لم يكن في بال أحمد علي الشاب القادم من سوهاج إلي السويس أن تسوقه قدماه للعمل في مشروع يمتلكه هو وابن عمه, بعد أن فشلا في اللحاق بالسلم الوظيفي, سواء الحكومي أو الخاص, وذلك أملا في الحياة الكريمة البسيطة, ويحقق من خلاله طموحاته, إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن, فاستشهد وفقد أبناء عمومته المشروع في أحداث25 يناير. ويقول غلاب أحمد مؤهل متوسط: إنه قرر هو وشقيقه معتصم بعد رحلة شاقة البحث عن فرصة عمل أن يستأجرا محلا لبيع الحلوي بالسويس بعد أن تركا مسقط رأسهما في سوهاج. وأضاف أنه اضطر إلي اللجوء إلي أحد البنوك للحصول علي قرض من خلاله يمكنه البدء في هذا المشروع المتناهي الصغر. ويضيف معتصم أحمد أن الأمور سارت علي ما يرام خلال الفترة الأولي وسددا كل الأقساط المستحقة علي القرض, إلا أنه فور اندلاع أحداث الثورة أتت الرياح بما لا تشتهي السفن, حيث اشتدت فورة الاحتجاجات والمواجهات بين الثوار وأفراد الشرطة في السويس حيث اشتدت حدة الاشتباكات يوم الجمعة الذي اجتمع فيه عدد من الثوار أمام قسم السويس وقامت الشرطة بإطلاق الرصاص الحي علي المتظاهرين, وهو ما أدي إلي استشهاد أحمد علي ابن عمي الذي يعمل معنا في المحل. وأشار غلاب قائلا: لم أتمالك نفسي بعد إصابة ابن عمي فأسرعت به إلي المستشفي إلا أنه لفظ أنفاسه, وتمت سرقة ونهب المحل مصدر رزقنا وإطلاق نيران كثيفة عليه واضحة في الجدران المحيطة بالكشك. ويضيف بنبرة يملؤها الحزن والأسي أنه مطالب بسداد الأقساط البنكية حتي لا يتعرض للسجن.