وسط تحذيرات دولية من نقص في الغذاء والوقود في ليبيا, سادت حالة من الهدوء الحذر العاصمة الليبية طرابلس في أعقاب الاشتباكات التي اندلعت فجر أمس بين أنصار, ومعارضي الزعيم الليبي معمر القذافي, في وقت وقع فيه الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمرا تنفيذيا بتجميد أموال وأصول عائلة القذافي وكبار مساعديه. جاء ذلك في وقت حذر فيه شهود عيان في طرابلس من قيام السلطات الليبية بتسليح مؤيدي القذافي في العاصمة لمساعدتهم في إقامة نقاط للتفتيش بالإضافة لصد معارضي القذافي. ومن جانبها,كشفت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان, قيام قوات الأمن الليبية والموالين للحكومة بمهاجمة المحتجين الذين يحاولون السيطرة علي مدينة الزاوية غربي البلاد, حيث يقيم العقيد معمر القذافي, ويقاتل للحفاظ علي مقاليد السلطة في يده. وقالت هيومان رايتس ووتش التي تتخذ من نيويورك مقرا لها إن قوات الأمن أطلقت النيران علي المتظاهرين, وعمال مصريين يعملون هناك, مما أدي إلي سفك دماء وفوضي غير أنه لم ترد تقديرات دقيقة بحصيلة القتلي. وقال العمال المهاجرون ممن فروا إلي تونس, للمنظمة الحقوقية, إن قوات المعارضة فرضت سيطرتها علي قطاع كبير من الزاوية, لكن القوات الحكومية تسيطر علي المناطق المحيطة وأنها أقامت نقاط تفتيش علي مشارف المدينة. ومن جهته, أعرب رئيس جهاز المراسم الليبية العامة السابق نوري المسماري عن اعتقاده بأن الزعيم الليبي معمر القذافي يشعر بتهديد علي حياته من بعض المقربين منه. وقال المسماري في مقابلة مع مجلة فوكوس الألمانية في عددها المقرر صدوره غدا إن القذافي ارتدي في خطابه التليفزيوني الأخير سترة واقية من الرصاص وخوذة واقية للرأس تحت عمامته. يذكر أن المسماري فر إلي فرنسا في ديسمبر الماضي بعد خلاف مع أبناء القذافي. و في واشنطن,وقع الرئيس الامريكي باراك اوباما علي أمر تنفيذي يجمد أصول القذافي وعائلته وكبار مسئوليه, بالإضافة إلي الحكومة الليبية والبنك المركزي الليبي وصناديق الثروة السيادية. وجاء في الأمر التنفيذي أن القذافي والمقربين منه اتخذوا إجراءات متطرفة ضد شعب ليبيا, بما في ذلك استخدام أسلحة حربية والمرتزقة والعنف العشوائي ضد المدنيين العزل. وأضاف إننا سنقف بثبات مع الشعب الليبي في مطلبهم للحصول علي الحقوق العالمية, وحكومة تستجيب لتطلعاتهم. وكانت واشنطن قد أغلقت في وقت سابق بشكل مؤقت سفارتها في طرابلس عقب الإجلاء الناجح للدبلوماسيين الأمريكيين وغيرهم من الرعايا بحرا إلي مالطا وبواسطة طائرة مستأجرة إلي تركيا, حسبما قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في مؤتمر صحفي. وفي خطوة أولي,طلبت وزارة الخزانة الامريكية من البنوك الامريكية ان تراقب عن كثب التحويلات التي ربما يكون لها صلة بالاضطرابات في ليبيا لرصد اي علامات محتملة علي اساءة استغلال الاصول الحكومية. كما أوضحت وزارة الخزانة الأمريكية أن هذه الخطوة ستجمد مبالغ ضخمة من الأموال الليبية وتحول دون نهبها من قبل حكومة القذافي, ولكنها لم تذكر قيمتها بالدولار. وفي روما قال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني إن الزعيم الليبي معمر القذافي يبدو غير قادرا علي السيطرة علي مقاليد الأمور في بلاده. وشدد برلسكوني أمام حشد سياسي في روما علي ضرورة الوصول لاتفاق بين الأطراف المتنازعة في ليبيا لوقف حمامات الدم ومساندة أبناء الشعب الليبي.جاء ذلك في وقت يستأنف فيه مجلس الأمن اجتماعه خلال ساعات, لبحث إمكانية فرض عقوبات تهدف إلي وقف سفك الدماء في ليبيا. وقالت مندوبة البرازيل لدي الأممالمتحدة السفيرة ماريا لويزا ريبيرو فيوتي, رئيسة المجلس المؤلف من15 دولة لهذا الشهر, إن أعضاء المجلس وافقوا علي النظر في تدابير محددة عاجلة تهدف إلي وضع حد للعنف, والمساعدة في تحقيق حل سلمي للأزمة الراهنة واحترام إرادة الشعب الليبي. وأوضح السفير الفرنسي جيرار ارو أن أعضاء المجلس قرروا خلال جلسة مناقشات مغلقة تبني مشروع قرار بفرض حظر علي الأسلحة وحظر علي السفر وتجميد لأصول نظام القذافي. وفي هذه الأثناء, قال برنامج الاغذية العالمي ان الشعب في ليبيا يكافح حالات نقص الغذاء والوقود والامدادات الطبية ويمكن ان يواجه صعوبة اكبر اذا لم يتم توفير مخزونات جديدة. ونقل برنامج الاغذية العالمي عن تقارير من اشخاص تم اجلاؤهم ان الاشخاص الذين فروا من ليبيا قالوا ان هناك صعوبات في التنقل في البلاد حيث سيطر متمردون علي الشرق ويقتربون من العاصمة في محاولة للاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي.