عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلماوي:البلد كانت في‮ أزمة‮ والحل كان ثورة
نشر في الوفد يوم 24 - 02 - 2011

»‬توقف المرور تماما في‮ ميدان التحرير،‮ فأصيب قلب المدينة بالشلل الكامل‮« هكذا رأت‮ »‬ضحي‮« بطلة رواية‮ »‬أجنحة الفراشة‮« للكاتب الكبير محمد سلماوي
‮ والتي‮ تنبأ فيها باندلاع ثورة شعبية من جراء سياسات نظام مبارك‮ »‬ضحي‮« في‮ الرواية تحاول عبور ميدان التحرير في‮ طريقها للمطار،‮ لكنها وجدت فيه‮ »‬قوات الأمن المركزي‮ تقف كالحائط المنيع‮« وهو الذي‮ حدث‮ يوم‮ 25‮ يناير وما بعده حتي‮ أحكم الثوار قبضتهم علي‮ الميدان حتي‮ رحيل مبارك‮. وسمعت وهي‮ خلف زجاج سيارتها‮ »‬الأصوات التي‮ كانت تتهايج من خلف كردون الأمن المصمت‮: »‬غير‮ غير الدستور قبل ما نكشف المستور‮« و‮» التصويت باطل باطل‮ .. والشباب عاطل عاطل‮« .‬
وهي‮ هتافات لا تختلف كثيرا عن تلك التي‮ رددت وعلت في‮ ميدان التحرير فيما بعد أيام ثورة‮ يناير‮ . الرواية قرأت إلي‮ حد بعيد الأحداث‮ ،‮ وتشابكت خطوطها الدرامية مع معطيات الواقع‮.‬
سلماوي‮ في‮ »‬أجنحة الفراشة‮« تنبأ أيضا بوسائل إعلان الثورة والدفع في‮ اتجاه حدوثها،‮ حيث قال إن وسائل الاتصال الحديثة‮ »‬رسائل‮ S.M.S‮« الفيسبوك ستكون هي‮ الشرارة الأولي‮ للثورة‮ .. وقد كان‮ »‬إنه خيال الكاتب الذي‮ يسبق كما‮ يقال دائما مجريات الواقع وأحداثه ذهبت إليه في‮ مكتبه بالأهرام،‮ تلاحظ من جلسته أنه دقيق إلي‮ أبعد حد،‮ ومنظم علي‮ عكس ما هو شائع عن المبدعين بصورة مدهشة‮. قلت له‮: تنادي‮ ثورة‮ 25‮ يناير بمطالب طالبت بها ثورة‮ 23‮ يوليو مثل العدالة الاجتماعية والحرية والقضاء علي‮ الفساد لذلك نسأل ما هو الذي‮ يتعين عمله حتي‮ تتحقق هذه المطالب دون الانتظار لما‮ يقرب من‮ 60‮ سنة أخري‮ لتأتي‮ ثورة تطالب بنفس المطالب ؟ فقال‮:
‮** أولاً‮: لولا ثورة‮ 23‮ يوليو‮ 1952،‮ ما كانت ثورة‮ 25‮ يناير‮ 2011،‮ أو بمعني‮ أدق ما كانت قامت تلك الثورة‮ .‬
‮* بمعني‮ ؟
‮** بمعني‮ أن ثورة‮ 23‮ يوليو،‮ لو أن الوضع الذي‮ كان سائداً‮ في‮ مصر قبل‮ 23‮ يوليو‮ ،‮ كان هو الموجود في‮ 2011‮ ،‮ كان سيصعب جداً‮ تحقيق ثورة‮ 2011.‬
‮* وما هو الوضع الذي‮ كان موجوداً‮ قبل‮ 23‮ يوليو؟
‮** كان‮ يوجد قصر ملكي‮ متحكم في‮ البلاد‮. وأحزاب أغلبها فاسدة‮ ،‮ وبلا جدوي‮ واقطاع‮ يمتلك كل أدوات الانتاج والدخل القومي‮ في‮ البلد‮. وكان موجوداً‮ قوي‮ امبراطورية عظمي‮ محتلة البلد‮. وهذه التركيبة المحكمة كانت تجهض أي‮ عمل ثوري‮ شعبي‮ . وأيضا بجوار تلك التركيبة كانت نسبة التعليم والمتعلمين هزيلة جداً‮ في‮ المجتمع ومن هنا لم‮ يكن هناك إلا بديل واحد،‮ للخلاص من كل ذلك‮.‬
‮* وما هو هذا البديل؟
‮** الجيش‮ .. كان هو الوحيد الذي‮ يمكن له أن‮ يقوم بحركة وتنجح في‮ البداية كان اسمها حركة لأن خروج الناس للشارع وقتها كان لن‮ يغير شيئاً‮.‬
‮* ولماذا لا‮ يخرج الناس للشارع في‮ ذلك الوقت ؟
‮** كان‮ يخرج‮ .. لكن الخروج من أجل الثورة كان صعباً‮ إلي‮ حد ما‮ .. لأنك تحت قبضة المحتل‮.. والمحتل‮ يضربك بالرصاص وهذا أمر عادي‮ . والضرب في‮ منطقة القناة وحادث دنشواي‮ وغيرهما شاهد علي‮ ذلك‮.
