من يعرف تاريخ عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين سيدرك علي الفور كم كان ضد جمود الأزهر الشريف, أقدم مسجد جامع في العالم الإسلامي, وكذلك من يعرف تاريخ الإمام محمد عبده( ابن البحيرة) سيعرف أن الرجل كان من أوائل من نادوا بإصلاح الأزهر, وسيعرف أيضا أن دعوته لإصلاح اللغة العربية جاءت من خوفه عليها من العمائم ويقصد رجال الدين الجامدين الذين كانوا يملأون الأزهر الشريف! إن ما فعله الشيخ أحمد الطيب الآن هو دعوته لعودة هيئة كبار العلماء, ثم أن يكون منصب شيخ الأزهر بالانتخاب جعل الكثيرين يتمنون عودة الدور الإسلامي الكبير للأزهر الشريف.. ذلك الدور الذي كان فيه الأزهر مؤسسة إسلامية ترأسه يوما الشيخ التونسي المتمصر الخضر حسين!! ولاشك أن الذي وضع الشيخ الطيب في مكانه مدي الحياة الرئيس السابق, مفضلا إياه عن الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية برغم أن الأخير قدم الكثير من الفتاوي أشهرها فتوي رضاعة الكبير!! وكذلك فتوي السحابة السوداء التي تخدم النظام من أوسع الأبواب!.. أقول لو أحسن شيخ الأزهر صنعا لقدم استقالته, ولو أراد أن يدخل التاريخ لما تردد لحظة في تقديم الاستقالة وأبعد مستشاريه عنه لأنهم يمثلون حائط صد.. يحول دون رؤية شيخ الأزهر أو مناقشته, ولو فكر هذا الرجل مليا فيما نقوله له لأدرك علي الفور أن مستشاريه يعملون لصالح أنفسهم ولا يتردد بعضهم في التجسس عليه! أن يكون دور شيخ الأزهر هو أن يهيب بالمواطنين الكف عن التظاهر لأن ذلك ضد مصر! وكأن التظاهر حق لسكان محافظته فقط الذين دفع بعضهم دفعا لكي ينادوا ببقائه.. أما الأخطر أنه يقول للناس كسابقيه: إني أعلم ما لا تعلمون.. فأنتم لا تفهمون.. وعندما ذهب شيخ الأزهر الي قرية صول لتبويس اللحي إنما فعل ذلك أسوة بشيخ الأزهر السابق د. محمد سيد طنطاوي.. وكأن منصب شيخ الأزهر لتبادل التبويس ثم للتعامل مع الشعب علي أنه قاصر.. ووحده الشيخ الطيب ومستشاروه هم الذين يعرفون! لقد فتح البعض النيران علي شيخ الأزهر واتهموه باستغلال منصبه لدفع رواتب خيالية لمستشاريه من صندوق الزكاة!, ولأول مرة نجد شيخ الأزهر يدافع عن نفسه في حديث كاد يقسم فيه أن شيئا من ذلك لم يحدث! مع أن صندوقي الزكاة والتبرعات مخصصان للانفاق علي الفقراء والأيتام وتجديد المعاهد.. إلا أن شيخ الأزهر أحمد الطيب خص مستشاريه بمنح منهما كما أنه استغل تبعية الصندوقين له وأنفق منهما ما يغطي رحلته العلاجية الي فرنسا دون أنننسي مساعدته لابنه الذي يعمل مهندسا وزاره ومكث معه في فرنسا لعدة أسابيع, وكان الرئيس السابق حسني مبارك يعلم بذلك ويباركه! إن شيخ الأزهر أحمد الطيب من مخلفات النظام السابق وكان حريا به أن يستقيل لأنه شغل هذا المنصب بأمر من الرئيس السابق, كذلك دخل في العمامة والكاكولا بأمر رئاسي مع أن الكثيرين قد اعتادوا أن يرونه في الملابس المدنية عندما كان رئيسا لجامعة الأزهر بالتعيين أيضا. ألا فليعلم الجميع أن مصر قبل يوم52 يناير غير مصر بعد هذا التاريخ, ولعل أهم شيء هو أن التعيين فكر ولي زمانه وانتهي.. وأن الانتخاب الذي نجح فيه المصريون ووقفوا طوابير, وكأنها طوابير الخبز, قد سجلوا في الاستفتاء أول أمس أنهم نجحوا فيما فشل فيه الآخرون! لقد طويت صفحة كان يقرأها رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف, وهي أن الديمقراطية قد خلقت لشعب آخر غير الشعب المصري. ألا فليعلم شيخ الأزهر أن شباب التحرير يريدون عودة للأزهر الشريف لكن بالانتخاب وليس بالتعيين! وأن دور الأزهر الإسلامي مازال شاغرا لكن لن يعيده الي سابق عهده غير الشباب الذي فجر الثورة, والذي لم يجد شيخ الأزهر الحالي سوي النصائح الفارغة لكي يقدمها لهذا الشباب الثائر.. لذلك نطالب بأن يكون هذا المقعد بالانتخاب.. ومن ثم علي شيخ الأزهر أن يرحل الآن قبل الغد لأن الوثائق الرسمية ستلاحقه! الساكت عن الحق.. أعرف جيدا في الحكومة الحالية, حكومة الدكتور عصام شرف, ثلاثة من الوزراء.. الأول وهو وزير التربية والتعليم( د. أحمد جمال موسي) والثاني د. فتحي البرادعي محافظ دمياط السابق, الذي حول كورنيش دمياط ومدينة رأس البر وألسنتها المختلفة الي جنات في الأرض.. أما الثالث فهو الدكتور أحمد حسن البرعي الذي كان مستشارا ثقافيا في باريس وقت أن كنت طالبا في باريس.. وأشهد أن الثلاثة وطنيون الي أقصي درجة وسوف يقدم ثلاثتهم أفضل ما يعرفونه كعلماء في الوزارات التي يعملون بها. لقد وجه لي الأديب وعضو اتحاد الكتاب في شربين فرج مجاهد دعوة لزيارة مكتبة عامة تقع فوق أحد المساجد في قرية دنجواي.. أقسم أنها لا توجد في المركز, وتحمل اسم الدكتور عبداللطيف الحديدي, وقد أشرفت علي تأسيسها بآلاف الكتب زوجة الراحل الدكتور الحديدي, فقط المسجد والمكتبة التي تقع فوقه مفتوحة للجميع من القراء. لقد أثبت الاستفتاء علي التعديلات الدستورية أول أمس أن الناخبين المصريين علي قدر المسئولية التي وضعها فيهم المجلس الأعلي للقوات المسلحة والذي يؤمن بأن عهدا جديدا سوف يكتبه المصريون بوعيهم! الاعتداء علي الأراضي الزراعية أصبح عادة يدمنها الكثيرون في محافظات مصر ومحافظة الدقهلية علي وجه الخصوص, وعلي المجلس العسكري أن يتدخل ومثلما هناك اتجاه بدفع أحمد عز وشركاه ما نهبوه.. أود أن يقوم المجلس العسكري بدوره فيحدد سعر الأرض المسروقة ويطلب من أصحابها الشراء, لأن الأرض الزراعية التي سرقها البعض وبنوا فيها المنشآت لم نسمع أنها عادت من قبل. المزيد من مقالات د. سعيد اللاوندي