«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلماوي:البلد كانت في‮ أزمة‮ والحل كان ثورة
نشر في الوفد يوم 24 - 02 - 2011

»‬توقف المرور تماما في‮ ميدان التحرير،‮ فأصيب قلب المدينة بالشلل الكامل‮« هكذا رأت‮ »‬ضحي‮« بطلة رواية‮ »‬أجنحة الفراشة‮« للكاتب الكبير محمد سلماوي
‮ والتي‮ تنبأ فيها باندلاع ثورة شعبية من جراء سياسات نظام مبارك‮ »‬ضحي‮« في‮ الرواية تحاول عبور ميدان التحرير في‮ طريقها للمطار،‮ لكنها وجدت فيه‮ »‬قوات الأمن المركزي‮ تقف كالحائط المنيع‮« وهو الذي‮ حدث‮ يوم‮ 25‮ يناير وما بعده حتي‮ أحكم الثوار قبضتهم علي‮ الميدان حتي‮ رحيل مبارك‮. وسمعت وهي‮ خلف زجاج سيارتها‮ »‬الأصوات التي‮ كانت تتهايج من خلف كردون الأمن المصمت‮: »‬غير‮ غير الدستور قبل ما نكشف المستور‮« و‮» التصويت باطل باطل‮ .. والشباب عاطل عاطل‮« .‬
وهي‮ هتافات لا تختلف كثيرا عن تلك التي‮ رددت وعلت في‮ ميدان التحرير فيما بعد أيام ثورة‮ يناير‮ . الرواية قرأت إلي‮ حد بعيد الأحداث‮ ،‮ وتشابكت خطوطها الدرامية مع معطيات الواقع‮.‬
سلماوي‮ في‮ »‬أجنحة الفراشة‮« تنبأ أيضا بوسائل إعلان الثورة والدفع في‮ اتجاه حدوثها،‮ حيث قال إن وسائل الاتصال الحديثة‮ »‬رسائل‮ S.M.S‮« الفيسبوك ستكون هي‮ الشرارة الأولي‮ للثورة‮ .. وقد كان‮ »‬إنه خيال الكاتب الذي‮ يسبق كما‮ يقال دائما مجريات الواقع وأحداثه ذهبت إليه في‮ مكتبه بالأهرام،‮ تلاحظ من جلسته أنه دقيق إلي‮ أبعد حد،‮ ومنظم علي‮ عكس ما هو شائع عن المبدعين بصورة مدهشة‮. قلت له‮: تنادي‮ ثورة‮ 25‮ يناير بمطالب طالبت بها ثورة‮ 23‮ يوليو مثل العدالة الاجتماعية والحرية والقضاء علي‮ الفساد لذلك نسأل ما هو الذي‮ يتعين عمله حتي‮ تتحقق هذه المطالب دون الانتظار لما‮ يقرب من‮ 60‮ سنة أخري‮ لتأتي‮ ثورة تطالب بنفس المطالب ؟ فقال‮:
‮** أولاً‮: لولا ثورة‮ 23‮ يوليو‮ 1952،‮ ما كانت ثورة‮ 25‮ يناير‮ 2011،‮ أو بمعني‮ أدق ما كانت قامت تلك الثورة‮ .‬
‮* بمعني‮ ؟
‮** بمعني‮ أن ثورة‮ 23‮ يوليو،‮ لو أن الوضع الذي‮ كان سائداً‮ في‮ مصر قبل‮ 23‮ يوليو‮ ،‮ كان هو الموجود في‮ 2011‮ ،‮ كان سيصعب جداً‮ تحقيق ثورة‮ 2011.‬
‮* وما هو الوضع الذي‮ كان موجوداً‮ قبل‮ 23‮ يوليو؟
‮** كان‮ يوجد قصر ملكي‮ متحكم في‮ البلاد‮. وأحزاب أغلبها فاسدة‮ ،‮ وبلا جدوي‮ واقطاع‮ يمتلك كل أدوات الانتاج والدخل القومي‮ في‮ البلد‮. وكان موجوداً‮ قوي‮ امبراطورية عظمي‮ محتلة البلد‮. وهذه التركيبة المحكمة كانت تجهض أي‮ عمل ثوري‮ شعبي‮ . وأيضا بجوار تلك التركيبة كانت نسبة التعليم والمتعلمين هزيلة جداً‮ في‮ المجتمع ومن هنا لم‮ يكن هناك إلا بديل واحد،‮ للخلاص من كل ذلك‮.‬
‮* وما هو هذا البديل؟
‮** الجيش‮ .. كان هو الوحيد الذي‮ يمكن له أن‮ يقوم بحركة وتنجح في‮ البداية كان اسمها حركة لأن خروج الناس للشارع وقتها كان لن‮ يغير شيئاً‮.‬
‮* ولماذا لا‮ يخرج الناس للشارع في‮ ذلك الوقت ؟
‮** كان‮ يخرج‮ .. لكن الخروج من أجل الثورة كان صعباً‮ إلي‮ حد ما‮ .. لأنك تحت قبضة المحتل‮.. والمحتل‮ يضربك بالرصاص وهذا أمر عادي‮ . والضرب في‮ منطقة القناة وحادث دنشواي‮ وغيرهما شاهد علي‮ ذلك‮.
‮* إذن الحل كان في‮ الجيش؟
‮** وهذا ما حدث بالضبط،‮ حيث كان الجيش هو الجهة الوحيدة المنوط بها إحداث تغيير ما،‮ أما الثورة الشعبية كالتي‮ حدثت‮ يوم‮ 25‮ يناير،‮ كانت فرصتها‮ غير متاحة،‮ مثلما هي‮ متاحة اليوم‮. وكذلك التعليم كان فارقاً‮ ما بين زمان واليوم قبل‮ 52‮ كان التعليم قاصراً‮ علي‮ فئة معينة،‮ غير معنية أصلاً‮ بقيام ثورة شعبية بينما في‮ 2011‮ تجد أن ثورة‮ 25‮ يناير قام بها المتعلمون من الشباب الصاعد،‮ الذين‮ يمتلكون أدوات التعبير العصرية،‮ وعلي‮ اتصال بالمتغيرات التي‮ حدثت في‮ العالم كله‮. وعلينا أن نعي‮ أن ثورة‮ يوليو ساعدت علي‮ قيام ثورة‮ 2011.‬
‮* كيف هذا؟
‮** ثورة‮ يوليو ألغت وأزاحت الاحتلال‮ ،‮ وبالتالي‮ حركت عقبة صعبة جداً‮ من أيام ثورة‮ 2011،‮ وفرضت التعليم المجاني‮ ورغم كل ما‮ يقال من مشاكل التعليم‮ ،‮ وهي‮ مشاكل حقيقية لكن نسبة المتعلمين في‮ البلد زادت اضعافا مضاعفة عما كانت عليه قبل ثورة‮ 1952.‬‮ وايضا ثورة‮ يوليو بثت في‮ الشعب روح العزة والكرامة ومبادئ الحرية‮.
‮* نعم‮ .. ولكن كل الحركات الوطنية طالبت بنفس هذه المطالب؟
‮** هذا صحيح‮ .. فالحركة الوطنية المصرية ممتدة وثورة‮ يوليو لم تخترع مثل هذه المطالب‮ .. لكن المطالبة شئ والتحقيق شئ آخر‮. وثورة‮ يوليو حققت هذه المثل والمبادئ فهي‮ التي‮ طردت المستعمر،‮ وحولت الحكم من ملكي‮ إلي‮ رئاسي‮. وإن كانت مطالب‮ 25‮ يناير أن تكون مدة الرئاسة محددة وهذا طلب عظيم فإن الذي‮ خلق منصب رئيس الجمهورية هي‮ ثورة‮ 52.‬‮
‮* إذن ثورة‮ 25‮ يناير شديدة الصلة بالحركة الوطنية؟
‮** نعم‮ .. وبلاشك‮ . وهذه هي‮ قيمة هذه الثورة الشبابية الشعبية حيث تأتي‮ صلتها بالحركة الوطنية،‮ ليعطيها المستوي‮ الراقي‮ الذي‮ وصلت إليه‮. والشعب المصري‮ من أكثر الشعوب التائرة ضد الظلم والاستبداد‮.
‮* إذن هو علي‮ عكس ما‮ يتردد أو ظل‮ يتردد من أنه شعب خانع وقانع ولا‮ يتحرك؟
‮** كيف‮ يكون شعباً‮ خائعاً‮ وهو الذي‮ قام بثورة عرابي،‮ وثورة‮ 1919‮ وثورة‮ 1952‮ وانتفاضة‮ 77‮ وثورة‮ 2011‮ أنت بذلك تتحدث عن ثورات كبيرة لها قيمة وتأثير علي‮ الحياة العامة والسياسية في‮ مصر وفي‮ المنطقة العربية بل والشرق الأوسط كله والعالم كل هذا في‮ ما‮ يقرب من‮ 150‮ سنة لا أكثر‮ ،‮ أي‮ ما‮ يقرب من ثورة كل‮ 30‮ سنة ولا‮ يوجد شعب في‮ العالم فعل ذلك إلا مصر‮.‬
‮* ثورة في‮ مصر كل‮ 30‮ سنة تقريباً‮ .. فلماذا إذن لا تتحقق مطالب ثورتنا أي‮ ثورة لتسيير الأمور في‮ سياقها الطبيعي؟
‮** الثورة تقوم لتحقق مطالبها‮.‬
‮* نعم‮ .. ولكن نحن نكون دائما أمام بعض المطالب التي‮ لا تتحقق؟
‮** شوف‮ .. علشان تحاسب ثورة‮ .. عليك ان تحاسبها في‮ الفترة التي‮ كانت فيها سائدة لكن أن تقض علي‮ الثورة،‮ وتأتي‮ بحكم آخر،‮ جاء بالفساد،‮ ثم تقول إن الثورة لم تقضي‮ علي‮ الفساد‮.‬
‮* وهل ثورة‮ يوليو قضت علي‮ الفساد؟
‮** طبعاً‮.. قضت الثورة علي‮ الفساد الذي‮ كان موجوداً‮ قبل‮ 1952‮ والثورة قيمتها الحقيقية هي‮ أن تتحول إلي‮ نظام أو أن مبادئها التي‮ قامت من أجلها تتحول إلي‮ نظام سائد في‮ المجتمع وحاكم له‮.‬
‮* إذن الفساد الذي‮ توحش في‮ المجتمع مسئولية من ؟
‮** هو نتاج الانقلاب الذي‮ حدث علي‮ ثورة‮ يوليو،‮ يعني‮ أنت عايز تقول لي‮ ان أحمد عز هذا نتاج ثورة‮ يوليو؟ بالطبع لا‮. هو نتاج ما بعدها من انقلاب عليها‮.‬
‮* طالبت ثورة‮ 25‮ يناير بالحرية والعدالة الاجتماعية‮.. فما السبيل لتحقيق ذلك؟
‮** الحقيقة كنت أتصور أن الشباب الذي‮ خرج‮ يوم‮ 25‮ يناير‮ ،‮ المطلوب منهم عملوه،‮ حيث خرجوا وقالوا نريد اسقاط النظام،‮ لانه نظام فاسد وطاغٍ‮.. وأسقطوه وانهم أعلنوا مطالبهم،‮ وعلي‮ المجتمع أن‮ يستجيب لها،‮ ثم بعد ذلك‮ يعودون لمنازلهم لكني‮ اكتشفت حاجة تانية وهي‮ أنهم فقط لم‮ يعلنوا مطالبهم،‮ انما هم أيضا‮ يواصلون العمل التنفيذي‮ الذي‮ يضمن تلبية هذه المطالب‮.
‮* وهل هذا‮ يعد أكبر من دورهم الذي‮ كان المجتمع متطلعا إليه؟
‮** نعم‮ .. لكن نحن رأيناهم وهم‮ يواصلون الحرص علي‮ تحقيق المطالب‮ ،‮ ويرفضون الوزارة بشكلها الحالي‮ قبل طرح التعديل والإصرار علي‮ تطهير البلد من‮ »‬بواقي‮« النظام وأتباعه‮.‬
‮* نعم‮ .. وهذا أمر جيد‮ .. لكن ما الضمان لتحقيق آمال وأحلام ومطالب الشعب؟
‮** الضمان الآن هم هؤلاء الشباب وجودهم وحيويتهم وحرصهم المستمر منذ‮ يوم‮ 25‮ وحتي‮ اليوم هو الضمان الحقيقي‮ ليتم التحول نحو حياة ديمقراطية سليمة‮ .‬
‮* البعض‮ يخاف من الثورة والثورة المضادة،‮ وممن‮ يركبون علي‮ جوادها أو‮ »‬موجتها‮« كما‮ يقال‮ .. كيف تري‮ ذلك ؟