‮* إذن الحل كان في‮ الجيش؟
‮** وهذا ما حدث بالضبط،‮ حيث كان الجيش هو الجهة الوحيدة المنوط بها إحداث تغيير ما،‮ أما الثورة الشعبية كالتي‮ حدثت‮ يوم‮ 25‮ يناير،‮ كانت فرصتها‮ غير متاحة،‮ مثلما هي‮ متاحة اليوم‮. وكذلك التعليم كان فارقاً‮ ما بين زمان واليوم قبل‮ 52‮ كان التعليم قاصراً‮ علي‮ فئة معينة،‮ غير معنية أصلاً‮ بقيام ثورة شعبية بينما في‮ 2011‮ تجد أن ثورة‮ 25‮ يناير قام بها المتعلمون من الشباب الصاعد،‮ الذين‮ يمتلكون أدوات التعبير العصرية،‮ وعلي‮ اتصال بالمتغيرات التي‮ حدثت في‮ العالم كله‮. وعلينا أن نعي‮ أن ثورة‮ يوليو ساعدت علي‮ قيام ثورة‮ 2011.‬
‮* كيف هذا؟
‮** ثورة‮ يوليو ألغت وأزاحت الاحتلال‮ ،‮ وبالتالي‮ حركت عقبة صعبة جداً‮ من أيام ثورة‮ 2011،‮ وفرضت التعليم المجاني‮ ورغم كل ما‮ يقال من مشاكل التعليم‮ ،‮ وهي‮ مشاكل حقيقية لكن نسبة المتعلمين في‮ البلد زادت اضعافا مضاعفة عما كانت عليه قبل ثورة‮ 1952.‬‮ وايضا ثورة‮ يوليو بثت في‮ الشعب روح العزة والكرامة ومبادئ الحرية‮.
‮* نعم‮ .. ولكن كل الحركات الوطنية طالبت بنفس هذه المطالب؟
‮** هذا صحيح‮ .. فالحركة الوطنية المصرية ممتدة وثورة‮ يوليو لم تخترع مثل هذه المطالب‮ .. لكن المطالبة شئ والتحقيق شئ آخر‮. وثورة‮ يوليو حققت هذه المثل والمبادئ فهي‮ التي‮ طردت المستعمر،‮ وحولت الحكم من ملكي‮ إلي‮ رئاسي‮. وإن كانت مطالب‮ 25‮ يناير أن تكون مدة الرئاسة محددة وهذا طلب عظيم فإن الذي‮ خلق منصب رئيس الجمهورية هي‮ ثورة‮ 52.‬‮
‮* إذن ثورة‮ 25‮ يناير شديدة الصلة بالحركة الوطنية؟
‮** نعم‮ .. وبلاشك‮ . وهذه هي‮ قيمة هذه الثورة الشبابية الشعبية حيث تأتي‮ صلتها بالحركة الوطنية،‮ ليعطيها المستوي‮ الراقي‮ الذي‮ وصلت إليه‮. والشعب المصري‮ من أكثر الشعوب التائرة ضد الظلم والاستبداد‮.
