مراجعة النظام الانتخابي(2) من أجل تجنب العيوب في النظام الفردي لجأت بعض الدول إلي تطبيق نظام التمثيل النسبي الذي يعتمد علي القوائم الحزبية, فبالإضافة إلي تجنبه عيوب النظام الفردي يتميز هذا النظام بتشجيع الأحزاب علي تقديم قوائم تتصف بالتنوع بهدف استمالة فئات مختلفة من الناخبين إلا أن هذا النظام لا يخلو من بعض العيوب( خاصة عندما يطبق منفردا) أهمها حرمان المستقلين من المشاركة السياسية. لذلك تطبق بعض الدول نظاما مختلطا بين النظامين( الفردي والنسبي) بهدف الجمع بين مميزات كل منهما وهناك أكثر من طريقة لتطبيقه أبسطها النظام المتوازيparallelsystem( يطبق في اليابان وكوريا الجنوبية وأرمينيا والفلبين وتايلاند وغينيا) الذي يقوم علي تخصيص قسم من مقاعد البرلمان للانتخاب الفردي وقسم آخر للتمثيل النسبي وتختلف النسبة المخصصة لكل من القسمين من دولة إلي أخري( في اليابان مثلا40% للنسبي و60% للفردي) وعادة لا يتم تمثيل أي حزب إذا حصل علي حد أدني معين كنسبة من إجمالي الأصوات. يمكن تطبيق هذا النظام في مصر بسهولة بإعطاء الناخب ورقتين للتصويت إحداهما لانتخاب نائب عن دائرته( للمقاعد الفردية) والأخري لانتخاب القائمة الحزبية التي يؤيدها مع السماح له بالامتناع عن التصويت لأي من الأحزاب إن لم يكن يؤيد أيا منها ولتحقيق تكافؤ الفرص والتقليل من شدة المنافسة في الدوائر الانتخابية ينبغي أن لا يسمح للمرشح بالجمع بين الترشح للمقاعد الفردية ومقاعد التمثيل النسبي. ربما يفضل البعض الحفاظ علي التوزيع الجغرافي الحالي للدوائر الانتخابية لأسباب إدارية وهذا يمكن أن يتحقق أيضا إن تم تطبيق النظام المتوازي بتحويل المقاعد المخصصة لكوتة المرأة والعشرة المعينين من الرئيس في مجلس الشعب إلي مقاعد تمثيل نسبي بالقوائم الحزبية. انتهت رسالة المهندس مصطفي فرحات التي انتقيتها من مئات الرسائل كنموذج لروح الرغبة في المشاركة... وأهلا بكل رأي حر!
خير الكلام: لا خير في الصدق إلا مع الوفاء! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله