قبل فوات الأوان! لا أحد يريد للدولة أن تكشر عن أنيابها مثلما فعلت ثورة23 يوليو عام1952 لكي تغلق الطريق أمام أي احتمالات لنشر الفوضي... وأيضا لا أحد يريد للدولة أن يفسر البعض سماحتها وإصرارها علي ترسيخ روح جديدة. كإحدي ثمار ثورة25 يناير2011 علي أنه ضوء أخضر يسمح بتجاوز الخطوط الحمراء فيما يتعلق بأمن وسلامة واستقرار الوطن والمواطنين. ولا أحد يتمني أن تتكرر بعض أخطاء ثورة يوليو التي انتقصت من رصيد إنجازاتها عندما توسعت في فتح ملفات الإقصاء والتشويه لكل ما كان قائما قبل23 يوليو...1952 وأيضا لا أحد يرضي بغلق كل ملفات الحساب والمساءلة عما سبق ثورة25 يناير عام2011 بشرط أن يتم ذلك بعيدا عن نزعات التشفي والانتقام وتحت أفضل ظروف العدالة التي يوفرها حكم القانون. إنني أخشي من ابتعاد دفة الثورة عن هدفها الأساسي وهو إصلاح وتصحيح المسار الوطني طبقا للشعارات البريئة التي ارتفعت في اليوم الأول قائلة بصدق الرغبة في' التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية' ثم تطورت في الأيام التالية إلي المطالبة بضرورة' إسقاط النظام'.. لكن الولوج بعد ذلك بوعي أو بدون وعي باتجاه' سقوط الدولة' هو الخطر بعينه ليس علي الثورة ودماء شهدائها فقط وإنما علي حاضر ومستقبل هذا الوطن. لقد قامت الثورة لكي تعيد التماسك للبناء الاجتماعي وتضخ الدماء في شرايين الحياة السياسية.. وهو مايتطلب عودة الانتظام الكامل لدولاب العمل في مواقع الانتاج والمؤسسات الخدمية والأمنية المنوط بها حماية ورعاية مصالح المواطنين. إن عقارب الساعة لن تعود إلي الوراء وبمقدورنا أن نعوض كل ما فات ولكن بشرط ألا نتباطأ ثم نكتشف بعد ذلك أن الوقت قد فات! خير الكلام: رب ساع مبصر في سعيه.. أخطأ التوفيق فيما طلبه! [email protected]