‮* إذن هو علي‮ عكس ما‮ يتردد أو ظل‮ يتردد من أنه شعب خانع وقانع ولا‮ يتحرك؟
‮** كيف‮ يكون شعباً‮ خائعاً‮ وهو الذي‮ قام بثورة عرابي،‮ وثورة‮ 1919‮ وثورة‮ 1952‮ وانتفاضة‮ 77‮ وثورة‮ 2011‮ أنت بذلك تتحدث عن ثورات كبيرة لها قيمة وتأثير علي‮ الحياة العامة والسياسية في‮ مصر وفي‮ المنطقة العربية بل والشرق الأوسط كله والعالم كل هذا في‮ ما‮ يقرب من‮ 150‮ سنة لا أكثر‮ ،‮ أي‮ ما‮ يقرب من ثورة كل‮ 30‮ سنة ولا‮ يوجد شعب في‮ العالم فعل ذلك إلا مصر‮.‬
‮* ثورة في‮ مصر كل‮ 30‮ سنة تقريباً‮ .. فلماذا إذن لا تتحقق مطالب ثورتنا أي‮ ثورة لتسيير الأمور في‮ سياقها الطبيعي؟
‮** الثورة تقوم لتحقق مطالبها‮.‬
‮* نعم‮ .. ولكن نحن نكون دائما أمام بعض المطالب التي‮ لا تتحقق؟
‮** شوف‮ .. علشان تحاسب ثورة‮ .. عليك ان تحاسبها في‮ الفترة التي‮ كانت فيها سائدة لكن أن تقض علي‮ الثورة،‮ وتأتي‮ بحكم آخر،‮ جاء بالفساد،‮ ثم تقول إن الثورة لم تقضي‮ علي‮ الفساد‮.‬
‮* وهل ثورة‮ يوليو قضت علي‮ الفساد؟
‮** طبعاً‮.. قضت الثورة علي‮ الفساد الذي‮ كان موجوداً‮ قبل‮ 1952‮ والثورة قيمتها الحقيقية هي‮ أن تتحول إلي‮ نظام أو أن مبادئها التي‮ قامت من أجلها تتحول إلي‮ نظام سائد في‮ المجتمع وحاكم له‮.‬
‮* إذن الفساد الذي‮ توحش في‮ المجتمع مسئولية من ؟
‮** هو نتاج الانقلاب الذي‮ حدث علي‮ ثورة‮ يوليو،‮ يعني‮ أنت عايز تقول لي‮ ان أحمد عز هذا نتاج ثورة‮ يوليو؟ بالطبع لا‮. هو نتاج ما بعدها من انقلاب عليها‮.‬
‮* طالبت ثورة‮ 25‮ يناير بالحرية والعدالة الاجتماعية‮.. فما السبيل لتحقيق ذلك؟
‮** الحقيقة كنت أتصور أن الشباب الذي‮ خرج‮ يوم‮ 25‮ يناير‮ ،‮ المطلوب منهم عملوه،‮ حيث خرجوا وقالوا نريد اسقاط النظام،‮ لانه نظام فاسد وطاغٍ‮.. وأسقطوه وانهم أعلنوا مطالبهم،‮ وعلي‮ المجتمع أن‮ يستجيب لها،‮ ثم بعد ذلك‮ يعودون لمنازلهم لكني‮ اكتشفت حاجة تانية وهي‮ أنهم فقط لم‮ يعلنوا مطالبهم،‮ انما هم أيضا‮ يواصلون العمل التنفيذي‮ الذي‮ يضمن تلبية هذه المطالب‮.
‮* وهل هذا‮ يعد أكبر من دورهم الذي‮ كان المجتمع متطلعا إليه؟
‮** نعم‮ .. لكن نحن رأيناهم وهم‮ يواصلون الحرص علي‮ تحقيق المطالب‮ ،‮ ويرفضون الوزارة بشكلها الحالي‮ قبل طرح التعديل والإصرار علي‮ تطهير البلد من‮ »‬بواقي‮« النظام وأتباعه‮.‬
‮* نعم‮ .. وهذا أمر جيد‮ .. لكن ما الضمان لتحقيق آمال وأحلام ومطالب الشعب؟
‮** الضمان الآن هم هؤلاء الشباب وجودهم وحيويتهم وحرصهم المستمر منذ‮ يوم‮ 25‮ وحتي‮ اليوم هو الضمان الحقيقي‮ ليتم التحول نحو حياة ديمقراطية سليمة‮ .‬
‮* البعض‮ يخاف من الثورة والثورة المضادة،‮ وممن‮ يركبون علي‮ جوادها أو‮ »‬موجتها‮« كما‮ يقال‮ .. كيف تري‮ ذلك ؟
