أسعار الأسماك واللحوم اليوم 26 أبريل    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    مايكروسوف تتجاوز التوقعات وتسجل نموا قويا في المبيعات والأرباح    طريقة تغيير الساعة في هواتف سامسونج مع بدء التوقيت الصيفي.. 5 خطوات مهمة    «هنصحى بدري ولا متأخر؟».. سؤال حير المواطنين مع تغيير توقيت الساعة    المستهدف أعضاء بريكس، فريق ترامب يدرس إجراءات ضد الدول التي تتخلى عن الدولار    البنتاجون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ «ATACMS»    بلينكن ل نظيره الصيني: لا بديل عن الدبلوماسية وجهاً لوجه    عاجل - قوات الاحتلال تقتحم نابلس الفلسطينية    سيول جارفة وأتربة، تحذير شديد اللهجة من الأرصاد بشأن طقس اليوم الجمعة    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. توجيهات الصحة بتجنُّب زيادة استهلالك الكافيين    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    سرقة أعضاء Live.. تفاصيل صادمة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    رئيس لجنة الخطة بالبرلمان: الموازنة الجديدة لمصر تُدعم مسار التنمية ومؤشرات إيجابية لإدارة الدين    نجم الأهلي السابق يوجه رسالة دعم للفريق قبل مواجهة مازيمبي    ناقد رياضي: الزمالك فرط في الفوز على دريمز الغاني    طارق السيد: ملف بوطيب كارثة داخل الزمالك.. وواثق في قدرات اللاعبين أمام دريمز    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    عاجل.. رمضان صبحي يفجر مفاجأة عن عودته إلى منتخب مصر    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    إصابة 8 أشخاص في تصادم 3 سيارات فوق كوبري المندرة بأسيوط    انطلاق حفل افتتاح مهرجان الفيلم القصير في الإسكندرية    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    بشرى سارة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال رسميًا    يونيو المقبل.. 21364 دارسًا يؤدون اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر    نقابة محاميين شمال أسيوط تدين مقتل اثنين من أبنائها    رمضان صبحي يحسم الجدل بشأن تقديم اعتذار ل الأهلي    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    ليلى زاهر: جالي تهديدات بسبب دوري في «أعلى نسبة مشاهدة» (فيديو)    "أكسيوس": مباحثات سرية بين مصر والاحتلال لمناقشة خطة غزو رفح    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    ذكري تحرير سيناء..برلماني : بطولات سطرها شهدائنا وإعمار بإرادة المصريين    "حزب الله" يعلن ضرب قافلة إسرائيلية في كمين مركب    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    بالصور.. مصطفى عسل يتأهل إلى نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش    هاني حتحوت يكشف تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    برج العذراء.. حظك اليوم الجمعة 26 أبريل 2024 : روتين جديد    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    حدثت في فيلم المراكبي، شكوى إنبي بالتتويج بدوري 2003 تفجر قضية كبرى في شهادة ميلاد لاعب    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلماوي:البلد كانت في‮ أزمة‮ والحل كان ثورة
