قالت مصادر مقربة من وزير الأوقاف السابق حمود الهتار إنه قدم استقالته احتجاجا علي أعمال البلطجة وقمع المحتجين والمتظاهرين في حين ذكرت مصادر شبه رسمية أن إقالته جاءت علي خلفية اتهامه في قضايا فساد. كذلك مخالفات مالية وإدارية واختلاسات حدثت في بعثات الحج وقضايا لها صلة بأراضي ومباني الوقف . وكشفت مصادر سياسية يمنية عن أن السلطة والمعارضة يتدارسان حاليا مبادرة جديدة لحل الأزمة السياسية القائمة وتجنيب البلاد الانزلاق نحو الفتنة, وذلك من خلال عدة خطوات إجرائية حددتها المبادرة لانتقال السلطة. تتضمن المبادرة المكونة من خمسة بنود تشكيل حكومة وحدة وطنية يرأسها شخصية معارضة يتم الاتفاق عليها, علي أن تتولي هذه الحكومة الإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية ضمن فترة لا تتجاوز العام فضلا عن إعداد دستور جديد للبلاد يعتمد النظام البرلماني عبر لجنة وطنية, في مدة لا تزيد علي40 يوما. وفي غضون ذلك, أقال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وزير الأوقاف والإرشاد حمود الهتار وعين بدلا منه وزير الشباب السابق حمود عباد, كما عين عارف الزوكا القيادي في حزب المؤتمر وزيرا للشباب والرياضة في تغيير وزاري مفاجئ. وفي الوقت نفسه طلب وزير الصحة العامة والسكان اليمني الدكتور عبد الكريم يحيي راصع من ممثل منظمة الصحة العالمية بصنعاء الدكتور غلام بوبال رباني إيفاد خبراء من المكتب الإقليمي للمنظمة من أجل الفحص والتحري بشأن ادعاء استخدام غاز الخردل لفض الاشتباكات وأعمال الشغب التي وقعت بين المتظاهرين ومجموعة من المواطنين المقيمين بالمناطق المحيطة بجامعة صنعاء أمس الأول. وفي رسالة وجهها الوزير اليمني للمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية سلمها لممثلها باليمن, حدد الخبراء المطلوب إيفادهم بخبير في مجال الطب الشرعي والسموم وخبير في مجال أمراض الأعصاب. ومن جهة أخري, اطلع الوزير الممثل المقيم للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بصنعاء براتيبا مهتا علي محتوي التقرير الصادر عن اللجنة الطبية المشكلة لفحص القنابل المستخدمة لتفريق أعمال الشغب التي حدثت جوار جامعة صنعاء والذي أكد عدم وجود أية مواد ضارة وأن القنابل الدخانية المستخدمة هي من القنابل المسموح باستخدامها دوليا لمكافحة أعمال الشغب. ميدانيا أصيب أمس بمحافظة مأرب العميد ناجي بن علي الزايدي بجراح خطيرة في الرقبة بينما سقط ما لا يقل عن15 متظاهرا بجراح مختلفة عندما حاول معتصمو ساحة التغيير بمأرب الوصول الي مبني المحافظة. وقالت مصادر محلية أن المئات من المتظاهرين توجهوا صباحا صوب مبني المحافظة مرددين شعارات مناهضة للنظام, قابلهم الأمن العام والمركزي بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع, مما أدي الي سقوط عدد منهم بعضهم حالته حرجة.