‮** أنا لا أحب هذا الحديث عن الذين‮ يركبون‮ »‬موجة‮« الثورة‮.‬
‮* ولماذا لا تحب؟
‮** لأنني‮ عندما أنظر حوالينا في‮ الفضائيات وغيرها أجد ان الذين‮ يحذرون من تلك التخوفات هم الذين‮ يحاولون الانقضاض علي‮ الثورة‮. لذلك أنا مطمئن علي‮ الثورة‮. لأن شبابها لا‮ يستطيع أحد أن‮ يصادرهم أو‮ يلتف حولهم ويركب موجتهم‮. أنا أعرفهم وجلست معهم في‮ الميدان وحضروا لنا في‮ اتحاد الكتاب‮ يشكرون والاتحاد علي‮ موقفه تجاه الثورة‮.‬
‮* إذن كيف رأيتهم؟
‮** وجدت شباباً‮ لديه وعي‮ شديد،‮ يعلمون أغراض كل واحد بيتكلم والكلام عن‮ »‬ركوب‮« موجة الثورة أراه كلاماً‮ مفتعلاً‮ من ناس هم أصلا‮ يريدون أن‮ يبعدوا عن أنفسهم التهمة،‮ فيقوموا بالتحذير منها‮.‬
‮* اتحاد الكتاب كان له موقف سباق في‮ تأييد الثورة‮.. أليس كذلك؟
‮** اتحاد الكتاب كان أول نقابة في‮ مصر تصدر بيان تأييد للثورة‮ يوم‮ 26‮ يناير‮.‬
‮* يوم‮ 26‮ كانت ملامح الثورة لم تظهر بعد‮ .. وكان البعض‮ ينتظر اكتمال الصورة‮ .. فعلي‮ أي‮ أساس تحرك الاتحاد في‮ هذا الوقت المبكر؟
‮** علي‮ أساس أن هؤلاء الشباب نزلوا للشارع‮ يطالبون بأشياء طالما طالب بها الأدباء والكتاب وكل الشعارات التي‮ كانت مرفوعة والخاصة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وغيرها هي‮ مطالب طالباً‮ بها ودافع عنها الأدباء والكتاب‮. ودفعوا أثمانا كثيرة من أرزاقهم وحريتهم في‮ سبيلها ومن أكثر الفئات التي‮ تعرضت للبطش هم الكتاب والمثققون علي‮ مدار السنوات الماضية‮.
‮* تقصد أن المثقف دفع ثمن الحرية مقدماً؟
‮** طبعا‮ .. المثقفون عانوا من النفي‮ والتشريد والملاحقة في‮ الأرزاق والاعتقال كل هذه الاشياء دفعها المثقفون في‮ سبيل هذه المبادئ أما أن‮ يظهر اليوم جيل جديد‮ يطالب بهذه الشعارات التي‮ لا نختلف عليها بل نسعي‮ إليها أيضا فكان‮ يجب أن نقف بجوارها وكان قرار الاتحاد بالاجماع تأييد هذه الثورة وأن نتبني‮ مطالبها،‮ وهذا هو البيان الذي‮ صدر من الاتحاد‮ يوم‮ 26‮ يناير واصدرنا بعد ذلك بيانات أخري‮ ومنذ صدور البيان التحمنا بالجماهير في‮ ميدان التحرير‮ يوميا‮. وكان أعضاء اتحاد الكتاب موجودين في‮ الميدان مع الناس‮ . وقام وفد من شباب‮ 25‮ يناير للاتحاد وهم‮ يعلمون كل واحد فينا،‮ حيث التقينا في‮ الميدان‮ يوم كذا‮ .. وأنا صعدت في‮ الميدان لأقول كذا وهكذا‮.‬
‮* خلينا نذهب إلي‮ رواية‮ »‬أجنحة الفراشة‮« التي‮ تنبأت فيها بوقوع الثورة‮ .. من أين جاءتك هذه البنوءة؟
‮** أنا كنت شايف أنه لا سبيل للخروج من الازمة التي‮ استحكمت في‮ المجتمع إلا بالانفجار‮. وكنت معتقدا أن الانفجار سيولد من خلال مظاهرة واحدة ستقوم من أمام دار القضاء العالي‮.