‮** أنا لا أحب هذا الحديث عن الذين‮ يركبون‮ »‬موجة‮« الثورة‮.‬
‮* ولماذا لا تحب؟
‮** لأنني‮ عندما أنظر حوالينا في‮ الفضائيات وغيرها أجد ان الذين‮ يحذرون من تلك التخوفات هم الذين‮ يحاولون الانقضاض علي‮ الثورة‮. لذلك أنا مطمئن علي‮ الثورة‮. لأن شبابها لا‮ يستطيع أحد أن‮ يصادرهم أو‮ يلتف حولهم ويركب موجتهم‮. أنا أعرفهم وجلست معهم في‮ الميدان وحضروا لنا في‮ اتحاد الكتاب‮ يشكرون والاتحاد علي‮ موقفه تجاه الثورة‮.‬
‮* إذن كيف رأيتهم؟
‮** وجدت شباباً‮ لديه وعي‮ شديد،‮ يعلمون أغراض كل واحد بيتكلم والكلام عن‮ »‬ركوب‮« موجة الثورة أراه كلاماً‮ مفتعلاً‮ من ناس هم أصلا‮ يريدون أن‮ يبعدوا عن أنفسهم التهمة،‮ فيقوموا بالتحذير منها‮.‬
‮* اتحاد الكتاب كان له موقف سباق في‮ تأييد الثورة‮.. أليس كذلك؟
‮** اتحاد الكتاب كان أول نقابة في‮ مصر تصدر بيان تأييد للثورة‮ يوم‮ 26‮ يناير‮.‬
‮* يوم‮ 26‮ كانت ملامح الثورة لم تظهر بعد‮ .. وكان البعض‮ ينتظر اكتمال الصورة‮ .. فعلي‮ أي‮ أساس تحرك الاتحاد في‮ هذا الوقت المبكر؟
‮** علي‮ أساس أن هؤلاء الشباب نزلوا للشارع‮ يطالبون بأشياء طالما طالب بها الأدباء والكتاب وكل الشعارات التي‮ كانت مرفوعة والخاصة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وغيرها هي‮ مطالب طالباً‮ بها ودافع عنها الأدباء والكتاب‮. ودفعوا أثمانا كثيرة من أرزاقهم وحريتهم في‮ سبيلها ومن أكثر الفئات التي‮ تعرضت للبطش هم الكتاب والمثققون علي‮ مدار السنوات الماضية‮.
‮* تقصد أن المثقف دفع ثمن الحرية مقدماً؟
‮** طبعا‮ .. المثقفون عانوا من النفي‮ والتشريد والملاحقة في‮ الأرزاق والاعتقال كل هذه الاشياء دفعها المثقفون في‮ سبيل هذه المبادئ أما أن‮ يظهر اليوم جيل جديد‮ يطالب بهذه الشعارات التي‮ لا نختلف عليها بل نسعي‮ إليها أيضا فكان‮ يجب أن نقف بجوارها وكان قرار الاتحاد بالاجماع تأييد هذه الثورة وأن نتبني‮ مطالبها،‮ وهذا هو البيان الذي‮ صدر من الاتحاد‮ يوم‮ 26‮ يناير واصدرنا بعد ذلك بيانات أخري‮ ومنذ صدور البيان التحمنا بالجماهير في‮ ميدان التحرير‮ يوميا‮. وكان أعضاء اتحاد الكتاب موجودين في‮ الميدان مع الناس‮ . وقام وفد من شباب‮ 25‮ يناير للاتحاد وهم‮ يعلمون كل واحد فينا،‮ حيث التقينا في‮ الميدان‮ يوم كذا‮ .. وأنا صعدت في‮ الميدان لأقول كذا وهكذا‮.‬
‮* خلينا نذهب إلي‮ رواية‮ »‬أجنحة الفراشة‮« التي‮ تنبأت فيها بوقوع الثورة‮ .. من أين جاءتك هذه البنوءة؟
‮** أنا كنت شايف أنه لا سبيل للخروج من الازمة التي‮ استحكمت في‮ المجتمع إلا بالانفجار‮. وكنت معتقدا أن الانفجار سيولد من خلال مظاهرة واحدة ستقوم من أمام دار القضاء العالي‮.