نشر في الوفد يوم 24 - 02 - 2011

»‬توقف المرور تماما في‮ ميدان التحرير،‮ فأصيب قلب المدينة بالشلل الكامل‮« هكذا رأت‮ »‬ضحي‮« بطلة رواية‮ »‬أجنحة الفراشة‮« للكاتب الكبير محمد سلماوي
‮ والتي‮ تنبأ فيها باندلاع ثورة شعبية من جراء سياسات نظام مبارك‮ »‬ضحي‮« في‮ الرواية تحاول عبور ميدان التحرير في‮ طريقها للمطار،‮ لكنها وجدت فيه‮ »‬قوات الأمن المركزي‮ تقف كالحائط المنيع‮« وهو الذي‮ حدث‮ يوم‮ 25‮ يناير وما بعده حتي‮ أحكم الثوار قبضتهم علي‮ الميدان حتي‮ رحيل مبارك‮. وسمعت وهي‮ خلف زجاج سيارتها‮ »‬الأصوات التي‮ كانت تتهايج من خلف كردون الأمن المصمت‮: »‬غير‮ غير الدستور قبل ما نكشف المستور‮« و‮» التصويت باطل باطل‮ .. والشباب عاطل عاطل‮« .‬
وهي‮ هتافات لا تختلف كثيرا عن تلك التي‮ رددت وعلت في‮ ميدان التحرير فيما بعد أيام ثورة‮ يناير‮ . الرواية قرأت إلي‮ حد بعيد الأحداث‮ ،‮ وتشابكت خطوطها الدرامية مع معطيات الواقع‮.‬
سلماوي‮ في‮ »‬أجنحة الفراشة‮« تنبأ أيضا بوسائل إعلان الثورة والدفع في‮ اتجاه حدوثها،‮ حيث قال إن وسائل الاتصال الحديثة‮ »‬رسائل‮ S.M.S‮« الفيسبوك ستكون هي‮ الشرارة الأولي‮ للثورة‮ .. وقد كان‮ »‬إنه خيال الكاتب الذي‮ يسبق كما‮ يقال دائما مجريات الواقع وأحداثه ذهبت إليه في‮ مكتبه بالأهرام،‮ تلاحظ من جلسته أنه دقيق إلي‮ أبعد حد،‮ ومنظم علي‮ عكس ما هو شائع عن المبدعين بصورة مدهشة‮. قلت له‮: تنادي‮ ثورة‮ 25‮ يناير بمطالب طالبت بها ثورة‮ 23‮ يوليو مثل العدالة الاجتماعية والحرية والقضاء علي‮ الفساد لذلك نسأل ما هو الذي‮ يتعين عمله حتي‮ تتحقق هذه المطالب دون الانتظار لما‮ يقرب من‮ 60‮ سنة أخري‮ لتأتي‮ ثورة تطالب بنفس المطالب ؟ فقال‮:
‮** أولاً‮: لولا ثورة‮ 23‮ يوليو‮ 1952،‮ ما كانت ثورة‮ 25‮ يناير‮ 2011،‮ أو بمعني‮ أدق ما كانت قامت تلك الثورة‮ .‬
‮* بمعني‮ ؟
‮** بمعني‮ أن ثورة‮ 23‮ يوليو،‮ لو أن الوضع الذي‮ كان سائداً‮ في‮ مصر قبل‮ 23‮ يوليو‮ ،‮ كان هو الموجود في‮ 2011‮ ،‮ كان سيصعب جداً‮ تحقيق ثورة‮ 2011.‬
‮* وما هو الوضع الذي‮ كان موجوداً‮ قبل‮ 23‮ يوليو؟
‮** كان‮ يوجد قصر ملكي‮ متحكم في‮ البلاد‮. وأحزاب أغلبها فاسدة‮ ،‮ وبلا جدوي‮ واقطاع‮ يمتلك كل أدوات الانتاج والدخل القومي‮ في‮ البلد‮. وكان موجوداً‮ قوي‮ امبراطورية عظمي‮ محتلة البلد‮. وهذه التركيبة المحكمة كانت تجهض أي‮ عمل ثوري‮ شعبي‮ . وأيضا بجوار تلك التركيبة كانت نسبة التعليم والمتعلمين هزيلة جداً‮ في‮ المجتمع ومن هنا لم‮ يكن هناك إلا بديل واحد،‮ للخلاص من كل ذلك‮.‬
‮* وما هو هذا البديل؟
‮** الجيش‮ .. كان هو الوحيد الذي‮ يمكن له أن‮ يقوم بحركة وتنجح في‮ البداية كان اسمها حركة لأن خروج الناس للشارع وقتها كان لن‮ يغير شيئاً‮.‬
‮* ولماذا لا‮ يخرج الناس للشارع في‮ ذلك الوقت ؟
‮** كان‮ يخرج‮ .. لكن الخروج من أجل الثورة كان صعباً‮ إلي‮ حد ما‮ .. لأنك تحت قبضة المحتل‮.. والمحتل‮ يضربك بالرصاص وهذا أمر عادي‮ . والضرب في‮ منطقة القناة وحادث دنشواي‮ وغيرهما شاهد علي‮ ذلك‮.
