هل نعتبر أداء حكومة الدكتور عصام شرف اليمين أمام المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة بداية إنفراجة للأزمة الطاحنة التي تواجه مصر وشعبها.. وبداية نهاية للفوضي التي تعم البلاد بطولها وعرضها ويعود الوطن كله الي أمنه واستقراره فيعمل الجميع كل في مكانه بما يمليه عليه ضميره ووطنيته في إنقاذ البلاد من محنتها القاسية. أسئلة كثيرة تشغل بال المصريين كلهم بعد وضوح حجم الأزمة التي تواجهها مصر الآن وليس غدا..وبعد وضوح الرؤية بأن استمرار الحال علي ماهو عليه درب من دروب المستحيل لأن إستمراره يعني بدون مبالغة شلل الحياة الاقتصادية الي درجة غياب رغيف الخبز من الاسواق بعد اسابيع قليلة, وبذلك نكون قد حققنا لاقدر الله هدف سقوط الدولة بعد سقوط النظام الذي رحب به كل الشعب. ان شعب مصر وجيشه أيدوا ثورة الخامس والعشرين من يناير بإيمانهم بأن الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت سائدة في البلاد لم يكن ممكنا استمرارها علي ماهي عليه واشتد اليقين بعدما تكشف حجم الفساد السياسي والمالي ونهب الثروات وقهر الرجال, وبعدها توالت المكاسب الثورية بداية من تنحي الرئيس الي تقديم رموز الفساد الي المحاكم ثم الي طريق تسليم السلطة الي من ينتخبهم الشعب في فترات زمنية محددة يعلمها القاصي والداني ولكن نفس أبناء الشعب سواء من اختاروا البقاء في منازلهم أو من يخرجون علي استحياء الي ميادين أخري غير ميدان التحرير خوفا من اتهامهم بالثورة المضادة وذلك غير صحيح علي الاطلاق اقول الجميع افزعهم ما وصل الحال اليه من شلل وفوضي وقطع للأرزاق وغياب للأمن مما قد يقود البلاد الي حافة الهاوية وقد يكون السبب الرئيسي في ذلك هو غياب القيادات الموحدة التي تنطق باسم الثورة وتعدد الائتلافات التي اصبح لكل منها برنامج تفصيلي تتحدث به وكأنها الفاعل الرئيسي للثورة وذلك كله بعيد عن الشعور بما يجري في اذهان الجماهير من قلق وخوف بسبب مايلحقهم من اضرار. لقد أصبح كل فرد مسئولا عن عائلة يخشي علي أمنه وأمن أولاده في المدرسة والشارع من اعمال البلطجة التي اطلت برأسها في كل مكان وأصبح الملايين من عمال اليومية يعانون شظف العيش بتوقف البناء والتعمير, وقد بدأت موارد البلاد من السياحة والتصدير وتحويلات المصريين العاملين في الخارج تنخفض بصورة كبيرة, ناهيك عن غياب الاستثمار المحلي والاجنبي لفترة قد تطول. وتقول الحكمة البليغة: إن مازاد عن حده انقلب الي ضده. [email protected] المزيد من أعمدة ابراهيم نافع