المرض والعجز والموت رحمة وراحة بتعبير أحد الاباء. وأمام مكتب النائب العام كان الزحام شديدا حتي في الطرقات وقوات الجيش كانت فوق السلالم المؤدية لمكتبه لفض مظاهرة للآباء والأمهات وبعد ساعات من الانتظار بادرني مصدر مسئول بمكتب النائب العام قائلا كم تتوقعين لصرف المعاشات؟ أجبت: بحد أدني6 أشهر من الان قال: امهلينا اسبوعين! قلت: الناس تعاني مصيبتين مصيبة الموت والثانية حياتهم المرتبكة مع ظروف استثنائية في كل شيء. أجاب: علينا أيضا اثبات الحقوق وايصالها لأصحابها لان بعض البلطجية اعتدوا علي اطباء مطالبين بإثبات حالات وفاة, لكننا سنوقع عقوبات رادعة علي من تسول له نفسه ذلك. سألني عضو المجلس القومي لحقوق الانسان السابق, فقال إن مصر التي تكرم الغرباء من القادمين اليها يجب عليها ان تسارع بتكريم هؤاء الشهداء بالقصاص لهم وتعويض أسرهم وكذلك كل من اصيبوا بالعجز ورعاية ذويهم ومن يعولونهم. ظروف استثنائية أما المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا فتري ان مكتب النائب العام يواجه مصاعب جمة وتحقيقات عديدة وان ما حدث للمصابين والشهداء والمفقودين بهذا الكم يحتاج فحص كل حالة, ويجب انشاء صندوق قومي يمول من مصادر الأموال التي تكتشف يوميا ويقوم عليه مجموعة أمناء من شيوخ القضاء ومن رجال العمل العام المشهود لهم بمواجهة هذه الاحتياجات اليومية واللحظية للمصابين ولذويهم. ويقول د. طلعت عبد القوي نائب رئيس الاتحاد العام للجمعيات ان الاتحاد ممثلا لوزارة التضامن ومؤسسة الزكاة قام بإنشاء صندوق للتكافل الوطني لهذا الغرض وان مؤسسة الزكاة وعدت بإيداع مليون جنيه في الصندوق كوديعة مع فتح حساب خاص ببنك البركة وبنك مصر أمام مسجد الفتح وسوف يقوم الصندوق بفحص الحالات كل علي حدة وتوجيه الدعم المادي لاصحابها عندما تأتي أموال للصندوق. وتقول د.هدي بدران رئيسة رابطة المرأة العربية انني أرصد تباطؤا وتلكؤا من أجهزة الدولة ليس للتعويض ولكن لدعم هذه الأسر التي تعاني من مصاب لا يحتمل وكل هذه الصيحات والنداءات وما تكتبه الصحف من قصص تدمي القلب الا قشرة علي السطح ومهما قدمت الجمعيات الأهلية من مساعدات واعانات فإنها لا تذكر أمام المطالب الكثيرة. السيدة سحر الببلاوي المستشارة الإعلامية لجمعية مصر الخير تري ان تضافر الجمعيات الأهلية في خدماتها لهؤلاء المصابين يمكن ان يكون بديلا مؤقتا حتي تتم الاجراءات الحكومية للتعويض وذلك في مشروعات صغيرة كقروض منتهية أو سداد ديون عن الاسر أو تجهيز البنات أو شراء بقرة أو جاموسة لسكان الريف, لكن تبقي يد الدولة هي العون الأكبر لهؤلاء. أما عبد العظيم المغربي نائب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب فيري انه يجب علي المجتمع المدني ان ينظم لذويهم مجموعة من الخدمات الاجتماعية أسوة بالمحاربين القدامي مثل مجانية تعليم أبنائهم, أو حق العلاج المجاني والكارنيه المجاني في المواصلات وتخليد اسمائهم باطلاقها علي شارع أو مدرسة أو مركز شباب أو مستشفي وألا تكون لحظات تعاطف وتهدأ ولكن لابد من استمرارية الرعاية الاجتماعية لهم. معظم الحالات المصابة بالمستشفيات حاليا يرقدون بالعناية المركزة وليلتها لاتقل عن ألفي جنيه وهذا فوق طاقة أي أسرة, اضافة لأن العناية المركزة لدينا لا تعالج وتبقي فقط علي استقرار الحالة حتي الموت لذلك نطالب مستشفيات الشرطة والقوات المسلحة بالمساعدة في علاجهم. قصص الشهداء قالت أخت الشهيد ابراهيم شبانة جامعي ومحترم أغلقت في وجهه أبواب الوظيفة الحكومية فمارس الأعمال الحرة وحلم بمستقبل مريح وعادل لأبنائه, يخفف عن كاهله احساس قهر النظام السابق لمستقبله وقدراته.. دائم الوصاية لي ومن حوله علي أطفاله الثلاثة, موعده كان28 يناير قتله ضابط قسم شرطة طنطا بشارع الجلاء بثلاث رصاصات في الصدر وحمل لمستشفي المنشاوي حمل في الهوجة ككل الجثث والقتلي علي عربات الكارو.. ومات, أبناء أخي المتفوقون بدراستهم لا يصدقون رحيله وأنا لا أصدق معاناتهم من الإهمال والبيروقراطية فمضي شهران علي الموت ولديهم جينات العزة والكرامة الموروثة منه تمنعهم التسول أو قبول الاعانة, ندائي للدكتور سمير رضوان استعجال الاجراءات. نوال عبد الواحد.. وجه مصري رائع البهجة حولته هموم بطالة الزوج للطلاق وعاشت ببناتها الاربع وولدها الوحيد وفي شقة أسرتها وبعد شقاء وصبر السنين ويأس المحاولات في ان توظف واحدة منهن قررت الخروج ودعت كبيرتها وأوصتها بإخواتها وقوت البنات علي دفن الأم الشهيدة ولكن مصطفي لم يتحمل الصدمة أصيب بانهيار عصبي وبقايا أسرة الشهيدة مع بناتها لا يقوون علي تكاليف العلاج التي يعلم جميعنا غلاء أسعاره. محمد عثمان عبد ربه33 سنة سائق ميكروباص وعائل لأسرة ركن سيارته ونزل ليسعف مصابا بطلق ناري في صدره بمنطقة العجمي بمساكن طلعت مصطفي فأرداه القناص بطلق ناري في رأسه فسقط علي الأرض هو والمصاب الذي ينقذه. الشهيد أحمد يسري عبد البصير27 عاما مات28 يناير جمعة الغضب, ونشرت الأهرام صورته ظل شهرا كاملا لم يتعرف عليه أحد لان اهله اعتادوا غيابه, إما معتقلا من أجهزة الأمن وإما باحثا عن فرص عمل بأجر بسيط يعين أسرته علي الحياة بالقاهرة وكما أقر والداه انه بعد كل فترة بطالة أو اعتقال يزداد اصرارا علي تغيير الظلم الجاسم في البلاد بالثورة. الشهيد المبتسم حصل محمد فريد ابن الشرقية علي دبلوم فني صناعي وعمل بكل المهن ليعين أسرته ونفسه ثم استدان وسافر لايطاليا بحثا عن وضع أفضل ولكنه عاد بمرارة كل الشباب الذين يعانون من اهدار كرامتهم في الغربة والعمل الشاق وقال مصر أولي بجهدي كما تقول زوجته, حيث كان قوي العزيمة وشديد الارادة يعمل بلا ملل من أجل رعاية أولاده وأربع بنات إخوته ووالديه, خرج يوم25 يناير معلنا ان الظلم سينقشع ونور الحرية سيضيء ويوم2/2 أصيب برصاصة في صدره يوم موقعة الجمال وظل فاقدا للوعي حتي توفي مساء الجمعة 11/2 ليلة تنحي الرئيس. بعد بحث ليلة الجمعة كله ومنتصف السبت عدت ثانية لمستشفي سيد جلال طلبت من الممرض ان يفتح الثلاجة, تحبس الدموع وتكمل لحم مرمي علي الأرض ملوش صاحب بحثت عن شريف زينهم38 سنة وأب لأربع بنات وزوجة لا تعمل, وكان اخر ما قام به زيارتي بعد أقل من24 ساعة من وداعه طلب من اخيه ان يصور مكان اصابته رصاصة في القلب لا توجد أي سجلات توضح الحالات الداخلة ولا الخارجة دفنته بدون تصريح ولم استخرج شهادة الوفاة الا بعد عشرة أيام, نار رصاصته تشتعل في صدري كالحريق حسبنا الله ونعم الوكيل. كريم أحمد فيصل17 سنة مصاب ب9 رصاصات مطاطية5 في الرأس و3 في الكتف وواحدة في الفخذ مازالت رصاصاته بجسده, يتخوف الاطباء من اخراجها لاصابته بمرض الهيموفيليا, وعدم تجلط دمائه لتوقف نزيف مدرعة الشرطة التي دهسته. ويعاني أحمد غريب36 سنة من تجلط بأحد الشرايين الرئيسية المغذية للمخ تم علاجه بمبادرة من زملائه علي شبكة الانترنت بمستشفيين خاصين وبالتبرعات يسعون لنقله لسويسرا لاتمام علاجه. ومن المقطم ربة بيت أم لأربعة زوجي مسجون بسجن ديمو بالفيوم في وصل أمانة, فأجرته لا تكفي6 أفواه تبقي عليه3 شهور ويخرج, اتصلوا بي قالوا زوجك في مستشفي الفيوم العام استخرجوا الرصاصة من فخذه ووضغوا له شريحة تثبيت, حكي لي ان سجانه فتح الزنزانة وقال اخرجوا, تلكأ صديقه الذي قضي25 عاما بالسجن وبقي له شهر يريد ان يكمله فأردوه قتيلا وعندما انحني عليه ينقذه أصابه الرصاص في فخذه.. يبكي بغزارة زميل سجنه وكسره وألمه كل يوم يأخذ حقنة ب83 جنيها لا أستطيع توفيرها أعدته للسجن حتي لا يسجل انه هارب ويعالجوه. لجأت لجمعية مصر الخير منحوني3 آلاف جنيه أدور لهم عن لقمة عيش أتمني ان يخرج سليما ومعافيا. مصر الخير هنا أسجل المبادرة الطيبة لجمعية مصر الخير التي تابعت أكثر من ألف حالة كما يقول اللواء ممدوح قطب مدير الحالات الانسانية بالجمعية, حيث ان غالبيتهم كما يوصف شباب بين18 و35 عاما وان هول الصدمة والاصابة مع الربكة العامة حيث ان ميدان التحرير كان ممثلا بكل محافظات الجمهورية تقريبا وكان تتالي الأحداث بسرعة شديدة مع غياب وسائل المواصلات وحظر التجوال من الاسباب المؤدية لتدهور كثير من الحالات وبالتالي كان الخط الساخن بين المواطنين والجمعية وسيلة لحركة المندوبين بسيارات الجمعية لمساعدة كثير من الحالات علي أرضها مباشرة.