‮* إذن الحل كان في‮ الجيش؟
‮** وهذا ما حدث بالضبط،‮ حيث كان الجيش هو الجهة الوحيدة المنوط بها إحداث تغيير ما،‮ أما الثورة الشعبية كالتي‮ حدثت‮ يوم‮ 25‮ يناير،‮ كانت فرصتها‮ غير متاحة،‮ مثلما هي‮ متاحة اليوم‮. وكذلك التعليم كان فارقاً‮ ما بين زمان واليوم قبل‮ 52‮ كان التعليم قاصراً‮ علي‮ فئة معينة،‮ غير معنية أصلاً‮ بقيام ثورة شعبية بينما في‮ 2011‮ تجد أن ثورة‮ 25‮ يناير قام بها المتعلمون من الشباب الصاعد،‮ الذين‮ يمتلكون أدوات التعبير العصرية،‮ وعلي‮ اتصال بالمتغيرات التي‮ حدثت في‮ العالم كله‮. وعلينا أن نعي‮ أن ثورة‮ يوليو ساعدت علي‮ قيام ثورة‮ 2011.‬
‮* كيف هذا؟
‮** ثورة‮ يوليو ألغت وأزاحت الاحتلال‮ ،‮ وبالتالي‮ حركت عقبة صعبة جداً‮ من أيام ثورة‮ 2011،‮ وفرضت التعليم المجاني‮ ورغم كل ما‮ يقال من مشاكل التعليم‮ ،‮ وهي‮ مشاكل حقيقية لكن نسبة المتعلمين في‮ البلد زادت اضعافا مضاعفة عما كانت عليه قبل ثورة‮ 1952.‬‮ وايضا ثورة‮ يوليو بثت في‮ الشعب روح العزة والكرامة ومبادئ الحرية‮.
‮* نعم‮ .. ولكن كل الحركات الوطنية طالبت بنفس هذه المطالب؟
‮** هذا صحيح‮ .. فالحركة الوطنية المصرية ممتدة وثورة‮ يوليو لم تخترع مثل هذه المطالب‮ .. لكن المطالبة شئ والتحقيق شئ آخر‮. وثورة‮ يوليو حققت هذه المثل والمبادئ فهي‮ التي‮ طردت المستعمر،‮ وحولت الحكم من ملكي‮ إلي‮ رئاسي‮. وإن كانت مطالب‮ 25‮ يناير أن تكون مدة الرئاسة محددة وهذا طلب عظيم فإن الذي‮ خلق منصب رئيس الجمهورية هي‮ ثورة‮ 52.‬‮
‮* إذن ثورة‮ 25‮ يناير شديدة الصلة بالحركة الوطنية؟
‮** نعم‮ .. وبلاشك‮ . وهذه هي‮ قيمة هذه الثورة الشبابية الشعبية حيث تأتي‮ صلتها بالحركة الوطنية،‮ ليعطيها المستوي‮ الراقي‮ الذي‮ وصلت إليه‮. والشعب المصري‮ من أكثر الشعوب التائرة ضد الظلم والاستبداد‮.
‮* إذن هو علي‮ عكس ما‮ يتردد أو ظل‮ يتردد من أنه شعب خانع وقانع ولا‮ يتحرك؟
‮** كيف‮ يكون شعباً‮ خائعاً‮ وهو الذي‮ قام بثورة عرابي،‮ وثورة‮ 1919‮ وثورة‮ 1952‮ وانتفاضة‮ 77‮ وثورة‮ 2011‮ أنت بذلك تتحدث عن ثورات كبيرة لها قيمة وتأثير علي‮ الحياة العامة والسياسية في‮ مصر وفي‮ المنطقة العربية بل والشرق الأوسط كله والعالم كل هذا في‮ ما‮ يقرب من‮ 150‮ سنة لا أكثر‮ ،‮ أي‮ ما‮ يقرب من ثورة كل‮ 30‮ سنة ولا‮ يوجد شعب في‮ العالم فعل ذلك إلا مصر‮.‬
‮* ثورة في‮ مصر كل‮ 30‮ سنة تقريباً‮ .. فلماذا إذن لا تتحقق مطالب ثورتنا أي‮ ثورة لتسيير الأمور في‮ سياقها الطبيعي؟
‮** الثورة تقوم لتحقق مطالبها‮.‬
‮* نعم‮ .. ولكن نحن نكون دائما أمام بعض المطالب التي‮ لا تتحقق؟
‮** شوف‮ .. علشان تحاسب ثورة‮ .. عليك ان تحاسبها في‮ الفترة التي‮ كانت فيها سائدة لكن أن تقض علي‮ الثورة،‮ وتأتي‮ بحكم آخر،‮ جاء بالفساد،‮ ثم تقول إن الثورة لم تقضي‮ علي‮ الفساد‮.‬
‮* وهل ثورة‮ يوليو قضت علي‮ الفساد؟
‮** طبعاً‮.. قضت الثورة علي‮ الفساد الذي‮ كان موجوداً‮ قبل‮ 1952‮ والثورة قيمتها الحقيقية هي‮ أن تتحول إلي‮ نظام أو أن مبادئها التي‮ قامت من أجلها تتحول إلي‮ نظام سائد في‮ المجتمع وحاكم له‮.‬
‮* إذن الفساد الذي‮ توحش في‮ المجتمع مسئولية من ؟
‮** هو نتاج الانقلاب الذي‮ حدث علي‮ ثورة‮ يوليو،‮ يعني‮ أنت عايز تقول لي‮ ان أحمد عز هذا نتاج ثورة‮ يوليو؟ بالطبع لا‮. هو نتاج ما بعدها من انقلاب عليها‮.‬
‮* طالبت ثورة‮ 25‮ يناير بالحرية والعدالة الاجتماعية‮.. فما السبيل لتحقيق ذلك؟
‮** الحقيقة كنت أتصور أن الشباب الذي‮ خرج‮ يوم‮ 25‮ يناير‮ ،‮ المطلوب منهم عملوه،‮ حيث خرجوا وقالوا نريد اسقاط النظام،‮ لانه نظام فاسد وطاغٍ‮.. وأسقطوه وانهم أعلنوا مطالبهم،‮ وعلي‮ المجتمع أن‮ يستجيب لها،‮ ثم بعد ذلك‮ يعودون لمنازلهم لكني‮ اكتشفت حاجة تانية وهي‮ أنهم فقط لم‮ يعلنوا مطالبهم،‮ انما هم أيضا‮ يواصلون العمل التنفيذي‮ الذي‮ يضمن تلبية هذه المطالب‮.
‮* وهل هذا‮ يعد أكبر من دورهم الذي‮ كان المجتمع متطلعا إليه؟
‮** نعم‮ .. لكن نحن رأيناهم وهم‮ يواصلون الحرص علي‮ تحقيق المطالب‮ ،‮ ويرفضون الوزارة بشكلها الحالي‮ قبل طرح التعديل والإصرار علي‮ تطهير البلد من‮ »‬بواقي‮« النظام وأتباعه‮.‬
‮* نعم‮ .. وهذا أمر جيد‮ .. لكن ما الضمان لتحقيق آمال وأحلام ومطالب الشعب؟
‮** الضمان الآن هم هؤلاء الشباب وجودهم وحيويتهم وحرصهم المستمر منذ‮ يوم‮ 25‮ وحتي‮ اليوم هو الضمان الحقيقي‮ ليتم التحول نحو حياة ديمقراطية سليمة‮ .‬
‮* البعض‮ يخاف من الثورة والثورة المضادة،‮ وممن‮ يركبون علي‮ جوادها أو‮ »‬موجتها‮« كما‮ يقال‮ .. كيف تري‮ ذلك ؟
‮** أنا لا أحب هذا الحديث عن الذين‮ يركبون‮ »‬موجة‮« الثورة‮.‬
‮* ولماذا لا تحب؟
‮** لأنني‮ عندما أنظر حوالينا في‮ الفضائيات وغيرها أجد ان الذين‮ يحذرون من تلك التخوفات هم الذين‮ يحاولون الانقضاض علي‮ الثورة‮. لذلك أنا مطمئن علي‮ الثورة‮. لأن شبابها لا‮ يستطيع أحد أن‮ يصادرهم أو‮ يلتف حولهم ويركب موجتهم‮. أنا أعرفهم وجلست معهم في‮ الميدان وحضروا لنا في‮ اتحاد الكتاب‮ يشكرون والاتحاد علي‮ موقفه تجاه الثورة‮.‬
‮* إذن كيف رأيتهم؟
‮** وجدت شباباً‮ لديه وعي‮ شديد،‮ يعلمون أغراض كل واحد بيتكلم والكلام عن‮ »‬ركوب‮« موجة الثورة أراه كلاماً‮ مفتعلاً‮ من ناس هم أصلا‮ يريدون أن‮ يبعدوا عن أنفسهم التهمة،‮ فيقوموا بالتحذير منها‮.‬
‮* اتحاد الكتاب كان له موقف سباق في‮ تأييد الثورة‮.. أليس كذلك؟
‮** اتحاد الكتاب كان أول نقابة في‮ مصر تصدر بيان تأييد للثورة‮ يوم‮ 26‮ يناير‮.‬
‮* يوم‮ 26‮ كانت ملامح الثورة لم تظهر بعد‮ .. وكان البعض‮ ينتظر اكتمال الصورة‮ .. فعلي‮ أي‮ أساس تحرك الاتحاد في‮ هذا الوقت المبكر؟
‮** علي‮ أساس أن هؤلاء الشباب نزلوا للشارع‮ يطالبون بأشياء طالما طالب بها الأدباء والكتاب وكل الشعارات التي‮ كانت مرفوعة والخاصة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وغيرها هي‮ مطالب طالباً‮ بها ودافع عنها الأدباء والكتاب‮. ودفعوا أثمانا كثيرة من أرزاقهم وحريتهم في‮ سبيلها ومن أكثر الفئات التي‮ تعرضت للبطش هم الكتاب والمثققون علي‮ مدار السنوات الماضية‮.
‮* تقصد أن المثقف دفع ثمن الحرية مقدماً؟
‮** طبعا‮ .. المثقفون عانوا من النفي‮ والتشريد والملاحقة في‮ الأرزاق والاعتقال كل هذه الاشياء دفعها المثقفون في‮ سبيل هذه المبادئ أما أن‮ يظهر اليوم جيل جديد‮ يطالب بهذه الشعارات التي‮ لا نختلف عليها بل نسعي‮ إليها أيضا فكان‮ يجب أن نقف بجوارها وكان قرار الاتحاد بالاجماع تأييد هذه الثورة وأن نتبني‮ مطالبها،‮ وهذا هو البيان الذي‮ صدر من الاتحاد‮ يوم‮ 26‮ يناير واصدرنا بعد ذلك بيانات أخري‮ ومنذ صدور البيان التحمنا بالجماهير في‮ ميدان التحرير‮ يوميا‮. وكان أعضاء اتحاد الكتاب موجودين في‮ الميدان مع الناس‮ . وقام وفد من شباب‮ 25‮ يناير للاتحاد وهم‮ يعلمون كل واحد فينا،‮ حيث التقينا في‮ الميدان‮ يوم كذا‮ .. وأنا صعدت في‮ الميدان لأقول كذا وهكذا‮.‬
‮* خلينا نذهب إلي‮ رواية‮ »‬أجنحة الفراشة‮« التي‮ تنبأت فيها بوقوع الثورة‮ .. من أين جاءتك هذه البنوءة؟
‮** أنا كنت شايف أنه لا سبيل للخروج من الازمة التي‮ استحكمت في‮ المجتمع إلا بالانفجار‮. وكنت معتقدا أن الانفجار سيولد من خلال مظاهرة واحدة ستقوم من أمام دار القضاء العالي‮.