‮* ولماذا اخترت دار القضاء العالي؟
‮** لأنني‮ قصدت أن أقول إنها مظاهرة لا تخرج عن الإطار القانوني‮ وسلمية وهذا بالمناسبة كان شعارها في‮ الواقع وليس في‮ الرواية فقط أي‮ انها لها شرعية ثم بعد ذلك تجوب شوارع القاهرة كلها ثم تنتقل إلي‮ مدن أخري‮ وأن سلاح الشباب في‮ هذا سيكون الوسائل الحديثة‮ »‬انترنت والرسائل علي‮ الموبايل‮« وقلت شفرات الموبايل وما سيكتب وكيف‮ يتم التحضير لها ليس هذا فقط،‮ بل وقع اختياري‮ علي‮ ميدان التحرير ليكون هو بطل الحدث‮ .. وقد كان‮.‬
‮* وأنت تكتبها‮ .. هل كنت تتوقع أن ما حدث سيحدث؟
‮** لا‮ .. فأنا لا أقرأ الغيب لكن كنت أقول إنني‮ اكتب عن حالة الحراك السياسي‮ الموجودة في‮ مصر منذ سنوات طويلة‮. وأنت لا تستطيع في‮ رواية وصف موقف وخلاص‮. إنما أنت كأديب لك خيالك‮ ،‮ وتطور هذا الموقف وتتوالي‮ الأحداث‮.‬
‮* إذن البلد كانت في‮ أزمة؟
‮** بدون شك‮ .. وأنا في‮ الرواية طرحت الأزمة،‮ ثم وصلت بالاحداث في‮ تصوري‮ إلي‮ أن الذي‮ سيحدث هو هذا الانفجار وأن نتيجه هذا الانفجار الحتمية هو اسقاط هذا النظام‮ . وفوجئت بعد الرواية بأحداث تونس ثم أحداث مصر‮.‬
‮* ما الشعور الذي‮ انتابك بعد وقوع الثورة؟
‮** شعرت بشعور‮ غريب جداً‮ وكأن روايتي‮ تتجسد أمامي‮ . والاحداث الكبري‮ التي‮ تحدث في‮ العالم سواء كانت سياسية أو حتي‮ اكتشافات علمية ستجد في‮ الأدباء والكتاب من توقعها أو تخيلها في‮ أعمال له قبل وقوعها‮.‬
‮* أما والثورة قد قامت ومصر تغيرت‮ .. ما المطلوب عمله في‮ المرحلة القادمة؟
‮** أولاً‮ : يجب أن‮ يتم الاعتراف اننا بدأنا مرحلة جديدة في‮ تاريخنا،‮ وبالتالي‮ نعترف ونقر أن أي‮ مرحلة في‮ تاريخ أي‮ شعب لها من‮ يمثلونها،‮ والحقيقة أنه من أسباب انتكاسات كثيرة حدثت في‮ سنوات سابقة هو أنك تجد الاشتراكيين هم الذين‮ يطبقون سياسة الانفتاح‮. وأن رجال الحزب الوطني‮ هم الذين‮ يروجون للديمقراطية‮.‬
‮* تقصد أن‮ يكون لكل مرحلها رجالها؟
‮** هذا هو المفروض‮ .. لذلك‮ يجب أن نبحث عن الوجوه الجديدة التي‮ تمثل هذه المرحلة وهذا لا‮ يمنع طبعا أن‮ يكون مع هذه الوجوه‮ ،‮ وجوه أخري‮ قديمة لكن مشهود لها بالدفاع عن العدالة والديمقراطية والحرية‮ ،‮ وحتي‮ الثورات تفعل ذلك ثورة‮ 23‮ يوليو‮ عندما قامت لم تصادر علي‮ »‬عزيز المصري‮« بل أشادت بدوره‮ . والثورة الفرنسية أشادت بكتابات‮ »‬فوليتر‮« وغيره لكن المهم أن نعرف من الذي‮ يتعين عليه تمثيل المرحلة القادمة‮.‬
‮* ماذا عن باقي‮ أولويات المرحلة الحالية؟
‮** المطلوب التعجيل باقامة برلمان حقيقي‮ يعبر عن الشعب‮ ،‮ لكن الحياة في‮ أي‮ بلد لا تستقر ولا تستمر بدون حياة برلمانية‮.‬
‮* كما تعلم أن البرلمان شعب وشوري‮ تم حلهما أو هذا لا‮ يكفي؟
‮** لا‮ يكفي‮ .. هذا ارضاء للجماهير‮ .. لكن‮ يجب أن تعقبه وبسرعة الخطوات التي‮ تجعل هناك برلمانا شعبياً‮ حقيقياً‮ ملموساً‮. ويكون متغيرا موجوداً‮ علي‮ أرض الواقع وأيضا مطلوب الافراج عن المعتقلين‮ .‬
‮* وهل هناك معتقلون قاموا بهذه الثورة؟
‮** طبعاً‮ .. وأنا أسأل كيف‮ يكون هناك احتجاز معتقلين قاموا بهذه الثورة حتي‮ اليوم‮ .. ومازال ناس لا‮ يعرفون أولادهم فين ؟ وهل هم علي‮ قيد الحياة أم استشهدوا؟ استمرار هذا الوضع‮ يثير المشاكل والتوتر وعدم الاستقرار‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.