‮* ولماذا اخترت دار القضاء العالي؟
‮** لأنني‮ قصدت أن أقول إنها مظاهرة لا تخرج عن الإطار القانوني‮ وسلمية وهذا بالمناسبة كان شعارها في‮ الواقع وليس في‮ الرواية فقط أي‮ انها لها شرعية ثم بعد ذلك تجوب شوارع القاهرة كلها ثم تنتقل إلي‮ مدن أخري‮ وأن سلاح الشباب في‮ هذا سيكون الوسائل الحديثة‮ »‬انترنت والرسائل علي‮ الموبايل‮« وقلت شفرات الموبايل وما سيكتب وكيف‮ يتم التحضير لها ليس هذا فقط،‮ بل وقع اختياري‮ علي‮ ميدان التحرير ليكون هو بطل الحدث‮ .. وقد كان‮.‬
‮* وأنت تكتبها‮ .. هل كنت تتوقع أن ما حدث سيحدث؟
‮** لا‮ .. فأنا لا أقرأ الغيب لكن كنت أقول إنني‮ اكتب عن حالة الحراك السياسي‮ الموجودة في‮ مصر منذ سنوات طويلة‮. وأنت لا تستطيع في‮ رواية وصف موقف وخلاص‮. إنما أنت كأديب لك خيالك‮ ،‮ وتطور هذا الموقف وتتوالي‮ الأحداث‮.‬
‮* إذن البلد كانت في‮ أزمة؟
‮** بدون شك‮ .. وأنا في‮ الرواية طرحت الأزمة،‮ ثم وصلت بالاحداث في‮ تصوري‮ إلي‮ أن الذي‮ سيحدث هو هذا الانفجار وأن نتيجه هذا الانفجار الحتمية هو اسقاط هذا النظام‮ . وفوجئت بعد الرواية بأحداث تونس ثم أحداث مصر‮.‬
‮* ما الشعور الذي‮ انتابك بعد وقوع الثورة؟
‮** شعرت بشعور‮ غريب جداً‮ وكأن روايتي‮ تتجسد أمامي‮ . والاحداث الكبري‮ التي‮ تحدث في‮ العالم سواء كانت سياسية أو حتي‮ اكتشافات علمية ستجد في‮ الأدباء والكتاب من توقعها أو تخيلها في‮ أعمال له قبل وقوعها‮.‬
‮* أما والثورة قد قامت ومصر تغيرت‮ .. ما المطلوب عمله في‮ المرحلة القادمة؟
‮** أولاً‮ : يجب أن‮ يتم الاعتراف اننا بدأنا مرحلة جديدة في‮ تاريخنا،‮ وبالتالي‮ نعترف ونقر أن أي‮ مرحلة في‮ تاريخ أي‮ شعب لها من‮ يمثلونها،‮ والحقيقة أنه من أسباب انتكاسات كثيرة حدثت في‮ سنوات سابقة هو أنك تجد الاشتراكيين هم الذين‮ يطبقون سياسة الانفتاح‮. وأن رجال الحزب الوطني‮ هم الذين‮ يروجون للديمقراطية‮.‬
‮* تقصد أن‮ يكون لكل مرحلها رجالها؟
‮** هذا هو المفروض‮ .. لذلك‮ يجب أن نبحث عن الوجوه الجديدة التي‮ تمثل هذه المرحلة وهذا لا‮ يمنع طبعا أن‮ يكون مع هذه الوجوه‮ ،‮ وجوه أخري‮ قديمة لكن مشهود لها بالدفاع عن العدالة والديمقراطية والحرية‮ ،‮ وحتي‮ الثورات تفعل ذلك ثورة‮ 23‮ يوليو‮ عندما قامت لم تصادر علي‮ »‬عزيز المصري‮« بل أشادت بدوره‮ . والثورة الفرنسية أشادت بكتابات‮ »‬فوليتر‮« وغيره لكن المهم أن نعرف من الذي‮ يتعين عليه تمثيل المرحلة القادمة‮.‬
‮* ماذا عن باقي‮ أولويات المرحلة الحالية؟
‮** المطلوب التعجيل باقامة برلمان حقيقي‮ يعبر عن الشعب‮ ،‮ لكن الحياة في‮ أي‮ بلد لا تستقر ولا تستمر بدون حياة برلمانية‮.‬
‮* كما تعلم أن البرلمان شعب وشوري‮ تم حلهما أو هذا لا‮ يكفي؟
‮** لا‮ يكفي‮ .. هذا ارضاء للجماهير‮ .. لكن‮ يجب أن تعقبه وبسرعة الخطوات التي‮ تجعل هناك برلمانا شعبياً‮ حقيقياً‮ ملموساً‮. ويكون متغيرا موجوداً‮ علي‮ أرض الواقع وأيضا مطلوب الافراج عن المعتقلين‮ .‬
‮* وهل هناك معتقلون قاموا بهذه الثورة؟
‮** طبعاً‮ .. وأنا أسأل كيف‮ يكون هناك احتجاز معتقلين قاموا بهذه الثورة حتي‮ اليوم‮ .. ومازال ناس لا‮ يعرفون أولادهم فين ؟ وهل هم علي‮ قيد الحياة أم استشهدوا؟ استمرار هذا الوضع‮ يثير المشاكل والتوتر وعدم الاستقرار‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.