‮* ولماذا اخترت دار القضاء العالي؟
‮** لأنني‮ قصدت أن أقول إنها مظاهرة لا تخرج عن الإطار القانوني‮ وسلمية وهذا بالمناسبة كان شعارها في‮ الواقع وليس في‮ الرواية فقط أي‮ انها لها شرعية ثم بعد ذلك تجوب شوارع القاهرة كلها ثم تنتقل إلي‮ مدن أخري‮ وأن سلاح الشباب في‮ هذا سيكون الوسائل الحديثة‮ »‬انترنت والرسائل علي‮ الموبايل‮« وقلت شفرات الموبايل وما سيكتب وكيف‮ يتم التحضير لها ليس هذا فقط،‮ بل وقع اختياري‮ علي‮ ميدان التحرير ليكون هو بطل الحدث‮ .. وقد كان‮.‬
‮* وأنت تكتبها‮ .. هل كنت تتوقع أن ما حدث سيحدث؟
‮** لا‮ .. فأنا لا أقرأ الغيب لكن كنت أقول إنني‮ اكتب عن حالة الحراك السياسي‮ الموجودة في‮ مصر منذ سنوات طويلة‮. وأنت لا تستطيع في‮ رواية وصف موقف وخلاص‮. إنما أنت كأديب لك خيالك‮ ،‮ وتطور هذا الموقف وتتوالي‮ الأحداث‮.‬
‮* إذن البلد كانت في‮ أزمة؟
‮** بدون شك‮ .. وأنا في‮ الرواية طرحت الأزمة،‮ ثم وصلت بالاحداث في‮ تصوري‮ إلي‮ أن الذي‮ سيحدث هو هذا الانفجار وأن نتيجه هذا الانفجار الحتمية هو اسقاط هذا النظام‮ . وفوجئت بعد الرواية بأحداث تونس ثم أحداث مصر‮.‬
‮* ما الشعور الذي‮ انتابك بعد وقوع الثورة؟
‮** شعرت بشعور‮ غريب جداً‮ وكأن روايتي‮ تتجسد أمامي‮ . والاحداث الكبري‮ التي‮ تحدث في‮ العالم سواء كانت سياسية أو حتي‮ اكتشافات علمية ستجد في‮ الأدباء والكتاب من توقعها أو تخيلها في‮ أعمال له قبل وقوعها‮.‬
‮* أما والثورة قد قامت ومصر تغيرت‮ .. ما المطلوب عمله في‮ المرحلة القادمة؟
‮** أولاً‮ : يجب أن‮ يتم الاعتراف اننا بدأنا مرحلة جديدة في‮ تاريخنا،‮ وبالتالي‮ نعترف ونقر أن أي‮ مرحلة في‮ تاريخ أي‮ شعب لها من‮ يمثلونها،‮ والحقيقة أنه من أسباب انتكاسات كثيرة حدثت في‮ سنوات سابقة هو أنك تجد الاشتراكيين هم الذين‮ يطبقون سياسة الانفتاح‮. وأن رجال الحزب الوطني‮ هم الذين‮ يروجون للديمقراطية‮.‬
‮* تقصد أن‮ يكون لكل مرحلها رجالها؟
‮** هذا هو المفروض‮ .. لذلك‮ يجب أن نبحث عن الوجوه الجديدة التي‮ تمثل هذه المرحلة وهذا لا‮ يمنع طبعا أن‮ يكون مع هذه الوجوه‮ ،‮ وجوه أخري‮ قديمة لكن مشهود لها بالدفاع عن العدالة والديمقراطية والحرية‮ ،‮ وحتي‮ الثورات تفعل ذلك ثورة‮ 23‮ يوليو‮ عندما قامت لم تصادر علي‮ »‬عزيز المصري‮« بل أشادت بدوره‮ . والثورة الفرنسية أشادت بكتابات‮ »‬فوليتر‮« وغيره لكن المهم أن نعرف من الذي‮ يتعين عليه تمثيل المرحلة القادمة‮.‬
‮* ماذا عن باقي‮ أولويات المرحلة الحالية؟
‮** المطلوب التعجيل باقامة برلمان حقيقي‮ يعبر عن الشعب‮ ،‮ لكن الحياة في‮ أي‮ بلد لا تستقر ولا تستمر بدون حياة برلمانية‮.‬
‮* كما تعلم أن البرلمان شعب وشوري‮ تم حلهما أو هذا لا‮ يكفي؟
‮** لا‮ يكفي‮ .. هذا ارضاء للجماهير‮ .. لكن‮ يجب أن تعقبه وبسرعة الخطوات التي‮ تجعل هناك برلمانا شعبياً‮ حقيقياً‮ ملموساً‮. ويكون متغيرا موجوداً‮ علي‮ أرض الواقع وأيضا مطلوب الافراج عن المعتقلين‮ .‬
‮* وهل هناك معتقلون قاموا بهذه الثورة؟
‮** طبعاً‮ .. وأنا أسأل كيف‮ يكون هناك احتجاز معتقلين قاموا بهذه الثورة حتي‮ اليوم‮ .. ومازال ناس لا‮ يعرفون أولادهم فين ؟ وهل هم علي‮ قيد الحياة أم استشهدوا؟ استمرار هذا الوضع‮ يثير المشاكل والتوتر وعدم الاستقرار‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.