شهد العالم بالخارج قبل الداخل الإقبال علي أداء الواجب الوطني بالاستفتاء علي مواد الدستور. الاقبال الذي لم تشهد مصر له مثيلا من يوم أن بدأت الحياة النيابية في العصر الحديث. وهو ما كذب جهابذة التحليل السياسي من رموز العصر البائد بأن المصريين لم ينضجوا بعد لتناسبهم الديمقراطية, كما قال رئيس الوزراء الأسبق. وان المواطن المصري مشغول بلقمة العيش ولا يشارك في الانتخابات التي لم يحضرها سوي من5% إلي01% من تعداد الناخبين الذين لهم حق الانتخاب. ولكن التفسير الصحيح هو ان العقل الجمعي للشعب المصري قال للنظام الفاسد بإختصار شديد نحن كنا نقاطع التمثيلية الهزلية التي كانت تسمي انتخابات لأننا نعلم انكم نظام فاسد وغير موافقين عليه ولن نشارك في فسادكم او نقبله. وكذلك السنوات الطويلة المملة التي قتلت فيها بحثا عملية إعداد كشوف الناخبين ومن يحق له الانتخاب. وكيفية الحصول علي بطاقة انتخابية صالحة في مكان الاقامة. وتطهير جداول الانتخابات من أسماء المتوفين. كل هذه العراقيل حسمت في لحظات باستعمال الرقم القومي وهو ما أظهر سوء نية القائمين علي انتخابات العصر البائد لتسهل لهم التلاعب في نتيجتها. وهو ما رفضته مصر وشعبها, في الاستفتاء علي مواد الدستور كانت اللجان امتدادا للمظهر الحضاري لثورة يناير ولم تحدث فيها أي حوادث بالرغم من طول الطوابير وطول فترة الانتظار للرجال والنساء علي حد سواء في مرآة اظهرت حقيقة معدن الشعب المصري بكل طبقاته. ومصر لها توقيتها الخاص والعبقري, متي تتحرك ومتي تنتظر ومتي تحركت مصر فهي تدهش العالم في كل مرة وكنزها الاول هو الانسان المصري, ولا يهم اسم القائد الذي تضعه الاقدار في تحرك مصر سواء كان احمس أو بيبرس او صلاح الدين أو السادات, ولكن القاسم المشترك الاعظم هو الانسان المصري. المهم ان الناس في مصر رفضت الفساد ورموزه. ونحتاج إلي ثورة اقتصادية إنتاجية غير تقليدية في الصناعة والزراعة حتي تتعافي مصر من عصور الفساد الذي أمرضها. ولكن يظل الانسان المصري هو جوهر القضية ولب الامل الذي نراهن عليه ونربح. المزيد من مقالات محمود عبد العزيز